تحالف من أجل الشعب "ينهار".. الجيل الجديد ينهي علاقته بـ"امتداد" بسبب انقلاب الأخير على الركابي
انفوبلس/ تقرير
تحالف "من أجل الشعب" لم يكن كذلك، هكذا كانت الصورة الأولية، بعد قرار كتلة "الجيل الجديد"، اليوم الثلاثاء 1 آب/ أغسطس 2023، بانتهاء تحالفها مع حركة "امتداد" والذي استمر 19 شهراً وسط استغراب الأخير.
وقالت رئيسة كتلة "الجيل الجديد" سروة عبد الواحد في تدوينة تابعتها "انفوبلس": "حينما قررنا نحن (الجيل الجديد) التحالف مع (حركة امتداد) كنَّا على يقين أنَّ الدكتور علاء الركابي شخص يستحق هذه الثقة، وما زلنا نثق به، ونعرف جيداً أنَّه نزيه ووطني".
لكن سروة عبد الواحد استدركت بالقول، "لكن يبدو أنَّ المشاكل التي تعترض هذه الحركة أكبر وأقوى من إخلاص الركابي وبعض زملائه، لذا نعلن انتهاء هذا التحالف، ونرجو لهم التوفيق والاستمرار على النهج الإصلاحي الواعي".
إنهاء تحالف "من أجل الشعب" بتغريدة هو دليل على أنه تحالف شكلي وغير فعلي
من جهته، رد رئيس كتلة حركة "امتداد" حيدر السلامي، على قرار تحالف "الجيل الجديد"، بشأن إعلان الأخيرة إنهاء تحالف "من أجل الشعب". وقال في بيان ورد لـ"انفوبلس"، "تفاجأت حركة امتداد بإنهاء تحالفها الهزيل مع الجيل الجديد بتغريدة".
وأضاف، أنّ "إنهاء تحالف من أجل الشعب بتغريدة دون علم حركة امتداد، هو دليل على أنه تحالف شكلي وغير فعلي". وأكّد، أنّ "حركة امتداد تعمل بديموقراطية حقيقية ولا تؤمن بالشخوص إنما بالفكر والمبدأ".
وبحسب سياسيين ومراقبين، فإن قرار حركة الجيل الجديد بانتهاء تحالفها مع حركة "امتداد" هو يعود على الانشقاقات والمشاكل التي تعاني منها الأخيرة.
*متى تأسس تحالف "من أجل الشعب"؟
كان قد أُعلن في العاصمة بغداد، بكانون الأول/ ديسمبر 2021، عن تشكيل تحالف مدني سياسي معارض هو الأول من نوعه تحت قبّة مجلس النواب العراقي، يتألف من 28 عضواً فائزاً في الانتخابات العراقية التي أُجريت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، باسم "من أجل الشعب".
ويضمّ التحالف حركة "امتداد" برئاسة علاء الركابي، وحركة "جيل جديد" المدنية برئاسة شاسوار عبد الواحد، الناشطة في إقليم كردستان شمال العراق. وجاء إعلان تشكيل التحالف عبر مؤتمر صحافي لقادة الحركتين في العاصمة بغداد.
وتضم الكتلتان 9 أعضاء لكل واحدة منهما في مجلس النواب العراقي، كما انضم إليهم 10 آخرون من المستقلين الذين فازوا في انتخابات 2021، وسط تأكيدات على استمرار التحرك نحو مستقلين آخرين بهدف ضمهم إلى التحالف الجديد آنذاك.
وهو التحالف الأول من نوعه منذ أول انتخابات شهدها العراق عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، والتي أُجريت منتصف عام 2005 وشهدت بروز القوى الدينية آنذاك بشكل واضح.
وكان التحالف المعارض "المنهار حالياً"، المولود من الانتخابات العراقية، قد أكد أنه لن يكون جزءاً من حكومة محاصصة، بل معارضة قوية وبنّاءة من أجل مراقبة ومساءلة الحكومة، كما زعم أن أعضاء التحالف سيعملون داخل البرلمان للدفاع عن حقوق المواطن العراقي وخدمته.
ونشر التحالف بيانًا ختاميًا عقب المؤتمر تضمن المبادئ الأساسية ومنها؛ تكوين "معارضة قوية وبنّاءة داخل البرلمان"، و"مراقبة ومساءلة الحكومة وتقوية مؤسسات الدولة ودعم استقلالية القضاء والهيئات المستقلة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني".
وتعتبر حركة "امتداد" من أبرز القوى المدنية التي وُلِدت في الانتخابات العراقية المبكرة 2021، بعد الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدن جنوب ووسط العراق وبغداد في الربع الأخير لعام 2019 واستمرت لأكثر من 14 شهراً.
