بدء التوجه إلى مكة.. "النواب الحجاج" يؤخرون حسم رئاسة البرلمان وإقرار الموازنة
ترجيحات: الحسم بعد العيد
بدء التوجه إلى مكة.. "النواب الحجاج" يؤخرون حسم رئاسة البرلمان وإقرار الموازنة
انفوبلس/..
في وقت تُتَهم فيه الأطراف السنية بتعطيل اختيار رئيس جديد لمجلس النواب، بسبب الخلافات الدائرة بين هذه الأطراف، وسط مطالبات متعددة من الإطار التنسيقي لحسم الملف، يُضاف إليه ملف جداول موازنة 2024 الذي وصل مؤخراً إلى اللجنة المالية. بدأ نواب بالسفر الى المملكة السعودية لأداء الحج، وسط ترجيحات بترك قضيتي الرئاسة والموازنة معلقتين إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، أواخر حزيران المقبل.
ويُرجَح ذهاب أكثـر من 80 نائبا الى الحج هذا العام ضمن مقاعد مخصصة للمسؤولين، من أصل 39 ألف حاج عراقي ضمن خطة 2024.
وقال مصدر برلماني، أمس الثلاثاء، إن سفر أكثر من 80 نائباً عراقياً الى السعودية لتأدية مناسك الحج يُعيق تمرير رئيس البرلمان وكذلك إقرار جداول الموازنة 2024.
وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب بها عدد من النواب العراقيين الى السعودية لتأدية مناسك الحج، حيث شارك 70 نائباً في تأديتها العام الماضي بموافقات خاصة خارج المقاعد المخصصة للمواطنين في هيئة الحج والعمرة.
وعن موعد عقد جلسة مجلس النواب قال مصدر نيابي، إنه "لا يوجد موعد محدد لعقد جلسة مخصصة لمناقشة جداول قانون الموازنة وإقرارها بمجلس النواب بسبب عدم اكتمال اللجنة المالية النيابية من المناقشات واستضافة الوزراء والجهات المعنية".
وأشار إلى، أن "هناك سبباً آخر يعطل انعقاد أي جلسة لمجلس النواب خصوصا بعد سفر قرابة 80 نائبًا إلى السعودية لتأدية مناسك الحج"، موضحاً أن "النواب المسافرين هم من كتل سياسية مختلفة".
من جانبه قال النائب عن كتلة دولة القانون محمد الزيادي، إن "هناك صعوبة بالوقت الحالي لعقد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب واستكمال الجولة الثالثة من الانتخابات بسبب عدم اتفاق الكتل السنية مع الكتل السياسية الأخرى على مرشح محدد".
واستبعد الزيادي عقد جلسة انتخاب رئيس المجلس قبل عيد الأضحى بسبب سفر عدد من أعضاء البرلمان إلى السعودية لتأدية مناسك الحج، إضافة إلى مقاطعة نواب تقدم لجلسة الانتخاب".
وأوضح، أن "البرلمان منشغل حاليا بجداول قانون الموازنة والعمل على إقرارها قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي الذي سينتهي يوم 9 حزيران المقبل".
*ملف رئيس البرلمان إلى السعودية!
يقول قيادي بارز في حزب تقدم، الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، إن اختيار رئيس البرلمان قد عَلِقَ الآن الى نهاية الشهر المقبل.
ويلفت القيادي الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه، الى أن "الملف سيتم تجميده الى حين عودة النواب من أداء فريضة الحج". وأكد القيادي، إن نحو 80 نائبا سوف يتوجهون من يوم غد (اليوم) الى المملكة السعودية، حتى بعد عطلة العيد التي تصادف أواخر حزيران المقبل".
ويصادف الحج هذا العام مع مناقشة البرلمان لجداول موازنة 2024، حيث يعترض الإطار التنسيقي على تخفيض تخصيصات المحافظات.
ويقول فيصل العيساوي، وهو نائب سابق عن الانبار، أنه "في حال انتهت العطلة التشريعية سوف تؤجل قضية اختيار رئيس البرلمان الى وقت طويل".
ويفترض أن تبدأ العطلة التشريعية في حزيران المقبل، حيث كان البرلمان قد مدد في 9 أيار الحالي عمله لمدة شهر لمناقشة الموازنة.
ويلفت العيساوي إلى، أن "المواقف مازالت على حالها منذ جلسة البرلمان الأخيرة، ولا توجد حلول حتى الآن في قضية انتخاب رئيس البرلمان".
وكانت تسريبات قد تحدثت عن خطة لانسحاب كل المرشحين للمنصب حتى يتم ترشيح أسماء أخرى، لكنها مقترحات صارت الآن معلقة إلى ما بعد انتهاء الحج.
وفي تلك الأثناء طالب النائب محمود المشهداني، رئاسة البرلمان بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن جلسة اختيار رئيس مجلس النواب.
وقال المشهداني، بحسب وثيقة نُشرت في عدد من وسائل الإعلام، إن الطلب يأتي للتحقق من نتائج التصويت، بعد رصد خطأ في عدّ الأصوات.
