عماد المسافر آخر المعتقلين.. السلطات السعودية تحوّل البيت الحرام إلى "فخ سياسي" للإيقاع بالخصوم.. تعرف على القصة الكاملة
انفوبلس..
منذ عقود، تستغل السعودية وسلطاتها الحاكمة موسم الحج للإيقاع بخصومها بغض النظر عن حجمهم وحجم تأثيرهم الفعلي، حيث عملت بشكل مستمر على تحويل بيت الله الحرام إلى "فخ سياسي" لتنفيذ رغباتها وسلطتها وسطوتها الديكتاتورية على ضيوف الرحمن، وفي هذا العام ولغاية الآن اعتقلت حاجّان عراقيان آخرهما الكاتب والمدوّن عماد المسافر دون الإعلان عن الأسباب.
مصدر سياسي مطلع أفاد، أمس السبت باعتقال المحلل السياسي عماد المسافر من قبل السلطات السعودية.
وقال المصدر، إن "قوات الأمن السعودية اعتقلت المحلل السياسي المقرَّب من الإطار التنسيقي عماد المسافر والمتواجد في السعودية حالياً لتأدية مناسك الحج، لأسباب غير معروفة لغاية الآن"، فيما تناقل مقربون من المسافر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المسافر تم اعتقاله من فندق في المدينة المنورة منذ 5 أيام.
وسبق أن اعتقلت السلطات السعودية حاجا عراقيا أطلق نداء "اللهم انصر الحشد" بصوت عال خلال تأدية مراسم الحج.
مصدر صحفي كشف أن القوات الامنية السعودية اعتقلت المحلل السياسي العراقي المعروف عماد محسن المسافر في المدينة المنورة المتواجد حاليا لتأدية مناسك الحج من مقر إقامته في المدينة المنورة منذ خمسة أيام.
واشار المصدر، أن ادعاء القوة التي كانت بحوزتها أوامر إلقاء القبض بأن المسافر متهم بـ"الجناية الالكترونية" من خلال نشر محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ سابق.
ولم يذكر المصدر إن كان هناك تحرك من السفارة العراقية في السعودية حول قضية الاستاذ المسافر من عدمه.
متابعة حكومية
إلى ذلك، كشف رئيس هيئة الحج والعمرة سامي المسعودي، أمس السبت، الإجراءات المتخذة والملابسات حول اعتقال حاجَّين عراقيَّين اثنين في السعودية.
وقال المسعودي في حديث صحفي": "أصبحت لدينا حالتا اعتقال حتى الآن، وقمنا بتكليف محامٍ وأرسلنا فريقاً من ضمنهم القنصلية العراقية في جدة".
وأشار الى، أن "القنصلية متواصلة مع الجانب السعودي بهذا الشأن كونها هي الوحيدة المسموح لها بالتواصل بصفتها جهة دبلوماسية".
وأضاف، إن "عدد المعتقلين بلغ اثنان، والاجراءات متواصلة وسيتم الإفراج عنهم في الأيام القادمة".
وحول اسباب الاعتقال، أوضح المسعودي، إن "الجانب السعودي لديه اجراءات تتعلق بتنظيم الحج، ومن بينها الشعارات والنشر الالكتروني والنشر السياسي او معلومات"، مبينا إنهم "يقومون بأخذ الأشخاص لاستفسارات معينة في مركز الشرطة او ما يسمى النيابة ومن ثم يُطلق سراحهم".
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الاحد، إنها تتابع مع الجانب السعودي بخصوص اعتقال اثنين من الحجاج العراقيين في المملكة.
وقال المتحدث باسم الداخلية، العميد مقداد ميري، في بيان مقتضب إن "وزارة الداخلية تتابع مع نظيرتها السعودية أسباب اعتقال اثنين من المواطنين العراقيين من الحجاج في المملكة، لغرض إطلاق سراحهما ومعرفة جميع الحيثيات المتعلق بهما".
تعليقات نيابية
وتعقيباً على الاعتقال، طالبت النائب نيسان الزاير الحكومة العراقية، اليوم الاحد، بطرد السفير السعودي من بغداد وإغلاق السفارة السعودية كرد فوري على الانتهاكات التي تمارسها السعودية ضد الحجاج العراقيين.
