انفوبلس تستعرض سفراء العراق في العالم بالأسماء.. ماذا عن الأحزاب التي ينتمون إليها؟
انفوبلس/ تقرير
في ظل غياب الإحصائيات الرسمية والبيانات التوضيحية عن سفراء جمهورية العراق في الخارج، تقصَّت شبكة "انفوبلس"، عن أسمائهم وسط حديث عن أن هذه المناصب أصبحت لعوائل بعض الأحزاب والزعامات السياسية.
من هو السفير؟
تُعرّف الدبلوماسية بأنها عِلم وفن إدارة العلاقات بين الأشخاص الدوليين، عن طريق الممثلين الدبلوماسيين، ضمن ميدان العلاقات الخارجية للأشخاص الدوليين في إطار ما يُقرّه القانون والعُرف الدولي.
أما السفير، فهو الموظف الدبلوماسي الذي يترأس سفارة بلده لتمثيلها في الخارج، والسفراء هم دبلوماسيون من أعلى رتبة يمثلون رسمياً رئيس الدولة، ويتمتعون بحصانة دبلوماسية يمنحها لهم البلد المضيّف. وتنشأ العلاقات الدبلوماسية بين الدول وتوفد البعثات الدبلوماسية الدائمة بناءً على الاتفاق المتبادل بينها.
ومن المتعارف عليه بين الدول أن يكون السفراء على درجة عالية من الثقافة والكياسة والسياسة، ويُتقنوا التكلّم بلغة أجنبية عالمية واحدة على الأقل، فضلًا عن لغة بلادهم، ويقضي السفير خدمة خارجية في البلد الواحد مدة قانونية أمدها خمس سنوات وأحيانًا تُمدَّد سنة واحدة كحد أقصى، ويبذل السفير الحاذق خلال سنوات عمله أقصى جهد مُمكن لتطوير العلاقة بين البلدين وتقريب وجهات النظر، بما يحقق المصلحة المشتركة. بعدها يعود إلى بلاده أو يُنقل إلى دولة أخرى حسب الحاجة أو ما ترتئيه سياسة حكومته.
ولمّا كان السفير في التعامل الدبلوماسي يُعدُّ ممثلاً شخصياً لرئيس الدولة، لذلك لم يكن ثَمَّة ضير كبيـر في أن يختار الحاكم بنفسه شخصًا صديقًا له أو يعرفه ويثق به لتمثيله، حتى وإن لم يكن دبلوماسيًا، خصوصًا إذا ما توافرت فيه مؤهلات جيدة من وجهة نظره.
في المقابل، يشير موقع وزارة الخارجية العراقية إلى أن العراق لديه 88 سفارة وقنصلية وبعثة دبلوماسية حول العالم، ولا يُعد هذا غريبًا في التمثيل الدبلوماسي لأي دولة، لكن ما يثير الدهشة أن العراق لديه تمثيل دبلوماسي وسفارة في بلدان قلّما تجد فيها عراقيين كما في كينيا والفاتيكان.
*انفوبلس تستعرض السفراء بالأسماء أدناه:
محمد عيسى العيساوي هو سفير العراق في الدوحة أما حيدر منصور هادي عويس العذاري (مواليد 27 يوليو 1970 في بغداد)، والمعروف باسم حيدر منصور هادي، هو سياسي عراقي يشغل حاليًا منصب سفير جمهورية العراق لدى الأردن.
وسفير جمهورية العراق لدى المملكة المتحدة هو محمد جعفر الصدر، بينما سفير جمهوريّة العراق لدى طهران هو نصير عبد المحسن عبد الله، أما نزار الخيرالله هو سفير جمهورية العراق لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
والقائم بأعمال السفارة العراقية لدى القاهرة هو أروى هاشم، كما أن صفية طالب السهيل تم تعيينها سفيرا مقيما ومفوضا فوق العادة لدى المملكة العربية السعودية، فضلا عن أن سفير العراق لدى تركيا هو ماجد اللجماوي.
وياسين شريف الحجيمي هو القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في دمشق، وصالح التميمي هو سفير جمهورية العراق في مملكة إسبانيا، وسفير جمهورية العراق في إيطاليا سيوان صابر مصطفى برزاني، بينما السفير العراقي في ألمانيا فهو لقمان الفيلي.
أما القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في المنامة هو عبد السلام صدام محيسن، المنهل الصافي فهو سفير جمهورية العراق لدى دولة الكويت، كذلك سفير جمهوريّة العراق المُعتمد لدى الكرسي الرسوليّ (الفاتيكان) هو رحمن فرحان العامري.
كما أن عبد الرحمن حامد الحسيني هو سفيراً مقيماً ومفوضاً فوق العادة لجمهورية العراق لدى كندا، والسفير العراقي لدى باكستان هو حامد عباس لفتة، وأحمد تحسين برواري سفير جمهورية العراق لدى بلجيكا.
والقائم بالأعمال المؤقت بسفارة جمهورية العراق في وارسو، هو مقداد أيوب المندلاوي، والقائم بأعمال سفارة جمهورية العراق المؤقت في أذربيجان هو مكي ريسان المعموري، بالإضافة الى أن القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في كانبرا المستشار يعرب عبد الجبار العنبكي.
