حراك مدفوع الثمن لمصالحة الحلبوسي والخنجر.. زيارات مكوكية للأول ومبادرة "ليلية" للثاني
انفوبلس/ تقارير
طرحه التعيبان فوافق عليه الطرفان، لكن القوم في السر غير القوم في العلن، فالحراك المدفوع الثمن من قبل بعض شيوخ العشائر للمصالحة بين الحلبوسي والخنجر نشط مجددا بعد أن فشل في بدايته لأسباب تأرجحت بين سفر الأول وحجّ الثاني، ما جعل عرّاب هذا الحراك يُذكر "الزعيمَين" حسب وصفه اليوم بالمضي قُدماً بهذا الصلح بعد أن سبقه الخنجر بمبادرة مشابهة على "الواتساب". فمَن يقف وراء هذا الحراك؟ وما الذي قاله عزت الشابندر بشأنه؟
حراك يقوده التعيبان
في السادس والعشرين من أيار الماضي، غرّد النائب السابق عبد الأمير التعيبان على منصة "إكس" طارحاً "مبادرة" لحل الخصام بين الحلبوسي والخنجر جاء فيها، "باسمي واسم شيوخ قبائل الجنوب والوسط أدعو قادة الإخوة السنة وأخص منهم السيدَين الخنجر والحلبوسي للجلوس بحضور الشيوخ لحل مشكلة اختیار رئيس مجلس النواب".
وحينها أشار التعيبان الى أن "مكان الاجتماع سيكون في أحد دواوين الفرات الاوسط لو حصلت موافقة الإخوة الشيخ خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي".
عقب ذلك، وصل اتصال الى التعيبان بحسب زعمه، من مكتب الخنجر أعلن فيه موافقته على قبول مبادرة الصلح.
وذكر التعيبان، في تدوينة منفصلة، بأنه "وصلنا اتصال من مكتب خميس الخنجر بموافقته بمبادرتنا للجلوس من اجل حل الخلاف السني حول منصب رئيس مجلس النواب".
كذلك الحال، مع الحلبوسي الذي سارع بالموافقة على المبادرة، وفق التعيبان الذي زعم أن الحلبوسي قال له "انت معدل ونرحب بمبادرتك ".
تأجيل "الصلح"
بعد الموافقة أعلاه، شاعت أنباء عن تأجيل الصلح وهو ما أكده التعيبان بالفعل الذي قال في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "اللقاء كان مؤملاً أن يحصل ما بين الخنجر والحلبوسي في ديوان قبيلة طي بمدينة الشطرة، لكنه تم تأجيله بعد اتصالات من الطرفين".
وأوضح التعيبان، إن "سبب التأجيل هو سفر الحلبوسي الى عمان، والذي كان محدداً قبل أن نطلق المبادرة، وكذلك سفر الخنجر الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج".
وعن تغيير مكان عقد اللقاء من الشطرة الى الانبار، عزا التعيبان ذلك الى "بُعد المسافة بين المحافظتين حوالي 750 كم، أي 1500 كم ذهابا وإيابا، وهو ما سيستغرق وقتا طويلا لحضور المعنيين الى الجنوب، لذلك كان المقترح من شيوخ وعشائر محافظة الانبار ورجال الدين أن يكون اللقاء في الانبار لكونها الأقرب لجميع الأطراف".
حراك مدفوع الثمن
بعد التأجيل، رأى مراقبون للشأن السياسي، أن ما حدث دليلاً آخر على عدم اهتمام زعامات المكون السني لحسم أزمة انتخاب رئيس البرلمان، وهو ما جعلهم يؤجلون انعقاد "جلسة الصلح" الى ما بعد عيد الاضحى.
ووفق المراقبين، فإن حراك التعيبان ليس بريئا بالمطلق، ويحمل أجندات سياسية في باطنه، حتى أنهم عدَّوه مدفوع الثمن وإنه تم بدفع من أحد الأطراف المتخاصمة لقاء وعود وعدوها للتعيبان أبرزها إرجاعه إلى كرسي البرلمان في الانتخابات المقبلة عبر حث السنة في المناطق الجنوبية على انتخابه.
التعيبان يُذكر مجددا
لعل إصرار التعيبان على عقد الصلح يبرهن الكلام أعلاه بأن حراكه ليس بريئا، إذ بعد نحو شهر من "ركل" دعوته وتخديرها من قبل الحلبوسي والخنجر، وجه النائب السابق اليوم رسالة لهم يذكرهم فيها بحراكه.
وجاء في تدوينة للتعيبان ما نصها، "رسالة الى الزعيمَين الموقرين الحلبوسي والخنجر، تحية وتقدير .. سبق أن قدمنا مبادرة لتقريب وجهات النظر بينكم باسم شيوخ قبائل الجنوب والوسط وبسبب سفركم طلبتم التأجيل لما بعد العيد، لذا اقتضت الضرورة تذكير حضراتكم ليتسنى لنا إجراء اللازم".
