انفوبلس تغوص في تناقضات وزير الخارجية فؤاد حسين.. لا إنصاف بين اغتيال الشهيد "أبو تقوى" وقصف أربيل
انفوبلس/ تقرير
القصف الإيراني لمحافظة أربيل شمالي العراق، كشف الوجه الحقيقي لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بالعمل لصالح السياسة الكردية على مصلحة العراق، خصوصاً عندما اُغتيل القيادي في الحشد الشعبي أبو تقوى السعيدي بضربة عدوانية أمريكية في العاصمة بغداد، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، على مجمل تناقضات الوزير الكردي ومواقفه المنحازة.
*كيف تعاملت وزارة الخارجية مع قصف أربيل
بعد القصف الذي طال مواقع في أربيل، سارعت وزارة الخارجية برئاسة وزيرها لاتخاذ الإجراءات كافة، حيث أكدت، أنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وسلّمته مذكرة احتجاج.
الوزارة ذكرت في بيان تلقته "انفوبلس، أن "رئيس دائرة الدول المجاورة وكالةً محمد رضا الحسيني قام بتسليم مذكرة احتجاج الى القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي". وأضاف البيان أن "المذكرة تضمنت إدانة جمهورية العراق واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل".
ولم تكتفِ بذلك، حيث استدعت وزارة الخارجية، سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، وذلك لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل. وقالت الوزارة، في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إنها "استدعت سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، لافتة الى أن "الهدف من الاستدعاء، هو لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل".
هذه التحركات كانت "غائبةً" تماماً عندما استُشهد القائد مشتاق السعيدي "أبو تقوى" في العاصمة بغداد، بحسب مراقبين.
ودوَّت في الحادية عشرة والنصف من مساء أمس الاثنين أصوات انفجارات "عنيفة" في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق، فضلاً عن انفجارات أخرى متزامنة سُمِع دويّها في محافظة إدلب السوريّة، وبعدها بنحو ساعة أعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران تبني الهجمات، مؤكداً أنها استهدفت مراكز تابعة لجهات تعمل مع الموساد الإسرائيلي، وأن هجماته رداً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة كرمان مسقط رأس الجنرال قاسم سليماني بالتزامن مع ذكرى استشهاده الرابعة.
الحرس الثوري قال في بيانه، إنه "دمَّر أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية المرتبطة بالجرائم الإرهابية الأخيرة في إيران، وطالت هذه الهجمات مقرات في سوريا، فضلا عن مقر تجسس للكيان الصهيوني في إقليم كردستان العراق، بالصواريخ الباليستية".
*كيف تعامل مع استشهاد "أبو تقوى" السعيدي؟
وبتصريحات متناقضة وُصِفت بالمُذلّة، وموقف ضعيف جاء امتداداً لسلسلة المواقف الخجولة السابقة، أطلَّ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على شاشتَي العربية والحدث السعوديتَين مؤخراً، وفي الوقت الذي كان الجميع يترقب فيه إدانة الوزير للجريمة الأميركية الأخيرة وسط بغداد، صدَمَ "حسين" ذلك الترقُّب عندما بدا مدافعاً عن القوات الأميركية في الداخل العراقي، زاعماً أنها بطلب من الحكومة العراقية، مناقضاً بذلك ما جاء على لسان رئيس الوزراء محمد الشياع السوداني بعدم الحاجة إلى تلك القوات.
تصريحات الوزير المُذلّة خلقت ردود فعل غاضبة وسط توقعات بأزمة تلوح في الأفق بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية بشأن مطلب إخراج القوات الأميركية من العراق.
في ضربة غادرة، نفذتها طائرة مسيرة أمريكية يوم الخميس 4 كانون الثاني 2024، استُشهد القائد مشتاق السعيدي "أبو تقوى" تاركاً خلفه تأريخاً من المقاومة والجهاد ضد المحتل الأمريكي وحتى تنظيم داعش الإجرامي، كما أسفرت الضربة عن استشهاد مرافقه "أبو سجاد".
وكان المحلل السياسي قاسم بلشان، قد انتقد سياسة وزارة الخارجية العراقية إزاء ما يحدث من خرق واضح للسيادة من قبل القوات الامريكية القتالية، فيما أكد أن القصف الأخير الغاشم على قوات الحشد الشعبي فضح انتماء وزير الخارجية وميوله لكردستان أكثر من العراق.
