صراع البصرة يبلغ ذروته.. التيار الصدري يشنّج الأوضاع.. مقاطع للانتخابات لكن يحاول فرض هيمنته لعدم تولي مرشح العصائب منصب المحافظ
انفوبلس..
دائما ما تحظى عاصمة العراق الاقتصادية، بالحصة الأكبر من الصراعات بمختلف أشكالها، في محاولة للسيطرة عليها بشتى السبل، وهذه المرة يشتد الصراع على منصب المحافظ مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات بعد أيام، فبين سنوات العيداني بالمنصب وحظوظه بالاستمرار، وطموح عدي عواد ومسانديه من كتلة صادقون التابعة لعصائب أهل الحق، ورغبات ومصالح التيار الصدري في المحافظة، يترقب البصريون ما سيحدث في الأيام القادمة بكثير من الحذر والقلق.
مواطنون بصريون أكدوا أنهم مع العملية الانتخابية وأنهم يأملون أن تنجح هذه الانتخابات بتكملة المشاريع المتلكئة وغيرها خصوصاً أن انتخابات مجالس المحافظة تمس حياة المواطن البصري.
كما تحدثوا عن مخاوف من صِدام مسلح يفتعله التيار الصدري مع عدد من القوى الكبيرة في المحافظة في الانتخابات أو بعد إعلان نتائجها، كون جماهير الإطار التنسيقي في البصرة يروّجون بأن مرشح تحالف "نبني" لكتلة "صادقون" عدي عواد سيكون الأوفر حظاً لتولي منصب المحافظ".
أحد المتحدثين قال: "إن جاء عواد، ستحدث أزمة أمنية وفوضى خصوصاً بين التيار الصدري والعصائب، لأن من المستحيل على التيار الصدري أن يتقبل محافظاً بصرياً ينتمي إلى العصائب، خصوصاً بعد الأزمات الأخيرة بين هذين القطبين".
بدوره، قال الناشط المدني في البصرة عمار الحلفي، للوكالة: "في بداية الأمر أنا رافض لعودة مجالس المحافظات كونها حلقة معطلة لعمل المحافظين، وهي حلقات زائدة واسألوا المحافظات التي شهدت عمليات إعمار على ذلك". مضيفاً، "لا ننكر أن هناك تمسكاً بالقرار الفردي من قبل بعض المحافظين، ولكن هذا الأمر أدى لإعمار تلك المحافظات".
ورأى الحلفي، أن "قضية التنافس اليوم في محافظة البصرة على منصب المحافظ هي بين أسعد العيداني وتحالف (نبني) الذي رشح عدي عواد، وبالنسبة للعيداني هو شخصية عنيدة، لن يعطي المنصب بسهولة، وهو يحاول الحصول على أكثر من 12 مقعداً، لأن عدم حصوله على هذا الرقم من المقاعد يعني أن هناك اتفاقاً سيكون ضده وسيتزعمه دولة القانون ويتضمن عدم تجديد الولاية له مجددا".
وأشار الناشط البصري، إلى أن "عدي عواد موقفه بالحصول على منصب المحافظ أيضاً صعب جدا بسبب التشنجات والصراعات المسلحة بين العصائب والتيار الصدري"، مردفاً بالقول: "لا أعتقد أن الصدريين سيوافقون على تسلم عواد منصب المحافظ، إلا إذا حصل اتفاق مع التيار الصدري لكونه أحد المنتمين للخط الصدري سابقا".
وتابع الحلفي: "لن يكون هناك استقرار أمني في البصرة إذا تسلم عدي عواد منصب المحافظ، ولن تكون هناك اتفاقات بين جميع الأطراف حوله، وربما نشهد انهياراً أمنياً يستمر لسنوات في المحافظة، وهذا الانهيار ربما يؤدي إلى انهيار اقتصادي لواجهة العراق الاقتصادية".
وزاد بالقول: "المرحلة المقبلة هي مرحلة مجهولة ونحن كبصريين متخوفون من القادم حتى وإن بقي العيداني في منصبه، لأن مجلس المحافظة سيكون ضده وسيعمل على تدمير ما بُني في المرحلة الماضية".
مصادر مطلعة رجحت بأن تقوم قيادات التيار في البصرة بتوجيه أتباعهم بانتخاب العيداني ودعمه نكايةً بخصمه عدي عواد، رغم وجود توجيه لزعيم التيار بمقاطعة الانتخابات، ووجود حراكات صدرية واسعة لإفشالها.