زيارة غامضة للحلبوسي إلى واشنطن تثير التساؤلات حول أهدافها.. هل دفع الأموال مجدداً لشركات علاقات عامة؟
أجندة غير معلنة بتوقيت حساس
انفوبلس/..
بالتزامن مع الاستعداد لحدث انتهاء مهمة ما يسمى "التحالف الدولي" نهاية أيلول/2015 الذي ضغطت باتجاه تحقيقه قوى سياسية عديدة، يُجري رئيس مجلس النواب السابق ورئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي زيارة غامضة إلى أمريكا، ويعقد اجتماعاً مع مسؤولين أمريكيين منذ لحظة وصوله إلى واشنطن.
ويسعى الحلبوسي بحسب مراقبين، من خلال بعض أعضاء الكونغرس في واشنطن، "إلى دعم مشروع إقامة "الاقليم السُني"، حيث تم ترتيب اللقاء من قبل النائب السابق والقيادي في حزب تقدم جابر الجابري، وهو عراقي يحمل الجنسية الأمريكية، وشقيق الإرهابي زيدان الجابري".
ويعوّل الحلبوسي في الدعم على دور عضو الكونغرس الصهيوني ريتشارد ماكورميك، والذي نشر الحلبوسي صورة معه على صفحته الرسمية.
الحلبوسي الذي زار الكونغرس الأمريكي الذي يمثل الهيئة التشريعية في البلاد، بحث وفقاً لبيان صادر عن حزب تقدّم، "أهمية دعم العراق واستقراره في ظل التحديات الإقليمية، فضلاً عن بحث الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط".
ولم يتناول بيان حزب الحلبوسي، ما إذا كان الأخير سيتناول قضية إنهاء مهمة التحالف الدولي، في ظل لقائه الخاص مع "عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الأمريكي ومسؤول لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الوسطى النائب ريتشارد ماكورميك".
يذكر أن النائب ريتشارد ماكورميك، الذي التقى به الحلبوسي هو "إسرائيلي" في الأصل والهوية ، وبحسب تغريدات له فإنه يوصف الشعب الفلسطيي بـ"إرهابيين ويجب قتلهم".
وتساءل مراقبون عن دور القضاء في العراق من قيام الحلبوسي بإجراء لقاءات رسمية مع النائب الصهيوني، وهل يستعرض للمساءلة القانونية عن هذه الخطوة بحريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
أبعاد ستُكشف في المستقبل
ولكن مراقبين عراقيين قالوا: إنّ "هذه الزيارة وفي هذا الوقت الحساس الذي يمر به البلد، وفي ظل الأوضاع المضطربة إقليمياً، فلا نستبعد أن يكون موضوع إنهاء التحالف الدولي أو تمديد إبقائه قد تم طرحه خلال الزيارة".
وتابعوا، بأنّ "زيارة رئيس حزب سياسي لهيئة أمنية تتمثل بالكونغرس الأمريكي تحمل أبعاداً كثيرة ستكشف عنها الأيام القادمة".
ولكنَّ مثل هذا الملف الأمني، قد جرى بحثه من قبل الحلبوسي في وقت سابق من شهر شباط الماضي، حيث استقبل في مكتبه وفداً من الكونغرس الأمريكي، وبحضور السفيرة الأمريكية في العراق "ألينا رومانوسكي" وذلك قُبيل إنهاء مهمتها الدبلوماسية ومغادرتها لبغداد.
وبحسب بيانات لحزب تقدم، فإن الحلبوسي، بحث خلال زيارته مبنى الكونغرس الأميركي، مع عضو لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الأميركي ومسؤول لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى" النائب الجمهوري رتش ماكورميك ، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأهمية دعم العراق واستقراره في ظل التحديات الإقليمية".
كما بحث الحلبوسي، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال لقائهما في مبنى الخارجية الأمريكية، التعاون بين العراق وأميركا، وأهمية دعم العراق واستقراره.
تساؤلات وغموض يحيط بالزيارة
وفي هذا الشأن، أكد المحلل السياسي صباح العكيلي، أن زيارة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي إلى واشنطن أثارت الكثير من التساؤلات، مشيراً الى أنها قد تمهد لصفقة سياسية تشمل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وقال العكيلي، في حديث صحفي، إن "الحديث عن زيارة الحلبوسي إلى واشنطن يأتي في سياق الترتيبات الإقليمية والدولية، وربما ترتبط بدعم الحلبوسي لولاية ثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مما قد يفتح الباب أمام ملفات حساسة، من بينها إنشاء إقليم سني والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي".
وأضاف العكيلي، إن "الحلبوسي يسعى إلى طرح نفسه كزعيم للمكون السني من خلال هذه التحركات، ويبدو أن هناك محاولات لفرض التطبيع كخيار إجباري على الدول العربية والإسلامية، بمباركة أمريكية".
وتابع، إن "المنطقة تشهد صراعات محتدمة، خاصة بين الكيان الإسرائيلي ولبنان وفلسطين وسوريا، ما يخلق بيئة للتحركات السياسية التي قد تُستخدم لتحقيق مكاسب للمكون السني أو لمصالح شخصية".
وأشار العكيلي إلى أن "الحلبوسي ربما يسعى للحصول على ضوء أخضر أمريكي لإقامة إقليم سني مقابل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات عن طبيعة هذه الزيارة وأهدافها".
شركات علاقات عالمية
ويسعى الحلبوسي منذ سنوات، إلى محاولة خلق لوبي خاص به وداعم له في واشنطن، عبر التعاقد مع شركات علاقات أمريكية، سبق أن دفع لها مبالغ طائلة من أجل هذا الهدف، خصوصاً بعد الرفض الشعبي والهزائم السياسية الداخلية، عندها قرر تعظيم مكانته السياسية في العديد من دول العالم كدول الخليج من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
كذلك، وبحسب المراقبين، فإنه أدرك أن هذه الفترة هي آخر فتراته في العملية السياسية العراقي ما لم يتحرك لتكوين دعم دولي ضاغط على الداخل العراقي يحول دون إقصائه من الساحة السياسية.
وفي نهاية شهر حزيران/يونيو 2023، نشر موقع "odwyerpr" الأمريكي خبراً مفاده تعاقد (حزب تقدم) العراقي برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع شركة "BGR" الأمريكية لمدة عام واحد وبقيمة عقد تبلغ 600 ألف دولار لتوفير العلاقات الحكومية والخدمات السياسية والتواصل مع مسؤولين في واشنطن لصالح حزب الحلبوسي.
الخبر الذي تداوله الموقع، جاء نصه: إن مجموعة BGR وقّعت عقدًا بقيمة 600 ألف دولار لمدة عام واحد لتوفير العلاقات الحكومية وخدمات العلاقات العامة لحزب التقدم العراقي.
وقد تقوم أيضًا بالتواصل مع المسؤولين في واشنطن والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الأمريكية.
وتقول الجماعة السياسية السنية، التي تشكلت في عام 2019، إن مهمتها هي إقامة دولة مدنية وحديثة من خلال التغيير الثقافي للمجتمع في العراق، حيث يشكل المسلمون الشيعة حوالي 60 بالمئة من سكانه، وبدأ عقد BGR في 15 يونيو.
الشريك المؤسس إد روجرز يرأس فريق التقدم في BGR الرئيسان المشاركان للممارسات الدولية والتجارية ماي سايدن وليستر مونسون؛ مديرو تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا مارك تافلاريدس ووكر روبرتس؛ ومدير العلاقات العامة فرانك آرينز يكملان المجموعة.