تسجيلات صوتية "خطيرة" لمحافظ البصرة أسعد العيداني تنتشر.. كيف رد مكتبه الإعلامي؟
انفوبلس/ تقرير
في وقت يستعد فيه العراقيون للذهاب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالس المحافظات المحلية، للمرة الأولى منذ عام 2013، والثالثة بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين عام 2003، ظهرت تسجيلات صوتية منسوبة الى محافظ البصرة أسعد العيداني، هاجم فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فماذا قال وكيف رد جهازه الإعلامي؟.
ماذا قال العيداني؟
في التسجيلات الصوتية التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وكروبات الواتساب بشكل واسع، يقول العيداني، "راح يموتون على المنصب، محافظ البصرة غصباً على مقتدى الصدر والصدريين ونوري المالكي الحرامي".
ويضيف العيداني في التسجيلات المسرّبة التي حصلت عليها "انفوبلس"، "أهل البصرة ما يصير براسهم حظ"، تزامناً مع ظهور قصص عن كذب محافظ البصرة على البصريين بتوزيع قطع الأراضي واستغلالهم انتخابياً.
كما تحدث العيداني من خلاله، عن إعطاء مشاريع للمقاولين الذي يحصلون على 2 ألف صوت، مع ذكر عبارة "أهل البصرة ما يصير براسهم حظ".
*كيف رد العيداني؟
وبعد انتشار التسجيلات الصوتية المنسوبة له، فقد خرج العيداني في لقاء متلفز نشره مكتبه الإعلامي، وتابعته "انفوبلس" قال، "البعض ممن يستخدم الذكاء الاصطناعي، أغبياء ومن يريد الفوز بالانتخابات المحلية يريد خلق مثل هكذا محاولات"، مشيرا الى أن "مقتدى الصدر لا يُتهم بهكذا قصص تافهة، وهو قد أعلنها صراحة بأنه لن يشارك في هذه الانتخابات"، دون التطرق الى نوري المالكي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مقطعا مصورا للمواطنة "أم محمد" من البصرة، عاتبت فيه محافظ البصرة أسعد العيداني بعد أن قطع لها وعدا بمنحها قطعة أرض قبل عدة سنوات ولم يفِ بوعده حتى الآن، وبحسب تعبيرها أن محاسبتها له ليس من أجل قطعة الأرض بل من أجل اليمين الذي قطعه بروح القائد أبو مهدي المهندس.
ومؤخراً أيضاً، ظهرت مطالبات نيابية، لهيئة النزاهة بخصوص شبهات فساد تخص محافظ البصرة أسعد العیداني وزوجته.
مَن هو العيداني؟
تشير السيرة الذاتية لأسعد العيداني (56 عاما) إلى أنه مولود في البصرة ورجل أعمال وسياسي عراقي وهو نجل الشيخ العام لعشيرة العيدان التي تُعد واحدة من أكبر العشائر البصرية، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية واُختير محافظاً للبصرة منذ 2017، وقد شغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة لمصرف البلاد الاسلامي، كما عمل مديرا لخمس سنوات في المصرف العراقي للتجارة.
وقد غادر العراق الى إيران بعد مشاركته في انتفاضة الجنوب ضد النظام البائد في مارس عام 1991 وحين عاد الى العراق بعد عام 2003 عمل ضمن هيئة اجتثاث البعث، كما شغل منصب نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي كان يترأسه السياسي الراحل نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي.
*صراعات البصرة
ودائما ما تحظى عاصمة العراق الاقتصادية، بالحصة الأكبر من الصراعات بمختلف أشكالها، في محاولة للسيطرة عليها بشتى السبل، وهذه المرة يشتد الصراع على منصب المحافظ مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات، فبين سنوات العيداني بالمنصب وحظوظه بالاستمرار، وطموح عدي عواد ومسانديه من كتلة صادقون التابعة لعصائب أهل الحق، ورغبات ومصالح التيار الصدري في المحافظة، يترقب البصريون ما سيحدث في الأيام القادمة بكثير من الحذر والقلق.
مواطنون بصريون أكدوا أنهم مع العملية الانتخابية وأنهم يأملون أن تنجح هذه الانتخابات بتكملة المشاريع المتلكئة وغيرها، خصوصاً أن انتخابات مجالس المحافظة تمسّ حياة المواطن البصري.