وفشل المشهداني مرتين في الحصول على أصوات للمنافسة على منصب رئيس البرلمان، فيما يبدو أن الإطار التنسيقي قد تخلى عنه بعد آخر جلسة.
*القرار السُني
الى ذلك قال القيادي في تحالف الحسم أثيل النجيفي، إنه لم يعد هناك "قرار سُني" بعد الاحداث الاخيرة التي جرت في جلسة اختيار رئيس البرلمان.
ولفت النجيفي الى وجود محاولات من أطراف سنية وصفها بـ"المحايدة" لإيجاد تفاهم بين المرشحين لمنصب رئيس البرلمان، لكنه أكد بأن هذه المساعي "لم تجد آذانا صاغية".
أما عن وضع النواب السنة، قال النجيفي: "سيبقون يدورن في فلك حلفائهم حتى الانتخابات القادمة على الأقل".
*البديل العصيّ
ومضى الآن أكثر من نصف عام دون أن يستطيع البرلمان اختيار بديل للحلبوسي، فيما الاطار التنسيقي يبدو أنه يريد استمرار سيطرته على المجلس عبر المندلاوي، لحين تمرير الموازنة المالية الجديدة.
وكاد السُنة في جلسة عُقدت قبل أسبوعين أن يصوتوا لصالح سالم العيساوي، مرشح خميس الخنجر لمنصب رئيس للبرلمان، قبل أن تتحول الجلسة الى حلبة ملاكمة بين عدد من النواب.
لكن محمود المشهداني، المرشح الآخر للمنصب من طرف الحلبوسي، يطالب الآن بإعادة الجلسة بسبب "خطأ بعَدّ الأصوات".
وكان البرلمان يستعد لإجراء جولة ثالثة لحسم التصويت لرئاسة البرلمان بين المشهداني والنائب سالم العيساوي، قبل تعرض النائبَين مثنى السامرائي وهيبت الحلبوسي إلى الضرب.
ولم يحصل أي من المرشحَين على الأصوات اللازمة لتولي المنصب (165 صوتا)، حيث كان العيساوي قريبا من الفوز بفارق 7 أصوات فقط.
وفي تلك الجلسة، اشترط محسن المندلاوي، الرئيس بالوكالة، لعقد جلسة اخرى "الاتفاق على مرشح واحد" للمنصب، فيما ساد جدل حول قانونية هذا المطلب.
وعقب موقف المندلاوي الأخير أشعلت رسالة مسربة من مجموعة "واتساب" كتبها خميس الخنجر، رئيس حزب السيادة، الأجواء بين الطرفين.
وقال الخنجر وفي رسالة أرسلها خلال مجموعة تحمل اسم "محافظة الانبار/ حزب السيادة"، إنه "بات واضحا أن السبب الرئيسي لتعطيل انتخاب رئيس لمجلس النواب من السُنة طمعاً واغتصاباً للمنصب الذي يمثل أكثر من 15 مليون عراقي".
وأضاف الخنجر: "نحتاج إلى حملة إعلامية قوية والى مواقف معلنة منكم كممثلين للسنة عبر تغريدات وبيانات (...) مطالبة الإطار والقوى الكردية بعقد الجلسة هذا الأسبوع لانتخاب رئيس المجلس، أي ننسى الخلافات السنية ونركز على المندلاوي ومن يقف معه لاستغلال هذا المنصب".
بالمقابل رد تحالف الاساس الذي يتزعمه المندلاوي على الاتهامات ضد رئيس المجلس بالوكالة، ونفى تمسك الاخير بالمنصب.
وقال التحالف، إن "الفوضى (في إشارة الى جلسة البرلمان الاخيرة لاختيار رئيس البرلمان) يقف وراءها زعيم سياسي حرّض عددا من أتباعه ضد المندلاوي في السوشيال ميديا"، دون أن يذكر اسمه.
وأضاف البيان، إن "نوابا من عزم (برئاسة النائب مثنى السامرائي) والسيادة يشنون حملة ضد المندلاوي ويصفونه بـ(المعطل) وهو تجاوز صريح على رئيس السلطة التشريعية بالوكالة".
كما اعتبر النائب محمد نوري المقرب من المندلاوي، إن ما يصدر عن خميس الخنجر "بلا قيمة ولا يستحق الرد"، في إشارة الى الرسالة المسربة الأخيرة.
ولفت نوري إلى، أن "الخنجر استخدم لغة طائفية عالية برسالته ضد المندلاوي".
وكانت مقاطع فيديو أظهرت المندلاوي وهو يستخدم ألفاظا غير لائقة ضد النائب أحمد الجبوري، على خلفية المشاجرة التي نشبت في الجلسة الاخيرة.
ويقول مصطفى سند، النائب المقرب من الإطار التنسيقي، في حوار تلفزيوني، إنه كان يعرف بما سيفعله الجبوري، ولفت الى أنه أبلغ المندلاوي قبل الحادث.