زعيم الإخوان المسلمين الكرد يهاجم بغداد.. تعرف على تصريحات عرفان عبد العزيز الأخيرة
انفوبلس/ تقرير
هاجم المرشد العام للحركة الإسلامية الكردستانية، عرفان عبد العزيز مؤخراً، حكومة بغداد، حيث قال إنه "كلما شعرت بغداد بالقوة حاولت إضعاف إقليم كردستان"، وذلك خلال محاضرة له يوم أمس السبت 1 يوليو/ تموز 2023.
*يجب أن يكون العراق دولة دستورية لا أن تكون هناك قوة داخل قوة لأن ذلك يُعد بمثابة قنابل موقوتة ستنفجر في أيّ وقت
ذكر عبد العزيز في المحاضرة، أن العراق كلما أصبح قوياً أضعَفَ علاقاته مع إقليم كردستان، مبينا، أصبحت معارضة السلطات العراقية لإقليم كوردستان قانوناً". كما أشار الى أنه "كلما شعرت بغداد بالقوة، حاولت إضعاف إقليم كردستان".
ولفت المرشد العام للحركة الإسلامية إلى أن العراق "عبارة عن دولة تشكّلت داخل دولة والجيش داخل الجيش". واعتبر أنه يجب أن يكون العراق "دولة دستورية، لا أن تكون هناك قوة داخل قوة، لأن ذلك يعد بمثابة قنابل موقوتة ستنفجر في أيّ وقت".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم بها حكومة بغداد، حيث كانت المرة السابقة عندما صوتت اللجنة المالية النيابية في البرلمان العراقي مؤخراً على بنود الموازنة العامة، بعد إجراء التعديل على المادتين 13 و14 المتعلقتين بإقليم كردستان، وقال "ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الأحزاب الحاكمة في العراق قرارات ضد الإقليم.
وأضاف عبد العزيز في مقابلة متلفزة بشهر مايو/ أيار الماضي، أن العراق تَشَكل بعد عام 2003، بالشكل الذي لا ينبغي لأي مكون أن يهمل أو يتجاوز المكون الآخر، لكن ما يُرى هو عكس ذلك تماماً، وهناك محاولات دائمة لخلق المشاكل بين المكونات". مضيفا، أن "هناك خلافات بين الأطراف السياسية الشيعية التي شكلت الحكومة العراقية، والسُنة كذلك بينهم خلافات، كما أن البيت الكردي مُنقسم".
وأوضح، أن "الأحزاب الحاكمة في العراق ليست مُستثناة من تنفيذ برامجها ضد إقليم كوردستان، كما أنها ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها قرارات ضد الإقليم". وأشار إلى أنه "لا ينبغي أن نأخذ مشاكلنا إلى بغداد، بل يجب أن نعالجها فيما بيننا، وذلك لكي لا يتدخل أي طرف خارجي في مشاكلنا الداخلية، ولا نفقد سيادتنا".
وتابع، "من واجب وسائل الإعلام أن تظهر التهديدات التي يواجهها كيان إقليم كردستان"، مشدداً على أنه "ينبغي أن نحمي كيان إقليم كوردستان ونفديه بأرواحنا".
مَن هو عرفان عبد العزيز؟
عرفان علي عبد العزيز (12 ديسمبر 1964) هو سياسي كردي في كردستان العراق، والزعيم الحالي للحركة الإسلامية.
وُلِد في 12 ديسمبر 1964 في محافظة حلبجة لعائلة دينية معروفة، التحق بالمدرسة الابتدائية في حلبجة، ثم التحق بالمعهد الإسلامي في حلبجة برئاسة عمه عثمان عبد العزيز، وفي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات شارك في المظاهرات المناهضة لحزب البعث لكنه طُرِد من المدرسة. بشبهة نشاطاته السياسية والإسلامية وخلافات مع اتحاد طلاب حزب البعث.
عاد إلى حلبجة مع عمه عثمان عبد العزيز أول زعيم للحركة الإسلامية ووالده علي عبد العزيز، وفي عام 1987 نزح إلى كردستان إيران والجبال الحدودية مع مجموعة من العلماء وأبناء حلبجة، وبعد تأسيس الحركة الإسلامية كان عضوًا في المكتب العسكري للحركة حتى عام 1990، ثم أكمل دراسته في قسم العلوم السياسية من جامعة طهران، ثم درس الشريعة في كلية الشريعة وتخرج منها عام 1994، ثم بدأ دراسة العلاقات الدولية، وعاد إلى جنوب كردستان عام 1996 وعمل مستشارًا لعمه عثمان عبد العزيز الذي كان آنذاك زعيم الحركة الإسلامية.
