علي العيثاوي يُطرد من منصبه بعد حلقة طويلة من الفساد ونهب المال العام.. تعرّف على قصته وداعميه
انفوبلس/ تقارير
طوال أربع سنوات من تسنّمه المنصب، لم يُذكر النائب الفني لمحافظ بغداد علي العيثاوي بالخير طوال هذه الفترة، حيث لا نقطة بيضاء واحدة في مسيرته التي بدأها في المنصب عام 2019 وتوالت بعدها الفضائح والمجالس التحقيقية وسحب اليد المؤقت، حتى طالته اليوم عجلة الإصلاح الحكومي وتمت الإطاحة به بناءً على توجيه مباشر من السوداني، فمن هو العيثاوي؟ وكيف بات عرّاب السرقات في بغداد؟ ستستعرض "انفوبلس" أبرز محطات سيرته السوداء في المنصب وأبرز الداعمين له.
*فساد العيثاوي وعلاقة "فراس الدليمي" به
في مطلع العام الحالي، كشف عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، علاء الربيعي، عن فساد مهول في مشاريع محافظة بغداد ومشاريع وهمية وصفقات فساد كبيرة.
وقال الربيعي في تصريح صحافي، إن "محافظة بغداد تُدار اليوم من تركيا من قبل شخص يُدعى (فراس الدليمي) وهو يسيطر على المحافظة وهو تاجر ويقود عصابة تقوم بمشاريع وهمية وهناك جهات تسهّل أمرهم".
وبيّن، إن "هذه المشاريع حملات تنظيف وهمية وأعمال بلدية غير موجودة على الأرض وهو يتحكم بالمشاريع وهو مسيطر على المحافظة منذ فترة وليس قريباً".
وتابع الربيعي، إن "هناك مشاريع استلموا أموالها حاليا وسابقا في زمن المحافظ الحالي ومن سبقه ولم تُنفَّذ، ومنها أعمال تبليط بالمليارات ومجاري اللطيفية وفرش (سبيس) للمناطق النائية رغم قرار الحكومة بإيقاف العمل ولكنه مستمر".
*هيمنته على نهب المال العام
وأكد الربيعي، إن "كل ذلك يحصل باتفاقيات بين الإدارة الحالية للمحافظة وبين هذه الشخصيات". منوّها إلى، أن "السلطة أغلبها الآن بيد نائب المحافظ (علي العيثاوي) وهو من يقود الإدارة".
وأشار إلى، أن "نائب المحافظ (العيثاوي) يُهيمن على عمليات نهب المال العام في محافظة بغداد". مردفا، "نطالب جميع السلطات الرقابية بفتح تحقيق بها وسنُعلن الكثير من الخفايا".
*فساد المحافظة بزمن العيثاوي وعطا
وبهذا الشأن، رأى الناب عن كتلة النهج الوطني، حسين العقابي، أن محافظ بغداد محمد جابر العطا ونائبه الفني علي العيثاوي، ينفذان المشاريع لجهات معينة على حساب المحرومين، فيما أشار إلى أن المحافظ لديه نصف ترليون دينار، على حد قوله.
وقال العقابي في بيان، "تابعنا وما زلنا نتابع بدقة وموضوعية أداء محافظ بغداد محمد جابر العطا، ونؤشر فشله الذريع وضعف سياساته وإمكانياته القيادية والإدارية".
وأضاف: "فقد لمسنا انحيازه على خلفيات وحسابات سياسية ضيقة لمناطق معينة على حساب مناطق الأغلبية السكانية المحرومة في مجال تقديم الخدمات، فهو لم يكلّف نفسه عناء زيارة مناطق عُرِفت بمحروميتها وتردي خدماتها وإهمالها لعشرات السنين من الحكومات السابقة والحالية، كالمعامل، والنهروان، فضلا عن أن يقدّم لها مشروعاً خدمياً وإن كان بسيطاً".
