ذراعا بافل طالباني يثيران الجدل والاتحاد يتكتم.. ماذا حدث؟
انفوبلس/..
اليسرى محمولة على الكتف، واليمنى مخفية داخل الملابس، هكذا بدت ذراعا زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، في آخر ظهور له بجانب صف من مراتب الأجهزة الأمنية في السليمانية، ما آثار علامات استفهام كبيرة حول أسباب ذلك.
وبافل طالباني (1973) هو سياسي كردي ونجل الرئيس الراحل جلال الطالباني ويترأس الاتحاد الوطني الكردستاني.
*رحلة علاجية
نشر إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني صوراً لأول ظهور لرئيسه، بافل طالباني، بعد رحلة علاجية في الخارج.
وظهر طالباني بجانب صف من قوات البيشمركة ومراتب الأجهزة الأمنية التابعة للاتحاد الوطني في السليمانية، فيما كانت ذراعه اليمنى مخفية داخل ملابسه – دون معرفة السبب- بينما ظهرت اليسرى محمولة على الكتف وتبدو انها خضعت لعملية جراحية.
واستغرقت الرحلة العلاجية لطالباني في إحدى المستشفيات بألمانيا أكثر من 20 يوماً هناك وفقاً لمصادر مقربة، وسط تكتم تام من حزبه الاتحاد الوطني ولم يعلن أي تفاصيل عنها.
وفي لقاء مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ظهر طالباني أيضاً بيد مجبرة وأخرى مخفية.
ويوم أمس الجمعة، التقى الحكيم خلال زيارته السليمانية، بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، وقوباد طالباني نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، وعدد من أعضاء المكتب السياسي للاتحاد.
*ماذا حدث؟
وفيما يكتنف الموقف غموضاً تاماً، إذ لا تعرف أسباب ظهور طالباني بيد مخفية وأخرى مصابة، ومع بقاء حزبه ساكتاً طوال الرحلة العلاجية وحتى بعد العودة إلى السليمانية، لم يستبعد مراقبون من أن يكون زعيم حزب الاتحاد الكردستاني قد تعرض لـ"محاولة اغتيال فاشلة".
ويأتي هذا في خضم أحداث متوترة يشهدها حزب الاتحاد بين بافل طالباني وابن عمه لاهور شيخ جنكي.
وتستمر سلسلة الصراعات والخلافات بين جنكي وطالباني التي وصلت إلى مراحل اللاعودة، والتي تسببت بتصدّعات كبيرة في الاتحاد الوطني الكردستاني.
*خلافات الاتحاد
في منتصف عام 2022 الماضي، أقام الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني لاهور شيخ جنكي، دعوى قضائية على ابن عمه رئيس الحزب بافل طالباني في محكمة استئناف بغداد/ الكرخ، بتهمة "مخالفة النظام الداخلي للحزب".
وبحسب وثائق، تداولتها وسائل إعلام كردية، فإن لاهور شيخ جنكي الذي كان يشغل منصب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قبل أن يتم عزله من قبل الرئيس المشترك الآخر بافل طالباني، قد رفع دعوى قضائية ضد طالباني، اتهمه فيها بـ"مخالفة بنود وفقرات النظام الداخلي للحزب"، من خلال عزله شيخ جنكي ومنعه من ممارسة مهامه، بحسب ما جاء في الدعوى.
ولا يبدو للرئيس الحالي للاتحاد الوطني بافل طالباني أنه حضر المُرافعة القضائية، فيما لم يصدر أي تعليق من الاتحاد الوطني على هذا الأمر.
وفي شهر شباط من العام الجاري، قررت الهيئة القضائية للانتخابات في بغداد، المصادقة على قرار صادر من المفوضية بشأن اعتماد تغييرات الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني. وردّ لاهور شيخ جنكي على تلك التغييرات التي أدّت إلى إزاحته من الرئاسة المشتركة للاتحاد ومن عضوية الحزب برفقة عدد من كوادر الحزب المنتمين لخطّه.
وفي الوقت ذاته، أصدرت محكمة أربيل ـ أعلى سلطة قضائية في إقليم كردستان ـ حُكماً لصالح لاهور الشيخ جنكي في خلافاته مع بافل طالباني.
وقال مصدر قضائي مسؤول، إن "محكمة أربيل أصدرت حُكماً لصالح لاهور الشيخ جنكي واصفةً إياه بالرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني"، مبيناً "حيث أصبح بإمكانه ممارسة مهام منصبه في العملية السياسية".
وكان لاهور الشيخ جنكي قد حصل على أكثرية الأصوات في المؤتمر التنظيمي الرابع للاتحاد الوطني الذي جرى عام 2020، لكن تم استبعاده من منصبه في الرئاسة المشتركة من قبل ابن عمه بافل طالباني بتهمة محاولة تسميمه إلا أن الشيخ جنكي سجل دعوى قضائية في بغداد وأربيل لاسترداد منصبه.
*تصاعد حدّة التوتر
مصادر كردية كشفت في مطلع العام الحالي، أن بافل طالباني يتوجّس من التحركات الأخيرة لنجل عمه (لاهور شيخ جنكي)، لذلك كثّف من ضغوطاته على (لالزار) مقر إقامة شيخ جنكي، ووضع الأخير أمام خيارين، "أما ترك إقليم كردستان أو تحريك القوات تجاه ( لالزار)".
قوة مدجّجة بالسلاح حاولت القبض على مسؤول حماية شيخ جنكي، رنج شيخ خالد، إلا أن تلك القوة أخفقت في إمساكه، فيما اقتحمت قوة أخرى منزل ريبوار حامد حاجي أحد أهم القيادات العسكرية المقرّبة من شيخ جنكي، ووجدت القوة المقتحِمة في منزل حاجي كمية من العبوات الناسفة وTNT، إلا أن المقرّبين من شيخ جنكي يقولون بأن هذه القوة هي التي وضعت هذه العبوات والمواد المتفجرة في منزل حاجي بهدف تلفيق التُّهم ضده واتهامه بالإرهاب.
وبحسب المصادر، فإن الاسباب الكامنة خلف تكثيف الضغوطات من قبل بافل طالباني على لاهور شيخ والمقرّبين منه، يعود إلى التحركات الأخيرة لشيخ جنكي وسعيه لاستعادة منصبه كرئيس مشترك للاتحاد الوطني الكردستاني عبر المحاكم في أربيل وبغداد، حيث يسعى لاهور شيخ جنكي إلى إلغاء كل القرارات الصادرة عن الحزب بعد أحداث (8) تموز عام 2021، واستعادة سلطاته التي نُزِعت منه بعد هذا التاريخ بالقوة.