المدان أحمد الشايع يتحدى حكومة البصرة بعد اقتحام مقر لعائلته في الفاو.. وتساؤلات حول الإجراءات الحكومية لملاحقته
توعد الحكومة بإشعال الشارع
انفوبلس/..
بعد اقتحام شرطة الطوارئ لمقرات تابعة لعائلته في مدينة الفاو جنوبي البصرة، ظهر المدان الهارب "أحمد الشايع" في مقطع مصور، مهدداً ومتحديا حكومة محافظة البصرة التي ذكر أنها تعرف بأي دولة يتواجد في الوقت الحاضر.
ونشر أحمد شايع، المصنف بأخطر المجرمين في العراق والمتهم بجرائم القتل والإرهاب، مقطع فيديو في صفحاته عبر السوشيال ميديا، يتحدى فيه حكومة البصرة والقوات الأمنية "دست على روسكم حكومة البصرة" بعد مداهمة مكافحة الجرائم "حسينية" تابعة له في الفاو بمحافظة البصرة.
تهديد حكومة البصرة
ووجه شايع، تهديداً الى حكومة البصرة، بإشعال الشارع في مدينة الفاو وإنزال الناس مسلحين رجالاً ونساء، عبر بصمة واحدة يوجهها إليهم بحسب تعبيره، بعد مداهمة حسينية وموكب "أم الحسن" في الفاو التي يُشرف عليها أهله، من قبل شرطة الطوارئ ومديرية مكافحة الإجرام في المحافظة.
وتابع، أن "الحكومة تعرف آني بأي دولة الآن، وأين سافرت، وخرجت من البصرة رغما على أنف الحكومة التي اتجهت الى الحسينية التي نمتلكها"، مهدداً ضابط في القوات المنية يدعى (ملازم علي) قال شايع إنه أشرف على عملية المداهمة التي نفذتها القوات الأمنية على مقرات تابعة لأهله بضمنها موقع لـ حسينية في مدينة الفاو بالبصرة.
ويشير مراقبون للشأن المحلي، أن أحمد شايع مدعوم من قبل أطراف لها صلة بتيارات سياسية عراقية، وتم تهريبه من السجن عن طريق هذه الأطراف، رغم ضلوعه بجرائم قتل وتهم حُكم عليه بسببها بالسجن.
لا توجد إجراءات حكومية
وأثار هذا مقطع الفيديو الذي رصدته شبكة "انفوبلس"، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وطرح العديد من التساؤلات حول الإجراءات الحكومية المتخذة بخصوص أحمد شايع على المستوى الدولي.
وبالرغم من مرور ما يقارب الـ 6 أشهر على هروب المدان أحمد شايع، أحد أخطر المجرمين في محافظة البصرة بحسبما وصفه الأمن الوطني، لا تزال الدولة وأجهزتها الأمنية كافة، لا تعرف شيئًا عن شايع او كيفية الوصول إليه، في الوقت الذي تعلن وزارة الداخلية وباقي المؤسسات الأمنية مدى تطور الأداء الأمني في العراق.
ولا يزال الصمت المطبق يسيطر على أية معلومات تخص الشايع ولم تتحدث الأجهزة الأمنية عن أي معلومات او جهود جديدة لملاحقته، بعد أن تم الاكتفاء بإصدار أحكام قضائية على بعض المنتسبين والضباط المتهمين بمساعدة شايع بالهروب، لكن المتهم الرئيسي بتهريبه بشكل مباشر وهو ضابط كبير هرب معه أيضا ولم يتم التوصل إليه.
هروبه من السجن
وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت في 28 شباط الماضي، عن إحالة 6 ضباط إلى محكمة قوى الأمن الداخلي، على خلفية هروب المجرم المدان (أحمد شايع) في محافظة البصرة.
وذكر بيان للوزارة، أن "وزارة الداخلية أحالت 6 ضباط و(4) مفوضين إلى محكمة قوى الأمن الداخلي وفق أحكام المواد (31 و341 و271) لإهمالهم الجسيم الذي تسبب في هروب المدان المدعو (أحمد شايع)"، مبينا أنه "تم تحديد الرابع من آذار المقبل موعدا لمحاكمتهم".
ووجهت الوزارة "عقوبة انضباطية إلى (8) منتسبين في القضية ذاتها والتي حصلت في محافظة البصرة".
في الوقت نفسه، قررت رئاسة مجلس النواب، تشكيل لجنتين برلمانيتين الأولى للتحقيق بشأن هروب المتهم "أحمد شايع" من أحد سجون محافظة البصرة، والثانية بشأن وجود مخالفات على الحكومة المحلية هناك.
أسباب الإدانة والاعتقال
لم تبتدئ قصته من هروبه الماكر من سجن الجمهورية في البصرة، بل ذاع صيته قبل ذلك بكثير، منذ مقتل المدير التنفيذي لشركة دايو المنفذة لميناء الفاو إلى اعتقال شقيقه "عامر" مروراً بالإطاحة به من قبل الأمن الوطني. "أحمد شايع" الذي يُعد أحد أبرز وجوه المافيا في العراق "يفلت" من قبضة العدالة مجدداً بمساعدة أحد الضباط في البصرة.
في شباط 2022، أعلن جهاز الأمن الوطني، اعتقال صاحب شركة الدويب المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير (أحمد الشايع) المتهم بجرائم قتل وإرهاب في محافظة البصرة.
وذكر الجهاز آنذاك في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "تم إلقاء القبض على أحد أخطر المهرّبين والمطلوبين في العراق المدعو (أحمد عبد الواحد شايع) والصادرة بحقه مذكرات قبض قضائية بأكثر من قضية تمس أمن الدولة وجرائم مختلفة بينها القتل والإرهاب".
وأضاف، إن "عملية الاعتقال جرت في محافظة البصرة بعد استحصال الموافقات القضائية وتشكيل فريق عمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية في المحافظة، كما وجرت إحالة المتهم إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتحقيق معه في الجرائم المنسوبة له".