علاء حسين.. الرئيس "الدُّمية" لصدام أثناء غزو الكويت.. هذه قصة حكومته الصورية وهؤلاء أعضاؤها بالتفصيل
انفوبلس/ تقارير
منذ أكثر من عقدين، يقضي شيخ طاعن في الـ 74 من عمره عقوبة السجن المؤبد في الكويت، وهو الرجل الذي كان يوماً رئيساً للحكومة الكويتية "الدُّمية" كما يسميها الكويتيون، بعد أن أعلنها المقبور صدام حكومةً جديدة خلال فترة الغزو، حيث انتهى المطاف بهذا الشيخ إلى مناف كثيرة بعد التحرير قبل أن يختار العودة لوطنه الكويت عام 2000، ويواجه حكمين أحلاهما "تحرير عنقه من المشنقة" مقابل السجن المؤبد 25 عاماً. فمن هو العقيد علاء حسين؟ ولماذا اختاره المقبور صدام رئيساً؟ ومن هم أعضاء حكومته الصورية؟ انفوبلس سلّطت الضوء على الموضوع وستفصّله مع بيان كيف كانت خاتمة "حسين".
*العقيد علاء حسين
علاء حسين علي جبر الخفاجي المولود سنة 1948 ضابط سابق في الجيش الكويتي وعضو في حزب البعث الكويتي.
بدأت قصة الخفاجي الذي نشأ في الكويت وتلقى تعليمه الجامعي في العراق، صباح الخميس الثاني من أغسطس (آب) 1990 بعد اجتياح الكويت، وذلك حين كان يحمل سلاحه مع رتبة ملازم على متنه للحاق بكتيبة كويتية عسكرية، لكن صدام وجنوده كانوا له بالمرصاد، وحين بدأت حملة كبرى من الاعتقالات كان قدر الخفاجي أن يكون ضمن عصبة من المعتقلين الذين نُقلوا إلى معسكر في مدينة البصرة.
*تعيينه رئيساً
بعد الغزو وبينما الناس يسارعون نحو الحدود وشاشات التلفزة لمعرفة مآل البلاد، استأنف التلفزيون الكويتي في صباح الرابع من أغسطس الإرسال ليبث تحت زعم أنه تلفزيون الكويت المحررة، إعلان أن علاء حسين قد بات رئيساً للحكومة، وجاء اختياره لأنه كويتي وضابط قادر على انتزاع تأييد الكويتيين.
*حكومة علاء حسين الصورية
في أثناء الغزو العراقي للكويت ترأس علاء حسين حكومة الكويت الحرة المؤقتة وهي حكومة صورية عُينت من قبل العراق، في الفترة ما بين 4 أغسطس 1990 و8 أغسطس 1990، وكان أيضًا وزيراً للداخلية والدفاع معاً.
أعلن في بيان عراقي انضمام الكويت إلى العراق بناء على طلب حكومة الكويت الحرة المؤقتة لتصبح المحافظة التاسعة عشرة، وقام المقبور صدام بتشكيل حكومة عراقية عيّن فيها علاء حسين أحد وزرائها.
*أعضاء حكومة علاء حسين الصورية بالتفصيل
في الرابع من أغسطس من عام 1990، أصدر علاء حسين بيانا أعلن فيه تشكيل "حكومة الكويت الحرة المؤقتة" وكان أعضاؤها كالآتي:
ــ العقيد علاء حسين علي، رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، وزير الداخلية وكالة.
ــ المقدم وليد سعود محمد عبد الله، وزيراً للخارجية.
ــ المقدم فؤاد حسين أحمد، وزيراً للنفط، وزيراً للمالية وكالة.
ــ الرائد فاضل حيدر الوفيقي، وزيراً للإعلام، وزيراً للمواصلات وكالة.
ــ الرائد مشعل سعد الهدب، وزيراً للصحة العامة وشؤون الإسكان.
ــ المقدم حسين علي دهيمان الشمري، وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، وزير الأشغال العامة وكالة.
ــ الرائد ناصر منصور المنديل، وزيراً للتربية، وزير التعليم العالي وكالة.
ــ الرائد عصام عبد المجيد حسين، وزيراً للعدل والشؤون القانونية، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وكالة.
ــ الرائد يعقوب محمد شلال، وزيراً للتجارة والكهرباء والتخطيط.
*الخط الزمني للحكومة الصورية
2 أغسطس 1990:
ادعت الحكومة المؤقتة أنها ثارت على آل صباح لانتهاجها سياسات إمبريالية وصهيونية معادية للشعب بغرض تنمية ثرواتهم الشخصية، كما أعلنت أنها فرضت حظر التجوال وأغلقت الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية كافة ومنعت سفر المواطنين والمقيمين والأجانب كما منعت الإبحار والاقتراب من المياه الإقليمية للكويت وطلبت مساعدة القوات العراقية. وزعم مجلس الثورة العراقية أنه أرسل القوات العراقية في نفس اليوم استجابة لهذا الطلب وحماية للثورة المزعومة.
3 أغسطس 1990:
قررت مصادرة أموال أمير الكويت حينئذ جابر الأحمد الصباح وولي عهده آنذاك سعد العبدالله السالم الصباح وأحمد الجابر وأحمد الخليفة العذبي الصباح ونواف الأحمد الجابر. كما قررت في وقت لاحق في هذا اليوم إضافة كل من عبد الرحمن العوضي ومحمد أبو الحسن - مندوب الكويت في الأمم المتحدة - وعبد المحسن ناصر الجيعان - مندوب الكويت في جامعة الدول العربية - وحذرت البنوك الأجنبية التي أودعوا فيها أموالهم من التلاعب بها.