*ما قصة النصف تريليون ؟
وتابع قائلاً: "قد اتضح لنا جلياً ضعفه الشديد وتردده في تنفيذ موازنة المحافظة الخدمية على الرغم من وجود رصيد مالي مناسب يُقدّر بنصف تريليون دينار، ولعل من يرى مداخل العاصمة بغداد هذه المدينة العريقة التي تمثل رمز العراق وهيبته يُصاب بالإحباط والأسى جرّاء الفشل والإهمال والخراب المتعمد".
وأكمل النائب بيانه قائلاً: "وردتنا العديد من الشكاوى والاتهامات الموجّهة لمحافظ بغداد بشأن قيامه بتوقيع عقود مشبوهة وإحالة مشاريع مخالفة للضوابط القانونية، وسنعمل جاهدين على التحرّي عنها ومتابعتها مع الجهات الرقابية والقضائية".
*العيثاوي وفضيحة بيعه 120 مدرسة
يقول مراقبون للشأن المحلي عن فساد العيثاوي، "للأسف الشديد، تصورنا مع البعض أن محافظ بغداد محمد جابر سيكون محافظا حازما مهنيا ولم نتوقع أن تكون زمام الأمور بيد نائبه الفني علي العيثاوي، حيث تشير المعلومات المؤكدة إلى أن المحافظ محمد ليس له دور سوى 5 % بالمحافظة والباقي يتحكم بها العيثاوي وزمرته". متسائلين، "هل تصدّقون أن علي العيثاوي باع 120 مدرسة؟!".
*تحذيرات ودعوات لهيئة النزاهة
بدوره، حذّر النائب كاظم الشمري من استمرار ما وصفها بـ «مافيات الفساد» في الاستحواذ على المشاريع كافة في بغداد مِن خلال الإحالة المباشرة وقيام الشركات الفاسدة بتنفيذ مشاريع «بائسة وفاشلة» معظمها عبارة عن تبليط رديء للشوارع، منتقداً بشدة «سوء» الإدارة والتخطيط من قبل محافظ بغداد والنائب الفني للمحافظ.
وقال الشمري في بيان، "إن السبب الحقيقي وراء جعل بغداد تصل إلى هذا المستوى المتدني على الصعيد الخدمي والعمراني هو الإحالات المباشرة للمشاريع على أساس المجاملات السياسية لأشخاص محددين مسيطرين على المحافظة منذ ما يقارب الثلاث سنوات".
وأوضح الشمري: "هناك انتقادات كثيرة موجهة إلى أداء المحافظ ونائبه الفني بسبب سوء الإدارة والتخطيط والتنفيذ والتراجع في المظهر العام الذي تشهده أغلب مناطق بغداد وشبهات الفساد التي تحوم حول عملهما"، وفق تعبيره.
وأكد أنه "على هيئة النزاهة تشكيل لجان لمتابعة الأعمال المنفَّذة ومدى مطابقتها للمواصفات المطلوبة ولجداول الكميات الموجودة، علماً بأن الأعمال المنفَّذة فيها نسب فساد كبيرة"، حسب رأيه.
وأكد على "ضرورة إحالة المحافظ ونائبه إلى هيئة النزاهة للتحقيق معهما، ونحن مستعدون للتعاون مع هيئة النزاهة بهذا الخصوص".
*وأخيرا.. الإطاحة بعلي العيثاوي
بعد سلسلة الخروقات والتُّهم بتورّطه بقضايا فساد، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، بسحب يد النائب الفني لمحافظة بغداد علي العيثاوي على خلفية تورطه بقضايا فساد مالي.
وبحسب وثيقة موقَّعة من مدير مكتب رئيس الوزراء علي رزوقي اللامي، موجهة إلى محافظة بغداد، اطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، تضمنت سحب يد النائب الفني لمحافظ بغداد.
ويأتي إجراء سحب اليد بعد وثيقة وجهها النائب محمد فاضل الدليمي إلى رئيس مجلس الوزراء يطالب فيها بسحب يد النائب الفني للمحافظ علي العيثاوي بعد وجود قضايا فساد بحقه في محكمة تحقيق الكرخ الثالثة.