بيان برسائل مختلفة يرسم ملامح المشهد.. العالم يُجمِع على التهدئة في العراق ودرءالفتنة
انفوبلس/..
عبارات شديدة اللهجة ودقيقة لمن يقرأُها بتعمّق، تلك التي وردت في بيان مجلس الأمن الدولي الأخير، بشأن الأوضاع في العراق، حيث دعا فيه إلى ضبط النفس وبدء الحوار دون تأخير من أجل تعزيز الإصلاحات في العراق.
وقال المجلس في بيانه، إن “أعضاء مجلس الأمن أدانوا أعمال العنف التي اجتاحت العراق يومي 29 و30 أغسطس/آب ، وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء أنباء عن سقوط قتلى وجرحى”.
ودعا مجلس الأمن الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس ورحب بدعوات الامتناع عن المزيد من العنف.
وأضاف البيان أن أعضاء مجلس الأمن حثوا بقوة جميع الأطراف والجهات الفاعلة على الانخراط دون مزيد من التأخير، في حوار سلمي وبناء للمضي قدماً في الإصلاحات”.
وفي أول تعليق سياسي عراقي رصدته “المراقب العراقي”، قالت رئيس حركة إرادة حنان الفتلاوي، إن “بيان مجلس الأمن حول الأحداث الأخيرة في العراق كان بلهجة قوية”، متسائلة: “فهل قرأتها جميع الأطراف العراقية بشكل صحيح؟”.
وشهد العراق، يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، اشتباكات مسلحة خلفت ضحايا وعددًا كبيرًا من المصابين، عقب اقتحام أنصار التيار الصدري عددا من المقار الحكومية في بغداد، فور إعلان زعيم التيار، مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، وما تلا ذلك من أحداث تسببت باحتدام المشهد الذي تطور إلى محاولة اقتحام مسلحين بوابات المنطقة الخضراء.
وانسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء المحصنة لاحقًا، امتثالًا لتوجيهات زعيم التيار الذي انتقد ما وصفها بـ”الثورة” والعنف الذي تخلل الاحتجاجات.
وفي هذا السياق نشرت وكالة أنباء “رويترز” تقريرًا لها بعنوان: “كيف أوقف رجل دين يبلغ من العمر 92 عامًا انزلاق العراق مرة أخرى إلى الحرب”.
وجاء في سياق التقرير الذي اطلعت “المراقب العراقي” عليه: “لم يقل آية الله العظمى علي السيستاني شيئًا علنيًا عن الاضطرابات التي اندلعت في شوارع العراق. لكن مسؤولين حكوميين ومطلعين شيعة يقولون إن موقف السيستاني وحده من وراء الكواليس هو الذي أوقف الانهيار”.
وما تزال تداعيات الأزمة السياسية تلقي بظلالها على المشهد العراقي برمّته، وسط مخاوف من احتدام الوضع مرّة أخرى بعد انتهاء زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
وعن ذلك يقول المحلل السياسي مؤيد العلي إن “رباطة جأش القوى الوطنية والدور المحوري الذي لعبته المرجعية الدينية، أخمدا نيران الفتنة التي كادت أن تحرق الأخضر واليابس في العراق”.
ويضيف العلي أن “الأزمة السياسية الراهنة لا يمكن حلها عبر الشارع واستخدام القوة، بل إن الحل يكمن باتفاق بين القوى الفاعلة، بغية الوصول إلى حالة من التهدئة والوئام السياسي، تمهيدًا لتشكيل الحكومة المرتقبة”.
وكان رئيس جماعة علماء العراق، خالد الملا، حذر، من محاولات وصفها بـ”اليائسة” لاستغلال الظرف الراهن وتحقيق “غايات خبيثة”، فيما أكد أن مرجعيةُ النجف مازالت “سداً منيعاً بوجه الفتن”.
وقال الملا في تغريدة على “تويتر”: “محاولاتٌ بائسة تسعى لاستغلال الأزمة السياسية وتحقيق غايات ومآرب خبيثة جل أهدافها التقليل والتشكيك بالموقف العظيم الذي وقفته المرجعية بنداء الجهاد الكفائي وزج آلاف الشباب والشيب ليصدوا خطر الإرهاب والاحتلال الداعشي”. وأضاف الملا: “نعم مازالتِ المرجعيةُ سداً منيعاً بوجه