وقالت الزاير في بيان، إن "السلطات السعودية تقمع العراقيين وتنتهك حقوقهم الانسانية لأسباب طائفية وسياسية، مشيرة الى "قيامها قبل ايام باعتقال الحاج وليد الشريفي بسبب دعاءه للحشد الشعبي واليوم تعتقل المحلل السياسي عماد المسافر في تحد واضح للدولة العراقية".
وشددت على ضرورة "اتخاذ كافة الاجراءات المناسبة لحماية الحجاج العراقيين وإطلاق سراحهم ومنع السعودية من فرض افكارها المتطرفة على الآخرين".
وبينت عضو لجنة حقوق الانسان النيابية، إن "ما تقوم به السلطات السعودية هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان موجه ضد مواطني الدول الأخرى".
كما دعا النائب ياسر اسكندر وتوت، أمس السبت، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتدخل العاجل في قضية اعتقال الحجاج العراقيين بالسعودية.
وقال وتوت، إن "المواطن وليد الشريفي من أهالي بابل معتقل منذ ايام في السعودية أثناء أداء مراسم الحج"، لافتا الى انه يتابع قضيته مع الجهات الرسمية "ونأمل عودته سالما الى ذويه".
ودعا وتوت، "السوداني للتدخل في قضية الشريفي للإفراج عنه"، مؤكدا أن "هناك متابعة جدية لموضوعه خاصة وأنه إنسان بسيط لا ينتمي الى أي تكتل سياسي ووجوده في الديار المقدسة لأداء فريضة الحج".
وأشار الى، أنه "في تواصل مستمر مع السفارة العراقية في الرياض وقنصلياتها من اجل متابعة قضية الشريفي بكل حيثياتها".
مطالبة عشائرية
وبعد اعتقال الحاج الأول "وليد الشريفي"، طالب رئيس عام عشائر السادة الشرُفة، سليم كاظم الناجي، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس هيئة الحج الشيخ سامي المسعودي، بالتدخل لإطلاق سراح الحاج العراقي وليد عبد الأمير الشريفي.
وقال الناجي في بيان "لا يخفى عليكم أن الواجب على كل من يحب وطنهُ وشعبهُ من الحجاج وعند الحرمين بالدعاء الى بلدانهم وجيوشهم بالحفظ في تلك الاماكن المقدسة حيث قام أحد ابناء عشيرتنا وهو (الحاج وليد عبد الامير الشريفي) من بابل قضاء الهاشمية بالتوسل الى الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وجيشهُ وحشدهُ الشعبي ولهذا فقد قامت السلطات السعودية باعتقالهُ ولن نعرف عن مصيره لحد الآن".
وأضاف، "نرجو من سيادتكم التدخل والافراج عنهُ ليتسنى له إكمال مناسك الحج كونه لن يقوم بمخالفة او إخلال بنظام الحج، وإلا ستقوم عشائرنا بمظاهرة كبيرة ونحمّل السلطات السعودية عن سلامته".
تاريخ انتهاكات آل سعود
في موسم الحج الماضي، كتب الكاتب العراقي نعيم الهاشمي مقالاً يتحدث فيه عن حالات اعتقال السلطات السعودية لمعارضيها من الحجاج، وقال في جزء منه: "يتخذ النظام السعودي من مواسم الحج والعمرة فرصة مناسبة للانقضاض على معارضيه أو معارضي دول الاستعمار، الذين يأتون لزيارة بيت الله الحرام من كل فجٍّ عميق، إذ نفذّت السلطات في المملكة مئات بل آلاف الاعتقالات، استهدفت الشخصيات التي تتعارض مع النظام السعودي، بل السعودية اعتقلت علماء طاقة من دول لا تسير في ركب دول الاستعمار، وسلمتهم إلى دول كبرى لديها مشاكل ايدولوجية مع بعض الدول الاسلامية، يتم اعتقال الشخصيات التي لا تسير في ركب الرجعية، عبر كذبة كبرى في اسم تم الاعتقال لدواع حفظ أمن الدولة، تم اعتقال ثلاثة مواطنين شيعة من البحرين وتم اعدامهم بكذبة تزعُّمهم مجموعة مسلحة تعمل في منطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية، عمليات خطف واعتقال الحجاج والمعتمرين مستمرة بالسعودية، ولعل أبرزها ما حدث مع الإعلامية المصرية رانيا العسال".
