تفاعل كبير مع موقف الشيخ سطّام أبو ريشة تجاه قنوات الشرقية والرشيد المروِّجة لديكتاتوريّة الحلبوسي
انفوبلس..
في تغريدة له على صفحته بتويتر، فتح الشيخ سطّام أبو ريشة النار على قنوات تلفزيونية سُنّية معتبرا أنها جلبت الخراب على أبناء المكوّن بسبب خطابات الكراهية التي تتبنّاها.
أبو ريشة كتب في تغريدته: قنوات إعلامية محسوبة على الإعلام السُنّي المعتدل هم أساس خراب أهل السُنّة، الشرقية والرشيد قنوات مأجورة تُساق من قبل تُجّار السياسة حيث إنهم يرتضون على أنفسهم أن يشتروا بالرخيص مقابل تقزيم المُنجزات الحكومية التي تُحارب الفساد والمُفسدين أمثال الحزب الحاكم في الأنبار والذي يُجنّد تلك القنوات ببثّ خطابات الكراهية وتقليل شأن الخطوات الحكومية التي تُحارب الفارغين، لن يرتضي هؤلاء على العراق أن يكون قوياً متوازن العلاقات. يؤجِّجون مقابل دولارات بخسة متناسين القضايا المهمة ومتغاضين عن حملات الديكتاتورية التي تمارسها الأحزاب المُموَّلة. كشف زيفكم وإعلامكم مدفوع الثمن.
لاقى موقف أبو ريشة من والشرقية والرشيد موجة من ردود الأفعال المؤيّدة من جميع شرائح المجتمع العراقي، وخصوصاً أبناء المحافظات الغربية والمكوّن السُنّي، حيث أكدوا ما جاء فيها مضيفين أن تلك القنوات وغيرها لها تاريخ سلبي كبير في العراق، فقد دعمت رموز البعث في فترات متعددة، وأيّدت المؤامرات المُحاكة ضد العراقيين، وعملت بازدواجية واضحة عند تسليط الضوء على ملفات مهمة كالفساد وغيره، كما تسعى بشكل مستمر لتبييض صفحة رئيس مجلس النواب وحزبه المسيطر بطريقة ديكتاتورية على محافظة الأنبار، وتستخدم جميع الوسائل المتاحة لتسقيط خصومه وشيطنة أبناء المحافظة الرافضين لهيمنته عليهم.
صراع الأنبار
في أول ظهور تلفزيوني له، بدا الشيخ الشاب سطام أبو ريشة ـ نجل الشيخ المرحوم ستار أبو ريشة رئيس صحوة العراق ـ بدا أكثر اتزاناً وهدوءاً، وهو يجيد أيضا التحدث والحوار بأسلوب عشائري، كعادة شيوخ الأنبار الكبار في اختيار كلماتهم بدقّة واحتراف ومهارة، غلب على مضامينها التحدي في مواجهة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رئيس حزب تقدّم، المُتَّهم من قبل معارضيه بالهيمنة على مُقدَّرات الأنبار، داعيا الأخير إلى إعادة النظر بالممارسات التي تُستخدم ضد أهل الأنبار، وإلى وضع حد لسياسة الهيمنة التي يُتهم فيها الحلبوسي على الدوام من قبل بعض شيوخ الأنبار ووجهائها وسياسييها الذين دخلوا في صفّ معارضة شديدة مع الحلبوسي، بينهم الشيخ سطام أبو ريشة، الذي حاول ـ كما يقول ـ اتخاذ خط معارض مختلف عن تحالف الأنبار الموحّد ذي الطابع السياسي، والذي يُدار من قبل رموز ونُخب وكفاءات أكاديمية متمرّسة، وإن إشار الشيخ سطام إلى أنه لم يخرج عن دائرة توجهاته المعارِضة للحلبوسي وحزبه تقدّم في محافظة الأنبار، لكنه يلتقي مع قيادات تحالف الأنبار الموحّد في الكثير من توجهاته، وحتى ظهوره الحالي كان بدعم ومقترح منهم.
تحدّث الشيخ الشاب سطام أبو ريشة حول أنه يعد نفسه رئيس تجمع الصحوة الوطني، وهو تجمع عشائري، ذو طبيعة عسكرية وليست سياسية، وهو على نهج والده الذي اتخذ من المواجهة مع القاعدة طريقا لتحرير الأنبار من سطوتها في سنوات 2004 و 2005 ، وقد أراد اتخاذ الصحوة مشروعا سياسيا، لكن استشهاده عجّل بتأجيل مشروعه هذا، إلى أن خسر حياته وراح شهيدا، وتسلّم القيادة من بعده شقيقة الشيخ أحمد أبو ريشة الذي يمثل ـ كما يُسمّي نفسه ـ رئيس صحوة العراق، والذي دخل مع الحلبوسي في تحالف، إلا أن الشيخ سطام تمنّى على عمّه الشيخ أحمد أبو ريشة، ألّا يستمر بمشروع تحالفه مع الحلبوسي، وهو، أي الشيخ سطام، ليس في طور المواجهة مع عمّه، لكنه تمنى عليه أن لا يدخل فيما أسماه في الجبهة المناهضة لأهل الأنبار وجبهتهم المعارضة، لكي يكون بمقدور أهالي تلك المحافظة تجنّب صراع دامٍ ومرير، لن يكون لأهل الأنبار فيه ناقة ولا جمل.
