بعد ان اشترى "ذمم ناشطين".. الكاظمي يقامر بـ"صدام دموي" ويلوح بورقته الأخيرة
انفوبلس/..
المقامرة على اندلاع صِدام شيعي، باتت سمة بارزة في حكومة تصريف الأعمال ورئيسها مصطفى الكاظمي و”جوق مستشاريه”، فعلى الرغم من تجاوز مراحل احتواء الصِدام، إلا أن تصريحات جديدة للكاظمي أظهرت وجود نوايا لإشعال فتيل الاحتراب في العراق.
وبعد أن ألقى كلمته أمام المحفل الأممي في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، وأظهر تناقضًا واضحًا، حسبما يرى مراقبون، لم يكتفِ الكاظمي بالتلميح، واتجه نحو التصريح بنواياه الحقيقية، للبقاء في رئاسة الوزراء لولاية ثانية.
مقابلة خاصة مع موقع “المونيتور” الأمريكي، الذي كان الكاظمي فيما مضى مسؤولًا عن إدارة ملف العراق فيه، أشهر رئيس حكومة التصريف ورقة الاحتجاجات، ولوّح بها أمام القوى السياسية التي تمضي الآن نحو تشكيل حكومة جديدة.
وقال الكاظمي في المقابلة، إن الجميع يفهم الآن، أن أية حكومة لا تضم السيد الصدر ستواجه تحديات ضخمة، على الرغم من اعتزال زعيم التيار الصدري العمل السياسي واستقالة نواب كتلته من البرلمان، وهي بطبيعة الحال دعوة إلى اصطفافات جديدة.
وفي هذا السياق، زعم الكاظمي، “أن الطبقة السياسية في العراق، تواجه أزمة ثقة مع الجمهور، قد يؤدي استبعاد الصدر، على سبيل المثال، إلى تكرار أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2019 أو ما هو أسوأ”.
ويرى مراقبون، أن تصريحات الكاظمي تنمُ عن تحريض على إشعال الشارع العراقي، باحتجاجات من شأنها خلق ظرف استثنائي جديد، عسى أن يتم التجديد له في رئاسة الحكومة، متجاهلًا تداعيات ذلك على الأمن الداخلي في العراق.
وكشف السياسي المقرّب من حراك تشرين، حسين الشلخ، عن إجراء حكومة تصريف الأعمال، مفاوضات مع لجان احتجاجية “اختارتها بعناية”، مشيراً إلى أن أغلب المؤتمرات واللجان التي تم الإعلان عنها، مدعومة من مستشارية رئيس الحكومة.
وقال الشلخ في تدوينة على فيسبوك اطلعت “المراقب العراقي” عليها: “إذا لم تتعلم من الماضي لن يكون لك مستقبل!! أغلبهم قد تم شراؤهم!!”، مستفهماً بالقول: “هل تعلم ان اللجنة التي ستتفاوض مع الحكومة باسم تشرين، قد تم اختيارها بعناية من قبل الحكومة!؟.
وتساءل: “هل تعلم ان أغلب المؤتمرات واللجان التي تم الاعلان عنها، مدعومة من مستشارية رئيس الحكومة!؟”، لافتاً إلى أن “الانشقاق الحاصل بين الجميع مدعوم من قبل الأحزاب الفاسدة!؟”.
وأكد الشلخ، أن المنتفعين والمرتزقة قد استلموا حصصهم المالية، وان أغلب ما يُسمّى بالسياسيين الجُدد يحاولون التسلّق على تشرين لمكاسب خاصة ووعدوهم خيراً هذه المرة. واختتم تدوينته بالقول: “قد خانوا الدماء من جديد وقتلوا العراق وهو برمق أخير”، مُذيلاً إياها بوسم “# مرتزقة”.
من جانبه، اتهم عضو التجمع الشبكي سامي فاضل، الكاظمي بمحاولة تسويق نفسه مجدداً. وقال فاضل في حوار إن الكاظمي وأثناء حضوره اجتماعات نيويورك من خلال اجتماعاته مع القيادات والرؤساء الأجانب، يحاول كسب التعاطف الدولي.
وأضاف، أن الكاظمي فشل في مهامه والنمو الاقتصادي الذي تحدث عنه، جاء بفضل ارتفاع سعر النفط، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وليس لوجود سياسة حكيمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه القوى السياسية إلى عقد جلسة البرلمان التي من المرجح أن تعقد يوم الثلاثاء المقبل.
وعن ذلك، يقول عضو ائتلاف دولة القانون وائل الركابي، إن الأجواء السياسية مهيأة بشكل كبير لعقد جلسة البرلمان، التي ستكون بداية لإكمال الاستحقاقات الدستورية، بعد أشهر طويلة من الانسداد الذي عانت منه العملية السياسية.
ويضيف الركابي: “هناك ترجيحات بعقد جلسة البرلمان خلال الأسبوع الحالي، إذ تشير المعلومات إلى اقتراب القوى الكردية من إعلان مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية”.
وتابع: “الإطار في نيته الذهاب لتشكيل حكومة وطنية تخدم المواطن والمصلحة العامة، فضلًا عن تفعيل دور السلطة التشريعية، التي تسبب غيابها بظهور العديد من ملفات الفساد”.
جدير بالذكر، أن الإطار التنسيقي ما يزال متمسكًا بمرشحه لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني، فيما تترقّب القوى السياسية إعلان الكرد عن مرشحهم لرئاسة الجمهورية.