وسفير جمهورية العراق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة هو مظفر مصطفى الجبوري، والقائم بالأعمال العراقي لدى الجمهورية التونسية هو الوزير المفوض/ عبد الحكيم القصاب، كما أن القائم بأعمال سفارة العراق لدى رومانيا هي فريال عبد النبي محمد، والسفير العراقي في البرتغال هو عادل مصطفى كامل، أما قيس سعد العامري هو سفير جمهورية العراق في مسقط.
وعلى الرغم من أن الدستور العراقي النافذ منذ عام 2005، لم ينص على توزيع المناصب في إطار طائفي أو حزبي، لكن العُرف السياسي المعمول به منذ الغزو الأميركي عام 2003، درج على المحاصصة، بما فيها ما بات يُعرف بـ"الدرجات الخاصة"، والتي من بينها منصب السفير.
يبقى ملف وزارة الخارجية العراقية من أكبر الملفات التي ما زالت خفية على الرأي العام العراقي لعدم علمه بما يدور في ممثليات بلاده في الخارج والفشل "الذريع" في الدفاع عن المصالح العراقية الخارجية وما يجري الآن من استغلال وسرقة الكويت لحقل غاز الدرّة العراقي واستيلاء السعودية على ميناء المعجز العراقي، كذلك التدخل العسكري التركي والمياه.
*خطة لإعادة النظر بسفراء العراق
وقال مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، إن "هناك سفراء مضى على عملهم سنين طويلة ببعض الدول، وهذا ما يتطلب تغييراً، ولهذا نحن في لجنة العلاقات الخارجية سيكون لنا تحرك خلال الفترة المقبلة من أجل إجراء تغييرات في السفراء والدبلوماسيين في دول العالم، وسنعمل على إجراء تقييم مهني بالعمل والأداء بعيداً عن المجاملات والضغوطات السياسية".
لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لديها خطة لإعادة تقييم عمل السفراء والدبلوماسيين
وأكد، إن "لجنة العلاقات الخارجية، ترصد منذ فترة طويلة أخطاء بعض سفراء العراق في عدد من الدول، وضعفاً في الأداء، ولهذا وزارة الخارجية تجري بين فترة وأخرى عملية سحب بعض السفراء بسبب هذه الأخطاء الدبلوماسية".
تحكُّم المحاصصة بالمناصب
بدوره، قال النائب في البرلمان العراقي أمير المعموري، إن "الأخطاء المتكررة لسفراء العراق سببها المحاصصة والمحسوبية التي جاءت بهؤلاء الأشخاص إلى مناصب مهمة تمثل العراق وشعبه أمام دول العالم، فهذا الملف خاضع للمحاصصة والتوافق، واختيار الأشخاص لا يتم من خلال الكفاءة والخبرة بالعمل الدبلوماسي".
وأضاف المعموري، إن "مناصب سفراء العراق في بعض الدول أصبحت مناصب لعوائل بعض الزعامات السياسية والأخرى دخلت ضمن المحاصصة السياسية والطائفية، ويتم تقسيمها كحال المناصب الأخرى في الدولة العراقية، وهذا سبب رئيسي في فشل الدبلوماسية العراقية في الكثير من الدول".
المعموري: الأخطاء المتكررة لسفراء العراق سببها المحاصصة والمحسوبية التي جاءت بهؤلاء الأشخاص
وأكد النائب المستقل، "أننا سنعمل على فتح ملف سفراء العراق في دول العالم، لوجود الكثير من الأخطاء والإخفاق في عمل الكثير من السفراء، الذين جاءت بهم المحاصصة إلى مناصب، يفترض أن يكون فيها شخصيات دبلوماسية قادرة على تمثيل العراق أمام الدول".
من جهته، اعتبر الخبير في الشأن السياسي العراقي، إياد الدليمي، أنه "بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لم يكتفِ الحاكم الأميركي بول بريمر بحل الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية بل أصدر قوانين عديدة أسهمت في طرد وإبعاد خبرات عراقية وكفاءات مهمة من مختلف الوزارات بما فيها الخارجية، ومنها ملاحقة الكثير من الشخصيات العراقية العاملة في المجال الدبلوماسي.
وأضاف: "بدأت بعدها مرحلة جديدة من تأسيس نمط غريب على مفهوم الدبلوماسية في العراق، وهو ما يمكن تسميته بالمحاصصة الدبلوماسية، والتي قادت إلى وصول أشخاص غير مؤهلين إلى أعلى رأس الهرم الدبلوماسي في العراق وصولاً إلى أدناه".
وأشار الدليمي، إلى ما وصفه بـ"التحاصص السياسي في مختلف مؤسسات الدولة، والذي دفعت ثمنه كل المفاصل الحكومية ومنها الدبلوماسية التي كانت واحدة من ضحايا هذه المحاصصة". وتابع: "هناك اليوم سفراء للعراق في الخارج يحملون شهادات مشكوكاً في صحتها، ودبلوماسيون يعملون في دول أجنبية لا يتقنون اللغة الإنكليزية، وآخرون لا يحملون حتى ثقافة التعامل مع الغير كونهم لم يتأسسوا وفقاً للأعراف الدبلوماسية المعمول بها".
ووصف هذا الملف بأنه "كارثي ويجب فتحه، وتحديداً ما يتعلق بمعايير اختيار الدبلوماسيين العراقيين، فقد أسهمت المحاصصة الحزبية والطائفية بأن يكون مظهر الدبلوماسية العراقية بهذا الشكل الفضائحي الذي بات يلاحقها من وقت لآخر".