كما دخل تحالف امتداد المنبثق من ساحات الاحتجاج إلى الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 لأول مرة وحصد 9 مقاعد في مجلس النواب، ويترأسه علاء الركابي.
فيما حصد حراك الجيل الجديد على 9 مقاعد أيضًا، ويترأسه رجل الأعمال شاسوار عبد الواحد المعروف بمعارضته لحكومة إقليم كردستان والحزبين الكرديين، كما عارض الاستفتاء على انفصال كردستان عن العراق في أيلول/ سبتمبر 2017.
وتُعد حركة "الجيل الجديد"، التيار المدني الأقوى في إقليم كردستان، منذ تأسيسها في عام 2017 وقادت تظاهرات واسعة داخل الإقليم ضد الحزبين الحاكمين هناك "الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني".
*انشقاقات حركة امتداد
في مايو/ أيار من العام الماضي 2022، انشق 5 نواب من أصل 9، عن حركة "امتداد" النيابية التي انبثقت عن حراك تشرين الاحتجاجي.
وطبقا لكتاب الاستقالة الجماعية الموقّعة من النواب الخمسة، فإن استقالتهم جاءت "بسبب خروج الحركة عن مبادئ تشرين وتفرّد الأمين العام بالقرارات المصيرية للحركة دون الرجوع إلى مؤسساتها".
وتحدث كتاب الاستقالة عن اتهامات "توجه" إلى بعض نواب الحركة تتعلق بـ"الخيانة والفساد دون دليل يُذكر".
وفي نفس الشهر، قررت الأمانة العامة "لحركة امتداد"، إعفاء عضو مجلس النواب العراقي علاء الركابي من منصب الأمين العام للحركة.
كما شهدت الحركة انشقاقات أخرى، كتعليق عضو المكتب السياسي أنور عزيز، عضويته في الحركة وبالإضافة إلى إعلان عضو مجلس النواب عن محافظة النجف فاطمة العيساوي، انسحابها من الحركة، ومزاولتها العمل البرلماني مستقلة بدون إنتماء.
وسبق أن تعرض الركابي لاتهامات عديدة تتعلق بضعف أدائه وقلة خبرته السياسية وميله الشديد للتفرد بالقرار، وكان التصويت لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من بين تلك التصرفات التي تعرض جرّاءها إلى جملة انتقادات.
وذكر مسؤول مطلع على الشؤون الداخلية للحركة مؤخراً بأن "الركابي شخصية تميل لنوع من الديكتاتورية ويقوم باتخاذ معظم القرارات دون العودة لبقية رفاقه في الحركة، الأمر الذي أدى إلى انقسام الحركة احتجاجا على هذا السلوك". وأضاف المسؤول، أن "الركابي أبدى قدرا كبيرا من التعاون مع الكتلة الصدرية رغم موقفها السلبي من حراك تشرين وقد أثار هذا حفيظة الكثير من أعضائها وجمهورها".
يشار إلى أن "حركة امتداد"، شهدت انشقاقات ورحيل عدد من الناشطين قبل دخولها الى الانتخابات التي أُجريت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بسبب خلافات حادة بين قيادات التكتل السياسي الجديد الذي قدم نفسه على أنه من نتاج التظاهرات الشعبية في العراق.
لا يبدو أن أياً من التحالفات السياسية العراقية الحالية في مأمن من التفكك، قبل إجراء الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات المقررة نهاية العام الجاري 2023، حتى تلك التي توصف بأنها الأكثر تماسكاً، في ظل عوامل عديدة قد تخلط خريطة التحالفات السياسية، منها الخلافات على توزيع المناصب في الحكومة الجديدة، داخل التحالف الواحد.
من هو علاء الركابي؟
والركابي هو، علاء كامل جبار معيبد خلف الركابي، يسكن منطقة شارع بغداد، وسط مدينة الناصرية، ويُعد والده (عضو فرقة في حزب البعث المنحل) أحد أشهر الأطباء في محافظة ذي قار.
يحمل الركابي شهادة الدكتوراه في علم الصيدلة وعلم السموم من جامعة بغداد، وقد شغل في فترات سابقة مهمة إدارة مركز استعلامات السموم في دائرة صحة ذي قار.
كما أن عمه مسؤول شعبه (حزب البعث المنحل) في قضاء الرفاعي، فيما يعتبر علاء الركابي من قادة مظاهرات الناصرية 2021، وهو مسؤول عن خطة قطع الطريق الدولي الذي يربط محافظات الجنوب بالعاصمة بغداد أيام الاحتجاجات الشعبية.