4 أغسطس 1990:
أرسل علاء حسين برقية إلى صدام يشكره ويطلب منه سحب قواته اعتبارا من 5 أغسطس 1990 كما أعلن لاحقا ذلك اليوم عن تشكيلته الحكومية كما زعمت حكومته أنها بصدد تشكيل جيش شعبي بديلا عن الجيش الكويتي، ومنحت جميع الوافدين العرب غير الكويتيين والذين قدموا بغرض العمل الجنسية الكويتية، كما اعتبرت يوم 2 أغسطس هو «يوم النداء» للاحتفال بدخول الجيش العراقي الكويت للمساعدة في الإطاحة بالملكية.
5 أغسطس 1990:
هدد وليد سعود وزير خارجية الحكومة المؤقتة باستهداف مصالح ورعايا الدول العربية والأجنبية التي فرضت عقوبات على الكويت والعراق كما هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية لهذه الدول وغلق سفاراتها.
7 أغسطس 1990:
ألغت الحكومة إمارة الكويت وأعلنت جمهورية الكويت.
8 أغسطس 1990:
طلبت حكومة الكويت المؤقتة الوحدة الاندماجية مع العراق والذي تمت الموافقة عليه فورا من قبل مجلس قيادة الثورة العراقية.
*حل الحكومة المؤقتة
تم حل الحكومة الصورية لعلاء حسين في 8 أغسطس 1990 بعد إعلان قيام الوحدة الاندماجية بين العراق والكويت واعتبارها المحافظة رقم 19 وأصدر المقبور صدام يومها قرارا بتعيين علاء حسين علي نائبا لرئيس الوزراء العراقي وعيّن الوزراء الباقين كمستشارين في رئاسة الجمهورية بدرجة وزير.
*عودة أعضاء الحكومة الصورية بعد تحرير الكويت
بعد عودة الوزير حسين دهيمان الشمري مع فوج الأسرى الكويتيين نتيجة لحالته الصحية المتردية، خيّر المقبور صدام وزراء الحكومة المؤقتة السبعة الباقين بالجهة التي يريدون العودة إليها -بعدما أكد لهم أن علاء حسين رئيس الحكومة يريد أن يبقى- فطلبوا الكويت، فأمر صدام مرافقه بتخصيص سيارة جيمس كبيرة تنقلهم جميعاً حتى آخر نقطة عراقية وزود كل منهم بمبلغ 50 ألف دولار، وساعة ذهبية عليها صورته... ثم مدّ يده مصافحاً إياهم فرداً فرداً.
في 27 أبريل 1991 عاد جميع وزراء الحكومة المؤقتة - عدا علاء حسين - إلى الكويت، وقاموا بتسليم أنفسهم وهدايا صدام للسلطات الكويتية فور عودتهم.
*مصير أعضاء الحكومة الصورية
أُحيل هؤلاء إلى جهات التحقيق في جهاز أمن الدولة الكويتي التي انتهت من التحقيق معهم في 15 مايو 1991 ثم حولتهم إلى نيابة أمن الدولة في 22 يوليو 1991، وأكدوا خلال التحقيقات ولاءهم للكويت وأميرها وشهدوا ضد علاء حسين.
بعدها، أعلن وزير العدل الكويتي آنذاك غازي عبيد السمار في 9 سبتمبر 1991 إغلاق ملف الحكومة الموقتة مشيراً إلى انتهاء التحقيقات وأن أعضاء الحكومة "كانوا مسلوبي الإرادة وتعرضوا للضرب وتهديدات وتعذيب مادي ونفسي وأنه جرى الاستناد في التحقيق على التقارير الواردة من الاستخبارات العسكرية ومباحث أمن الدولة".
وأكد الوزير، أنه "اعتماداً على القاعدة القانونية بالنسبة إلى مسلوب الإرادة والمُكرَه فإنه لا يُحاسب على أي جريمة". ونوه في هذا الصدد بأن "المتهم الثامن علي حسين كان مريضاً ومسلوب الإرادة وأنه خرج من السجن العراقي كبقية الأسرى والمعتقلين، ثم أصدرت محكمة أمن الدولة الكويتية حكماً بالإعدام غيابياً على علاء حسين بتهمة الخيانة العظمى وبرّأت بقية المتهمين".
أعضاء الحكومة المؤقتة السبعة عملوا بعد ذلك في وزارة الدفاع الكويتية حيث تناسى المجتمع الكويتي قضيتهم بهدوء في حين توفي حسين علي الشمري الذي كان يعاني من المرض.
*مصير علاء حسين وكيف انتهى به المطاف؟
في عام 1998 سمح العراق لعلاء حسين بأمر من المقبور صدام بمغادرة البلاد إلى حيث يشاء ومنحه خمسة آلاف دولار كمساعدة.
وأمضى علاء بعض الوقت في تركيا قبل أن يتوجه إلى لندن حيث زار سفارة الكويت والتقى بناءً على طلبه الدكتور سعد بن طفلة وكان ملحقاً إعلامياً للكويت في لندن، بحجة الكشف عن معلومات عن الأسرى قالت الكويت إنها لا تتضمن أي جديد أكثر مما هو معروف للكويت.
بعدها، اختار علاء حسين منفى نرويجياً ريفياً هادئاً قبل أن يعود للكويت في 14 يناير 2000 ليُسجن ويُحكم عليه في أبريل من نفس العام بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى ثم خُفف إلى السجن المؤبد.