بوادر تسوية تلوح بالأفق.. "هدوء" بلا "عاصفة" يقرب المسافات بين عقلاء "البيت الأكبر"
انفوبلس/..
ما تزال بوادر “التهدئة” تُهيمن على الخطاب السياسي لقوى الإطار التنسيقي، في مسعى جاد على ما يبدو لترطيب الأجواء السياسية، ولملمة “البيت الشيعي” تحت خيمة واحدة، تُفضي في نهاية المطاف، إلى تشكيلة حكومية تُبحر بالعراقيين نحو “بر الأمان” الذين يبحثون عنه منذ سنوات.
وفي جردة حساب بسيطة أجراها المحرر السياسي، لم يُسجّل فيها أي خطاب متشنّج صدر عن قادة أو جماهير الإطار التنسيقي على مدى اليومين الماضيين، اللذين شهدا اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصار التيار الصدري، وما تلا ذلك من أحداث وتداعيات وصل إلى إعلان الاعتصام المفتوح داخل القبّة التشريعية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان الإطار التنسيقي، عن ترشيح النائب والوزير السابق محمد شياع السوداني، لتولّي منصب رئيس الوزراء خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو ما يعترض عليه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وبينما كان مجلس النواب يستعد لعقد جلسة برلمانية طال انتظارها، لانتخاب رئيس للجمهورية يقوم بدوره بتكليف مرشح الإطار بتشكيل الحكومة الجديدة، استبقت جماهير التيار ذلك وهبّت إلى المنطقة الخضراء، بعد تحشيد استمر لأكثر من 24 ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي مؤيد العلي إن الخطاب المتزن الذي يصدر عن قوى الإطار التنسيقي، يُعبّر عن مسؤولية عالية وإحساس بالخطر المُحدق بالعراق، الذي تتربّص به القوى المعادية من خلال إحداث فتنة بين شركاء الوطن الواحد.
ويضيف العلي، أن القوى السياسية جميعًا مطالبة بالدعوة إلى التهدئة، وعدم الانصياع وراء الأصوات التي تحاول إشعال فتيل حرب مجتمعية، بين أبناء المكون الأكبر في العراق.
وفي الوقت الذي كان جمهور التيار الصدري يقتحم المنطقة الخضراء، ظهر مصطفى الكاظمي رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهو يجلس في مقر قيادة العمليات المشتركة في المنطقة الخضراء، متفرجًا على تداعيات التظاهرات الحالية، التي طالما مهّدت لها وسائل إعلام وجيوش إلكترونية مؤيدة للكاظمي، بغية ضمان “بقاء طويل الأمد في منصبه الحالي”، حسبما يرى مراقبون.
وبينما ظلّت “طبول الفتنة” تقرع لإحداث “صدام دموي” بين رفقاء السلاح وشركاء الوطن والمذهب الواحد، خرجت أصوات الاعتدال لـ”وأد الفتنة”، وإنهاء حالة الاحتقان الجارية.
ومن هذا المنطلق، وجّه رئيس تحالف الفتح هادي العامري، رسالة إلى القوى السياسية في التيار الصدري والإطار التنسيقي للتهدئة وضبط النفس للخروج من المرحلة الراهنة.
من جانبه، دعا رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي الى الدخول بحوار مفتوح مباشر.
إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إن تداعيات أحداث اليوم، وتكرار سقوط السلطة التشريعية، واشاعة أجواء الرعب والخوف من المجهول الأمني والسياسي والاقتصادي، تدعوني الى ان أوجه ندائي صادقاً مخلصاً الى الاخوة في الإطار والتيار، لاتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة، وينطلق في حوار جاد، بعيداً عن المؤثرات السلبية.
جدير بالذكر، أن المنطقة الخضراء في بغداد، تشهد منذ يومين اعتصاماً داخل مبنى مجلس النواب، نظّمه أنصار التيار الصدري، الذين عمدوا إلى اقتحام الحواجز الأمنية ودخول مبنى المجلس للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.