*الانتخابات المحلية
وبحسب مفوضية الانتخابات، فإن التصويت في الانتخابات سيبدأ فعليا في 16 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، لكنه سيقتصر على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنازحين، في حين سيكون إجراء التصويت العام للمواطنين يوم 18 من الشهر نفسه، إذ يحق لنحو 16 مليون ناخب التصويت.
وأُلغيت مجالس المحافظات عام 2020، حين صوَّت البرلمان العراقي على إنهاء عملها استجابةً لمطالب الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، قبل أن تقر الكتل السياسية إعادتها عبر انتخابات محلية، وفقاً للاتفاق السياسي الذي شكل حكومة محمد شياع السوداني عام 2022.
وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013، وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.
وستُجرى انتخابات مجالس المحافظات العراقية، وفقاً لطريقة "سانت ليغو" التي تعتمد على تقسيم أصوات التحالفات على القاسم الانتخابي 1.7، ما يجعل حظوظ الكيانات السياسية الكبيرة تتصاعد على حساب المرشحين المستقلين والمدنيين، وكذلك الكيانات الناشئة والصغيرة.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أكدت أن قرابة 70 حزباً وتحالفاً سياسياً، وأكثر من 6 آلاف مرشح يتنافسون على مقاعد مجالس المحافظات في الانتخابات المحلية، المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
*القوى المتنافسة
ومن أبرز القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات تحالف "نبني" الذي يضم القوى الشيعية بعد انسحاب تيار مقتدى الصدر من الانتخابات، وتحالف "نحن أمة"، وهو إحدى أهم القوى السنية التي يتزعمها رئيس مجلس النواب المبعد محمد الحلبوسي، وائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتحالف "الأنبار الموحد" بزعامة رئيس حزب الحل جمال الكربولي الذي يضم عددا من القوى والشخصيات السياسية السنية التي تمثل محافظة الأنبار غربي العراق.
كذلك يشارك تحالف "الحسم" الذي يتزعمه وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي الذي يضم 9 أحزاب، تحالف "تصميم" بزعامة محافظ البصرة أسعد العيداني، فضلا عن القوى الكردية التي تضم الحزبين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الديمقراطي وبعض القوى المتنافسة في محافظات إقليم كردستان وكركوك ونينوى وبغداد وبعض المناطق المحيطة بالإقليم.
كما تتنافس في هذه الانتخابات بعض القوى المدنية أبرزها تحالف "قيم المدني" الذي يضم 10 أحزاب، وتحالف "القوى المدنية" وتحالف "تركمان العراق"، فضلا عن القوى السياسية الناشئة التي تمثل قوى المستقلين، بالإضافة إلى الأقليات التي تمثل المسيحيين والإيزيديين والصابئة.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أتباعه إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، مشيرا إلى أن المقاطعة تقلل من شرعيتها دوليا وداخليا، وتقلص فرص من وصفهم بالفاسدين والتبعيين، في الهيمنة على العراق.
*أرقام
وتؤكد المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي أن 16 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات، من خلال 7766 مركز اقتراع وبواقع 38 ألف محطة موزعة في عموم البلاد، مبينة أن المفوضية أكملت استعداداتها لعملية الاقتراع من العد والفرز والإرسال.
وتوضح الغلاي أن عدد المرشحين الكلي للانتخابات هو 6022 موزَّعين على 38 تحالفا، فيما يبلغ عدد التحالفات والأحزاب والأفراد 163، إذ بلغ عدد المرشحين للتحالفات 4223 وعدد المرشحين للأحزاب 1729 وللأفراد 70 فردا، مشيرة إلى أن عدد المرشحين من المكون المسيحي 16 مرشحا وللصابئة 10 مرشحين، وللكرد الفيليين 13 مرشحا، ولمكون الشبك 5 مرشحين وللإيزيديين 4 مرشحين.
وبخصوص المراقبين الدوليين والمحليين أوضحت الغلاي أن 87 مراقبا دوليا سيعملون على مراقبة الانتخابات، وأكثر من 33 ألف مراقب محلي، وأكثر من 5 آلاف من وكلاء الأحزاب، كما ستشارك 95 مؤسسة تمثل الإعلام العربي والدولي.