"حنكة الجنوب" تفسد مخطط الفتنة.. الكاظمي يستعين بورقة "خاسرة" لإطالة عمر ولايته
انفوبلس/..
حرق المحافظات الجنوبية واستغلال الشارع، آخر الأوراق الخاسرة التي لجأ اليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للبقاء في هرم السلطة، من خلال إشعال حرب بين أهالي تلك المحافظات بدعم من أطراف سياسية تشعر بالضرر الكبير مع نهاية الانسداد السياسي وقرب تشكيل حكومة جديدة من قبل الإطار التنسيقي وتحالفاته التي أجراها في الآونة الأخيرة مع أطراف سنية وشيعية وكردية للحفاظ على النسيج الوطني والاستحقاقات الدستورية لكل مكون.
وخرجت أمس الأول مجموعات منفلتة من الملثمين، تدعي التظاهر، واعتدت على القوات الأمنية، كما قامت بحرق عدد من مؤسسات محافظتي البصرة وذي قار، وهذا ما أدى إلى قيام القوات الأمنية بفرض الحظر الشامل في محافظة ذي قار وإنزال أعداد كبيرة من القوات، من أجل السيطرة على الوضع الأمني والحفاظ على السلم الأهلي.
إلى ذلك، حذر مراقبون للمشهد السياسي أن هناك جهات تريد تأجيج الوضع في محافظات الجنوب وتدفع بجماعات منفلتة من أجل التخريب والحرق في مؤسسات الدولة، مؤكدين أن المسؤول الأول عن الخروقات والأزمات التي تحدث حاليا هو رئيس حكومة تصريف الاعمال الحالي مصطفى الكاظمي.
وحمل النائب عباس المالكي، جهات في الحكومة الحالية، مسؤولية السعي إلى تعطيل العملية السياسية والوقوف بوجه حكومة الإطار التنسيقي الجديدة، فيما أكد أن الكتل السياسية ليس أمامها غير السير باتجاه وضع يكون الإطار ركناً أساسياً فيه.
وقال المالكي، إن هناك أطرافا حكومية مستفيدة من بقاء الوضع الحالي، وكذلك وجود أطراف سياسية متنفذة في البلاد مستفيدة من وجود الحكومة الحالية، وسيطرت خلال الحكومتين الحالية والسابقة على مفاصل ووزارات وإدارات الدولة والمنافذ الحدودية.
بدوره، أكد المحلل السياسي صباح العكيلي، أن “هناك أطرافا داخلية وخارجية لا تريد خروج المشهد السياسي من حالة الانسداد، وتحاول تأجيج الشارع العراقي وبالأخص المحافظات الجنوبية ومنها البصرة وذي قار من خلال العمل على حرق تلك المحافظات”، معتبرا أن “ما حصل في ليل أمس الأول الاثنين هو ليس بحراك شعبي وإنما هو حراك سياسي كونه جاء بدعم وتحريك من أطراف سياسية تسعى الى إطالة أمد الازمة”.
وقال العكيلي، في تصريح صحفي إن “هذه الجهات حاولت أن تعبث بأمن محافظتين مهمتين في جنوب العراق وهما البصرة باعتبارها عاصمة اقتصادية للعراق وكذلك ذي قار التي تمثل ثقلا جنوبيا مهما”.
وأكد العكيلي، أن “حكومة الكاظمي تعمدت إفلات الأمور وجعلها خارج سيطرتها للبحث عن أمد جديد للبقاء على رأس السلطة، بدليل أن هذا الحراك لم تكن له مطالب واضحة للعيان”.
وأشار، الى أن “هذا الحراك هدفه خلط الأوراق، خصوصا بعد أن قام بحرق مباني المحافظتين البصرة وذي قار وكذلك استهداف مقرات تابعة لهيأة الحشد الشعبي”، لافتا الى أن “الكاظمي يستغل تلك الاحداث لرفع الراية الأخيرة للبقاء في السلطة وإطالة أمد حكومته التي زادت كثيرا من معاناة الشعب العراقي طوال فترة حكمها”.
ولفت، الى أن “الكاظمي يتحمل مسؤولية ما جرى من عمليات حرق للمقرات التي تعرضت للخراب”، مؤشرا “وجود تقصير حكومي في التعامل مع تلك الحالات التي تسيدت موقف الاحتجاجات”.