وختم التعيبان تدوينته بالقول، "خدمة المكون السني واجب على الجميع".
تخندق طائفي
لاقى إصرار التعيبان ردود فعل واسعة واستهجانا كبيرا، لكن أبرز رد تمثل في تدوينة السياسي عزت الشابندر الذي قال إن "الدعوة إلى الوحدة ونبذ الخلاف بين أبناء الطائفة الواحدة في مجتمع تتعدد فيه الطوائف هي الأخطر على وحدته وعلى السلم الأهلي فيه.
وأضاف الشابندر غامزا التعيبان والخنجر، إنّ "البيانات المعسولة التي تُظهِر التسامي والتسامح والشرف المصطنَع هي دعوة مباشرة للعودة إلى التخندق الطائفي في مواجهة الهزيمة الشخصية وطنيًّا وطائفيًّا".
"شيوخ المال الحرام"
لم يكتف الشابندر بذلك الرد، بل وصف الشيوخ الذين يقودون هذا الحراك بشيوخ المال الحرام.
إذ قال في تدوينته التي اطلعت عليها شبكة انفوبلس، إنّ "شيوخ المال الحرام والزعامات الطارئة على المشهد السياسي في العراق لا يمكنها التكيُّف والانسجام لمدةٍ أطول مع الحالة الوطنية والتاريخية للساحة السياسية العراقية".
مبادرة الخنجر
قبل تذكير التعيبان أعلاه، تم تسريب محادثة واتساب لخميس الخنجر، يطرح فيها مبادرة لـ"لملمة البيت السني" والاتحاد مع جميع الأحزاب السنية لحسم المواضيع العالقة ومنها أزمة رئاسة البرلمان.
وتضع انفوبلس أدناه رسائل الواتساب المسربة للخنجر وكما موضح:
تقدم يضع شرطا
بعد مبادرة الخنجر وتذكير التعيبان، وضع حزب تقدم، شرطاً واحداً للقبول بمبادرة "لملمة البيت السني".
وقال القيادي في تقدم محمد العلوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "قرار الحلبوسي وموقفه واضح، فهو مع أية مبادرة تلملم البيت السني، لكن بشرط أن تعطي استحقاق الأغلبية السنية (تقدم) أما أية مبادرة تعمل على إقصاء الأغلبية السنية وتسلب الحقوق، فهذه مبادرة غير مرحب بها".
وأضاف العلوي، إنه "في اليومين المقبلين ستظهر اهداف ومقاصد مبادرة لملمة البيت السني، وستكون هناك اجتماعات، لمناقشة فحوى المبادرة، وبعد ذلك سيكون لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي قرار وموقف رسمي بخصوص هذه المبادرة برفضها أو قبولها".
زيارات مكوكية للحلبوسي
لم يكن الخنجر يتحرك وحده للتقرب من شيوخ العشائر كما فعل مع التعيبان، بل سبقه الحلبوسي بذلك حيث أجرى نحو 10 زيارات إلى عشائر الانبار بهدف كسب دعمهم له وكما ستوضحها انفوبلس أدناه:
ـ زيارة الحلبوسي لمضيف الشيخ معدي كرب السمرمد العبيدي، ولقاء عدد من الشيوخ والوجهاء في ناحية البغدادي.
ـ زيارة الحلبوسي لمضيف الشيخ مال الله العبيدي، ولقاء عدداً من الشيوخ والوجهاء في ناحية البغدادي.
ـ زيارة الحلبوسي لمضيف الشيخ مندول السطم الجغيفي، ولقاء عدداً من الشيوخ والوجهاء في قضاء حديثة.
ـ لقاء الحلبوسي جمعاً من أبناء قضاء حديثة في مقر عضو مجلس محافظة الأنبار شهاب أحمد ساير.
ـ زيارة الحلبوسي لمضيف الشيخ محمد عبد الفتاح الجنابي، ولقاء عدداً من الشيوخ والوجهاء في قضاء حديثة.
ـ لقاء الحلبوسي عدداً من الشيوخ والوجهاء في مضيف الشيخ بتال النجم الجغيفي والد وزير الصناعة خالد بتال في قضاء حديثة.
ـ زيارة الحلبوسي لقضاء عنه ولقاؤه عدداً من وجهائه.
ـ زيارة الحلبوسي يرافقه محافظ الأنبار وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، قضاء راوة، ولقاء عدد من الشيوخ والوجهاء والأهالي في مضيف السادة الراويين.
بعد هذه الزيارات المكوكية، لابد من الذكر أن جميع هذه الجولات واللقاءات مع شيوخ العشائر تمت خلال أسبوع فقط وهو ما يؤكد وقوف العشائر الغربية خلف حراك الصلح بين الحلبوسي والخنجر وذلك بالتعاون مع بعض شيوخ عشائر الوسط والجنوب أبرزهم التعيبان.