المقاتل احمد الذواق.. لم تمنعه الإصابة الجسدية اثناء خدمة العلم من أن يكون صانع رأي ومؤثر.. انفوبلس تروي سيرته
مقاتل مُضحي ومدوّن لاذع
انفوبلس/..
أحمد الذواق، ناشط ومدون مخضرم في صفحات التواصل الاجتماعي، مهتم برصد أهم الأحداث على الساحة العراقية وتقصّي الحقائق، نصب تركيزه فيما ينشره في صفحاته على الإخفاقات السياسية وفضح التناقضات لبعض الجهات الحزبية.
الذواق من مواليد 1986 في محافظة ذي قار ناحية الفجر، كان قبل عام 2005 منتسباً في الجيش العراقي، قبل أن يأتي اليوم المشؤوم الذي أفقده طاقته الحركية دون أن يُحجّم من طاقته الفكرية والذهنية في رصد الاحداث ومتابعة الشأن السياسي المحلي والإقليمي والدولي.
تعرض أحمد الذواق الى إصابة بليغة من جراء الخدمة في الجيش العراقي عام2005، بسقوط قذائف هاون على قاعدة عسكرية للجيش العراقي في قصر الاعظمية، سقطت خلالها احدى القذائف على الآلية العسكرية التي كان احمد فوقها ماسكاً بسلاحه المنصوب فوق الآلية، ليسقط على الأرض مع عصف الانفجار مغمى عليه.
ومنذ انتمائه الى صفوف القوات الأمنية العراقية، حتى لحظة إصابته البليغة التي أنهت مسيرته العسكرية في خدمة العلم، لم يكن احمد مترددا من مواصلة القتال في وجه قوى الإرهاب والظلاميين من بقايا براثن البعث الصدامي وتنظيم القاعدة، الذين استهدفوا بغداد بكل وحشية خلال تلك الأعوام.
فقد احمد في ذلك الهجوم قدرته على الحركة والوقوف، بالإضافة الى شلل أصاب يديه التي لم يتبقَّ منهما سوى أصابعه التي بقي يدوّن عبرها ويواصل حضوره عبر المواقع الالكترونية وصفحات السوشيال ميديا، عبر رصد الاحداث وإيضاح الصورة الكاملة للناس حول كل حدث او مناسبة، ودحض الأكاذيب التي تنشرها منصات مدفوعة مرتبطة بشخصيات سياسية ومنظمات دولية.
تعرض أحمد الذواق الى تهديد بشكل متكرر، مثل غيره الكثيرين الذين لهم حضور فاعل في طرح الرأي وخوض غمار الصراعات الالكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سعت أطراف تتبنى منهج التعصب، الى إيقاع الضرر المباشر على احمد وتهديد اسرته في منزله بمحافظة ذي قار.
عدم نشره لصوره الشخصية، او تفاصيل عن حياته الخاصة، جعل بعض المدونين يعتبرون ان صفحته غير مرتبطة بشخصية حقيقية بالاسم نفسه، فيما اتهم الإعلامي غزوان جاسم بإدارة صفحته رغم نفيه لذلك لأكثر من مرة، والتأكد من أن أحمد هو من يدير صفحته بنفسه، ونصوصه وتغريداته هي نتاج جهده الفكري ومتابعاته.
وتصدر المشهد اليوم أحمد الذواق، كصانع رأي ومؤثر في مواقع السوشيال ميديا، وبالرغم من الإصابة البليغة التي أفقدته القدرة على الحركة تماما، إلا أنه استطاع وبجهوده الشخصية ان يكون صاحب الأثر الاكبر في رفع الشبهات التي تطلقها الجيوش الالكترونية في فضاء المواقع، ومكافحة التضليل الإعلامي والمعلومات الخاطئة التي تستهدف شخصيات سياسية او تيارات سياسية وطنية.