ويرى المحللون أن تضارب المواقف بين السوداني وحسين يعكس الاختلافات في وجهات النظر بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية بشأن مستقبل القوات الأمريكية في العراق. فالسوداني يسعى إلى إخراج القوات الأمريكية من البلاد، بينما يرى حسين أن استمرار وجودها في العراق ضروري لمكافحة الإرهاب وضمان استقرار البلاد، رغم أن العراق يشهد استقرارا أمنيا منذ فترة.
وبالرغم من تصاعد الدعوات الشعبية الى وزارة الخارجية بالتزامن مع الذكرى الرابعة لاغتيال "قادة النصر" بتجريم أمريكا على خلفية القصف المستمر على قوات الحشد الشعبي الحكومية، إلا أن الإرادة التي تفرضها كردستان على وزارة الخارجية عن طريق وزيرها حالت دون ذلك.
وبحسب ساسة فإن سيطرة حكومة كردستان المطبِّعة مع أمريكا على وزارة الخارجية منع تجريم واشنطن وموجهتها وإدانتها إزاء الخروقات المستمرة على الأراضي العراقية.
وبالحديث عن هذا الملف، يتهم القيادي في تحالف نبني علي الزبيدي، وزير الخارجية فؤاد حسين بالعمل لصالح السياسية الكردية بشأن عدم الذهاب نحو تجريم أمريكا بالمحاكم الدولية، فيما أكد أن الوزارة تُقدّم مصالح إقليم كردستان على مصلحة البلد بصورة عامة.
ويقول الزبيدي، إن "أغلب الخلافات الحاصلة مع الحكومة المركزية تعود الى تقاطع السياسية الخارجية التي تفرضها كردستان"، مشيرا الى أن "الوزارة يجب أن تلتزم بالسياسية الخارجية التي تعمل بها الحكومة".
ويتابع، إن "اختلاف السياسية والتوجه بين وزارة الخارجية والحكومة المركزية أضعف القرار العراقي الدولي"، مبينا أن "وزير الخارجية فؤاد حسين مستمر بالعمل لصالح السياسية الكردية وليس للحكومة الاتحادية".
ويختتم الزبيدي حديثه: إن "هذه الثغرة ستكون بمثابة العائق الكبير أمام تحقيق العراق لسياسته الحكومية والشعبية التي يتعامل بها على الصعيد الدولي في عديد الملفات"، لافتا الى أن "الوزارة تقدم مصالح إقليم كردستان على مصالح البلد بصورة عامة".
*تخبُّط قرار التصويت على هدنة غزة
كما انتقدت العديد من الأوساط الشعبية والسياسية في تشرين الأول الماضي، عدم تصويت وزارة الخارجية العراقية على قرار إيقاف الحرب الممنهجة للكيان الصهيوني ضد غزة بالرغم من تصويت أكثر من 120 دولة أدانت "الكيان الصهيوني" على جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، لتعود وتطلب تعديل التصويت بحجة حدوث خللاُ تقني أثناء التصويت.
ووفق الكاتب العراقي سلام عادل، فإن حصيلة فؤاد حسين في وزارة الخارجية تعتبر عبارة عن فشل في فشل، والموضوع لا يقتصر على ملف التواجد العسكري الأجنبي في العراق، بل حتى ملف المياه مع تركيا، والملف المالي مع الخزانة الأمريكية، وملف الحدود البحرية مع الكويت، وحتى ملف تعيين وتكليف السفراء الذي يراوح مكانه منذ سنوات دون أن يتطور ولو شبراً واحداً، وهو ما يجعل فؤاد حسين أفشل وزير في كابينة السوداني، ويتطلب تغييره اليوم قبل الغد، وأكبر دليل على فشله هو تراجع تصنيف (جواز السفر العراقي) لكونه صار يعتبر أضعف جواز سفر عربياً وعلى مستوى العالم.
ويبقى ملف وزارة الخارجية العراقية من أكبر الملفات التي ما زالت خفيّة على الرأي العام العراقي لعدم علمه بما يدور في ممثليات بلاده في الخارج والفشل "الذريع" في الدفاع عن المصالح العراقية الخارجية وما يجري الآن من استغلال وسرقة الكويت لحقل غاز الدرّة العراقي واستيلاء السعودية على ميناء المعجز العراقي، كذلك التدخل العسكري التركي والمياه.