ثم بعد ذلك أصبح رئيساً لمركز البحوث السياسية والاستراتيجية للحركة الإسلامية، وأصدر مجلة فكرية وسياسية موسمية تسمى بوار في عام 2003، وبعد سقوط نظام البعث وإعلان الحرب على الإرهاب غادر جنوب كردستان ولم يعُد حتى عام 2007، وانتُخِب زعيماً للحركة الإسلامية في مؤتمرها العاشر في 28 يوليو 2016، بعد المؤتمر الحادي عشر للحزب، أُعيد انتخابه كزعيم للحركة الإسلامية، وفي 5 فبراير 2022، بعد المؤتمر الثاني عشر، أُعيد انتخابه كزعيم للحركة الاسلامية للمرة الثالثة.
*الحركة الإسلامية في كردستان العراق
حركة إسلامية كردية، من أبرز مؤسسيها الشيخ عثمان عبد العزيز والشيخ علي عبد العزيز، انفصل عنها بعض قيادييها والتحقوا بتنظيمات أخرى كالشيخ كريكار الذي انتمى إلى "جند الإسلام"، وعلي باببير الذي أسس الجماعة الإسلامية.
*التأسيس والنشأة
تأسست الحركة الإسلامية في كردستان العراق عام 1987 على يد مجموعة من العلماء الأكراد خلال حكم الرئيس البائد صدام حسين، وظهرت بشكل أكثر بعد ما سُمّي بـالانتفاضة الكردية عام 1991 وبروز إقليم كردستان العراق.
*التوجه الأيديولوجي
تأثرت الحركة بفكر الإخوان المسلمين وفكر السلفيين، وسعت لمواجهة فكر حزب البعث ونشر الفكر الإسلامي وتقوية الهوية الإسلامية للأكراد.
*المسار
دخلت الحركة في معركة مسلحة مع الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني عام 1993، مما أدى إلى اعتقال زعيم الحركة عثمان عبد العزيز وانسحاب قواتها إلى إيران التي قامت بدور الوساطة بين الطرفين عاد بموجبها مقاتلو الحركة إلى كردستان العراق.
حدث انشقاق داخل الحركة عام 1992، فظهرت جماعة "النهضة" وبعدها بسنتين ظهرت جماعة جديدة باسم "الاتحاد الإسلامي" الذي اختار الابتعاد عن العمل "الجهادي" وانخرط في العمل الحزبي والسياسي.
في عام 1995، شاركت الحركة في القتال بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي إلى جانب الأخير.
تجددت معاركها مع الاتحاد الوطني عام 1997، وانتهت مرة أخرى بوساطة إيرانية تم الاتفاق بموجبها على تعيين وزراء ووكلاء وزراء من الحركة في حكومة الاتحاد الوطني في السليمانية، مما أفقد الحركة مشاركتها في حكومة الحزب الديمقراطي في أربيل، فانحصر وجود الحركة في منطقة حلبجة بعد أن كان لها انتشار في كل كردستان.
في أغسطس/ آب 1999 وبعد وفاة عثمان عبد العزيز، قرر خلفه على رأس الحركة الإسلامية علي عبد العزيز، وحركة النهضة الاتحاد بينهما في تنظيم واحد باسم حركة الوحدة الإسلامية في كردستان، التي وسّعت نشاطها الدعوي في كل كردستان العراق، وأنشأت محطتين إذاعيتين.
لكن الخلاف والشقاق وجد سبيله إلى الحركة الجديدة، وقيل إن لإيران وحزب الاتحاد الوطني يداً فيه. أدى ذلك الخلاف إلى انقسام الحركة إلى تنظيمين في 30 مايو/أيار 2001، الأول الحركة الإسلامية بزعامة علي عبد العزيز، والثاني الجماعة الإسلامية بزعامة الشيخ علي بابير.
في العام 2007، توفي زعيم الحركة الملا علي عبد العزيز في لندن بعد صراع مع المرض دام عدة أشهر.
ما عرفته الحركة من انقسامات، أفقدها عددا من رموزها وكوادرها، وباتت أضعف تنظيمياً، وانسحبت في مارس/ آذار 2014 من مفاوضات تشكيل حكومة إقليم كردستان، واختارت موقع المعارضة بعدما كان لها منصب وزاري في الحكومة السابقة (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية).