بارزاني يجدد ولاءه لواشنطن.. أربيل تدعم بقاء القوات الأجنبية في العراق وتسعى لـ"تقاسم" الإيرادات النفطية مع بغداد بضغوط أمريكية.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
عاد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى أربيل بعد زيارة غامضة لواشنطن استغرقت أسبوعين برفقة وفد كردي، وبسبب الغموض الذي أحاط بتلك الزيارة بدأت جهات سياسية وتحليلية ومصادر مطلعة بالكشف عن الملفات المتوقع مناقشتها بين الإقليم وواشنطن مع التأكيد بأن غموض الزيارة يعني بالضرورة محاولة بارزاني دفع الولايات المتحدة للضغط على بغداد لتركه مستمراً بسياسته الديكتاتورية والمخالفة للدستور، مع إعلان الولاء التام للولايات المتحدة خلال تلك الزيارة.
مصادر مطلعة تحدثت عن اتفاق كردي أمريكي يدفع واشطن للضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد والقضاء العراقي ومجلس النواب للتهاون من الإقليم وعدم محاسبته على مخالفاته القانونية وسرقة ما ليس حقه وتجويعه وملاحقته للشعب الكردي الرافض لسياسة حكومته الديكتاتورية.
وأضافت، أن واشنطن ستحاول أيضا إجبار العراق على اقتطاع حصة من أموال نفطه تُسلَّم بشكل مباشر إلى حكومة الإقليم وهو الأمر الذي رفضته بغداد والقضاء العراقي في العديد من المناسبات.
وفي هذا السياق، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، دعم بلاده لأمن إقليم كردستان العراق، و"تقاسُم الإيرادات والموازنة مع بغداد".
وقال البيت الأبيض، إن سوليفان شدّد خلال استقباله رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في واشنطن على دعم الولايات المتحدة لجهود حكومة كُردستان والحكومة العراقية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن اقتسّام الإيرادات والموازنة يُعزز الاستقرار والحكم الرشيد والتقدم الاقتصادي في أنحاء العراق وكُردستان، بحسب وسائل إعلام أميركية.
والشهر الماضي، أصدرت المحكمة الاتحادية العُليا قرارا يلزم مجلس وزراء إقليم كردستان بتسليم جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية إلى حكومة بغداد.
ومازالت تداعيات زيارة بارزاني إلى واشنطن تتوالى حتى بعد عودته بيومين حيث جاءت الزيارة بالتزامن احتدام العلاقات بين أربيل وبغداد، لاسيما بعد إلزام المحكمة الاتحادية حكومة إقليم كردستان بتوطين رواتب الموظفين في مصارف بغداد الحكومية، فضلا عن مساعي الحكومة إلى إنهاء وجود التحالف الدولي، وموقف الإقليم من تلك المساعي.
زيارة بارزاني أثارت المخاوف والشكوك، لدى بغداد حول طبيعة الزيارة وتفاصيلها، وسط مطالبات للحكومة المركزية بمعرفة ما جرى من اتفاق خلال الزيارة.
النائب عن الاطار التنسيقي كريم عليوي قال، إن “زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني تثير الكثير من الشكوك والمخاوف وكذلك الغموض، فلا نعرف ما هي الملفات التي تم مناقشتها هناك وهل لبغداد علم بهذه الزيارة وتفاصيلها”.
وشدد عليوي، على أنه “لا يمكن لبارزاني إجراء أي تفاوض بشأن التواجد الأمريكي في العراق، فهذا الملف سيادي وبيَد بغداد حصراً، ولا يمكن للإقليم إجراء أي تفاوض بشان بقاء أي قوة اجنبية داخل الإقليم، فالإقليم جزء من العراق”.
وأضاف، إن “قانون إخراج القوات الأجنبية يشمل أي قوة تتواجد داخل إقليم كردستان، ولهذا لا يمكن لبارزاني التفاوض بشكل منفرد مع الإدارة الامريكية، كما يجب على الحكومة العراقية معرفة ما جرى من اتفاق ما بين رئيس حكومة إقليم كردستان والولايات المتحدة الامريكية”.
وتوقع موقع “ميدل إيست ترانسبارينت”، في 26 فبراير شباط الماضي، أن يتم سحب معظم القوات الأمريكية (بشكل حكيم) من خلال نقلها إلى إقليم كردستان دون الإضرار بمصالح الولايات المتحدة في العراق، فيما رجح أن يكون لواشنطن المزيد من النفوذ في بغداد، لكن من دون وجود لقواتها.
إلى ذلك قال المحلل السياسي كاظم الحاج، إن “حكومة إقليم كردستان تعتبر التواجد الأمريكي داخل الإقليم حمايةً لها وهي ورقة ضغط على بغداد، لكن هذا الأمر أصبح من الماضي والإقليم مجبَر بالالتزام بما يصدر من الحكومة الاتحادية، خاصة إذا كانت هناك قرارات قضائية ملزمة”.
وبيّن الحاج، إن “التواجد الأمريكي في الإقليم مبهم ومجهول ولا نعرف ما هي القوات التي تتواجد هناك وما هي أعدادها ولا حتى مهامها، وهذا الأمر يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا على أمن العراق واستقراره، خصوصاً في ظل وجود معلومات بأن الضربات الأمريكية ضد الحشد وقادته كانت تنطلق من قاعدة حرير”.
وشدد على، أن “الحكومة العراقية يجب أن تكون على علم ودراية بأي زيارة خارجية يُجريها رئيس حكومة إقليم كردستان، خاصة إذا كانت تناقش خلال ملفات سيادية وتخص أمن العراق واستقراره بصورة عامة، ولهذا يجب الضغط على الإقليم لكشف ما جرى خلال زيارة بارزاني إلى واشنطن”.
ووصل رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، في 25 فبراير شباط الماضي، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة رسمية، لعقد اجتماعات عدة مع المسؤولين الأمريكيين، ومناقشة تعزيز العلاقات بين الجانبين، وآخر المستجدات في المنطقة.
وشدد مسرور بارزاني، خلال لقائه أعضاء الكونغرس الأميركي، على ضرورة تطبيق الدستور العراقي ضماناً لحقوق شعب إقليم كردستان الدستورية وحماية كيان الإقليم، كما اتفق مع رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي جاك ريد، على مواصلة الولايات المتحدة والتحالف الدولي دعم قوات البيشمركة”.