سرقات لحقول "سحيلة وعين زالة".. هل بنى سيروان بارزاني إمبراطوريته من تهريب النفط؟
انفوبلس/..
عدة سنوات مضت على تحرير محافظة نينوى الواقعة في الشمال العراقي من دنس تنظيم "داعش"، الذي موّل نفسه من حقول وآبار النفط الموجودة في المحافظة، إلا أن سرقة الخام ما زالت مستمرة ولكن عبر شبكات تهريب لها علاقات واسعة مع جهات وشخصيات كردية في إقليم كردستان العراق بينهم سيروان بارزاني.
وسيروان بارزاني (أحد أفراد عائلة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني)، ومالك شركة كورك تيليكوم ومجموعة دارين وقائد عسكري في البيشمركة (محور مخمور بنينوى)، تُقدّر ثروته بـ 3.9 مليارات دولار ويعمل في مجالات الاتصالات والإسكان والسياحة.
يمتلك سيروان بارزاني 75٪ من شركة كورك تيليكوم ومشروع كورك ماونتن السياحي والعديد من المدن السكنية.
لكن تطارد سيروان بارزاني، اتهامات بتهريب النفط العراقي من حقلي "سحيلة" و"عين زالة" الواقعين في محافظة نينوى، حتى أن هناك من يذهب إلى أن هذا الشخص بنى إمبراطوريته من عمليات تهريب النفط، خاصة وأنه كان المسؤول الأول في البيشمركة عن محور مخمور في نينوى.
*المادة 14 بالموازنة تفضح بارزاني
يكشف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، أسباب رفض الحزب الديمقراطي تعديل حصة اقليم كردستان في الموازنة الاتحادية، ليتبين من ذلك أن الموضوع على صلة بتهريب النفط العراقي.
يقول خوشناو، في حديث متلفز، إن "الإيرادات النفطية كانت تحت سيطرة الحزب الديمقراطي وكانوا يمولون رواتب موظفي السليمانية وحلبجة رقمياً وليس نقدياً، والاتحاد كان يأخذ مليار دينار نقداً من الإيرادات غير النفطية لتكملة رواتب الموظفين، مما أثر سلبا على المشاريع في المحافظة؛ لذا الاتحاد مُجبر على ضمان حقوق السليمانية وحلبجة بمشروع الموازنة الثلاثية".
ونوه خوشناو، إلى أن "إيرادات منفذ إبراهيم الخليل تصل إلى 24 مليار دولار، وهناك 150 ألف برميل نفطي يُنتج من حقلين تابعين لمحافظة نينوى وهما (سحيلة وعين زالة) يُهيمن عليها أحد الشخصيات من الحزب الديمقراطي ولا تعود وارداتها إلى موازنة الإقليم وبغداد"، في إشارة إلى سيروان بارزاني، وفق ما تؤكده مصادر كردية.
وختم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بـ"أصل مشكلة الموازنة والتي أثارت حفيظة البارتي هي الفقرة عاشراً من المادة 14 من القانون والمتضمنة أن يلتزم الإقليم بمنع استخراج النفط من حقول كركوك ونينوى، ومادة أخرى متعلقة بصلاحيات رئيس الإقليم".
*مَن يسرق نفط نينوى؟
وخلال الفترة الأخيرة، أثار نواب في البرلمان العراقي، ومسؤولون محليون في مدينة الموصل الملف مرة أخرى بالإعلان عن تورط جماعات كردية مسلحة مختلفة في الاعتداء على آبار نفطية وتهريب الخام منها.
وحسب النائب السابق في البرلمان، سركوت شمس الدين، فإن "جماعات مسلحة مقرّبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني)، تسيطر على 40 بئرا نفطية في قريتي وردك وزنكة، بسهل نينوى شمال شرقي الموصل".
ووفقا لسركوت شمس الدين، فإن "تلك الجماعات تقوم بتهريب النفط إلى خارج العراق والاستفادة من أموالها".
وأوضح، أن تلك الجماعات المتورطة بسرقة النفط تُعيق حياة القرويين وتضيّق عليهم.
*إلى تركيا بسعر رخيص!
من جهته، قال عضو مجلس النواب السابق عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، إن "جماعات كردية تقوم بتهريب النفط من منطقتي القوش وشيخان التابعتين لمحافظة نينوى"، مؤكداً أن النفط المستخرج يُهرّب إلى تركيا بأسعار أرخص من أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وتوجد في محافظة نينوى عدة حقول نفط أبرزها القيارة والنجمة وعين زالة وصفية وسحيلة، فضلاً عن حقول ضخمة في سهل نينوى ما زالت غير مستثمرة حتى الآن، وقبل اجتياح "داعش"، كان الإنتاج العراقي من تلك الحقول يستخدم للاستهلاك المحلي بالمجمل ويصل إلى نحو ربع مليون برميل يومياً.
*سيطرة الديمقراطي
أما النائب السابق عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري، يشير إلى أن "هناك منطقة نفطية في سهل نينوى بين منطقة الشيخان ومدينة بعشيقة يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني، جاءت إليها شركة عالمية لتعمل بها، لكنها انسحبت بسبب خلافات أربيل وبغداد".
وبين، أن "النفط وبحسب المعلومات المؤكدة يذهب إلى شخصيات وعوائل متنفذة في الإقليم ويُهرّب إلى تركيا، وأن المال لا يذهب إلى الحكومة العراقية، بل إلى عوائل وشخصيات في كردستان وأسماء معروفة وكبيرة جداً".
ولفت إلى أن "النفط المستخرج من المحافظة يذهب إلى تركيا عن طريق دهوك ثم لقضاء زاخو وبعدها يصل إلى منفذ إبراهيم الخليل، وجميع هذه المناطق تحت سيطرة الحزب الديمقراطي". وأضاف: "لا يوجد رقم محدد للنفط الذي يصل إلى تركيا خارج موافقة حكومة بغداد، لكنه يتجاوز الـ100 ألف برميل يومياً من كل الحقول بشكل غير شرعي، حسب بعض التقديرات".