رسائل كثيرة ومهمة حملها الحوار الساخن مع الشيح سطام أبو ريشة، من بينها أن شيوخ الأنبار ووجهائها، ومن دخل في تحالف سياسي معارض مع الحلبوسي، كلهم مجمعون على أن الأنبار (استُبيحَت) على يد الحلبوسي، وهي العبارة التي يردّدها كل من ظهر على شاشات التلفزة من قادة ورموز تحالف الأنبار الموحّد أو من الشيخ سطام أبو ريشة، لافتا إلى أن صدام حسين بعظمته وجبروته لم يدخل في مواجهة مع أهل الأنبار أو يتعدَّ على حرمات شيوخهم أو مكانتهم واحترم خياراتهم. واذا عدّ الحلبوسي نفسه أنه دكتاتورا ومتجبرا ويريد التعدّي على كرامات أهل الأنبار فهذا (خطّاً أحمر)، لن يقبل به شيوخ الأنبار ولا وجهاؤها ولا نوّابها ولا أهلها الطيبون أن يكونوا في مواجهة، تريد سلب محافظتهم كرامتها من أجل الكراسي والمناصب، لأن الحلبوسي ـ كما قال الشيخ سطام ـ أمد حكمه قصير، فقد يستمر لسنة أو سنتين في الحكم، لكنه لن يكون بمقدوره أن يستمر بفرض هيمنته على أهل الأنبار أو يستحوذ على مقدراتهم إلى ما لانهاية، وهناك سخط شعبي عارم في الأنبار ـ كما يقول ـ يمتد يوما بعد آخر، وهو لابد أن يضع حدّاً لتلك الهيمنة، وتعود الأنبار كما كانت مثالاً لوحدة عشائرها وتماسكهم ووحدة قرارهم، وقُدرتهم على أن يقودوا المحافظة إلى حيث يحلم أهل الأنبار أن تكون.
الشيخ سطام لم يفتح نار جهنم على الحلبوسي فقط، بل دخل في مواجهة تحدٍّ شرسة معه، وهذه المواجهة يتسع نطاقها يوما بعد آخر، حتى أنه أبلغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بكل ما يتعرّض له أهل الأنبار ورموزهم. لافتا إلى، أن السوداني أبلغه بأنه سيُتابع الموضوع شخصيا، ولن يقبل أن يُمَسّ رموز أهل الانبار من أية جهة سياسية كانت، حتى لو كانت في أعلى هرم السلطة، وهم بانتظار وعد السوداني بتغيير تلك السياسات، وبالأخص تغيير القيادات الأمنية في الأنبار التي تُتهم بأن الحلبوسي يتخذ منها وسيلة للاعتداء على أهل الأنبار وعلى شيوخهم وكبار القوم، ومن جماعات غير منتيمية إلى الدولة ولا تأخذ رواتبها منها، وهو اتهام خطير. مشيرا إلى ممارسات سابقة، استهدفت آخرين من أهل الأنبار، وعدّها أهل الأنبار "سكيناً" في خاصرتهم وجّهها الحلبوسي ضدهم أكثر من مرة، ولم يعد بالإمكان تقبّل تلك السياسة أو الصفح عن تلك الممارسات التي تعدّت كل حدود، كما يقولون. وهناك ترقّب لأنشطة كالتظاهرات والاعتصامات، لكنها لن تكون كسابقاتها في فترة داعش، بل لإيصال رسالة أن صبر أهل الأنبار قد نفد، ولم يعد السكوت على ما تتعرّض له الأنبار من (استباحة) أمراً ممكناً.
الشيخ سطام أبو ريشة دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إلى عدم تكرار ممارساته في استهداف المعارضين، في عدم السماح لهم بعقد اجتماع في الأنبار أو خارجها، وهو يلاحقهم من أجل تصفية رموزهم وكان آخرها بحسب الشيخ سطام ما تعرّض له بعد سيطرة الأنبار على مقربة من بغداد، حين حاول مسلحون مدنيون اغتياله عند عودته من زيارته لبغداد وعقده مؤتمرا عشائريا هناك، حضره جمع كبير من أهل الأنبار، واضطر للاستنجاد بقوات من خارج المحافظة، لإيصاله سالماً إلى بيته، كما يقول مرافقون للشيخ سطام عند نجاته من محاولة اغتيال مؤخراً.