"السعودية استخدمت بيت الله عز وجل مكانا للاغتيال والخطف واعتقال كل مسلم يعارض أو يتعارض مع آل سعود، أول جريمة قتل استهدفت قوافل الحجيج حدثت في بداية سيطرة الوهابية على نجد حيث تم استهداف قافلة الحجاج اليمنيين خلّفت آلاف الضحايا عُرفت في مجزرة تنومة".
"ففي عام 1923، قتلت عصابات تابعة لمؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن سعود بالرصاص أكثر من 3000 حاج يمني كانوا متجهين نحو مكة لأداء فريضة الحج السنوية، عندما وصلوا إلى تنومة وسدوان في عسير بالسعودية، وحال وصول القافلة التي كانت تسير على الجِمال والخيول، بدأت العصابات المسماة الغاطغات بإطلاق النار على الحجاج وقتلت 3105 حاجاً مسالمين، كانت الجريمة رسالة من عبدالعزيز سعود إلى المندوب السامي البريطاني في استعداد عبدالعزيز سعود في تدمير منطقة الشرق الأوسط لصالح إقامة دولة إلى بني صهيون، وفعلا على إثر ذلك تم دعم عصابات الوهابية في السيطرة على الحجاز وقتل آلاف من أنصار شريف مكة الخائن وتسليم الحجاز إلى عبدالعزيز سعود وإقامة ما يُعرف بالمملكة العربية السعودية".
"استمر تعامل السلطات السعودية بقسوة مع الحجاج والمعتمرين منذ أن سيطرت قوات عبدالعزيز سعود على الحجاز، وتم تأسيس مجاميع من المطاوعة لإذلال الحجاج واتهامهم بالكفر، هذه المجاميع تُعرف في لجان الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف في ما يعرف بالشرطة الدينية، ارتكبوا أبشع الطرق بحق الحجاج من خلال ضربهم بالعصي والهراواة، هذه اللجان عبر تاريخ قرن من الزمان قامت في اعتقال وسجن وقتل آلاف الحجاج لأسباب مذهبية ، أنا شخصيا ذهبت للحج عام 1999 كنت أزور موقع مقبرة البقيع فقامت الشرطة في اعتقالي عندما عرفوني شيعي وتم ‘نقاذي من مجموعة من الحجاج العراقيين، لذلك عندما أكملت مناسك الحج وقفت في بيت الله عز وجل، وقلت يا إلهي هذه اول وآخر مرة أحج بيتك الحرام ولم ولن أعود للحج وزيارة قبر رسول الله ص في المدينة بظل حكم آل سعود، وفعلا كانت زيارتي الأخيرة للسعودية، وحتى عندما أسافر إلى العراق لم ولن أحجز أي تذكرة سفر على الخطوط الجوية السعودية والإماراتية والأردنية أبدا، بل ومؤخرا انظمت دولة الكويت في قضية اعتقال مطلوبين توجد اسماؤهم بالمطارات معارضين إلى دول الاستعمار، وخاصة الدول الثلاث الأولى أقذر الدول بالعالم تقوم في اعتقال اي شخص يقوم في انتقاد قوى الأنظمة البدوية الوهابية صنيعة الاستعمار لدى دخول أراضيهم".
"الإعلامية المصرية رانيا العسال، مواطنة مصرية خريجة صحافة، من عائلة مسيحية قبطية اعتنقت الإسلام ووقفت مع القوى المقاومة للاستعمار، دعمت القوات الامنية العراقية من الجيش والحشد بكل قوة، تعرضت للتهديدات بمصر من المجاميع الوهابية".
"وقبل نحو عامين ذهبت رانيا العسال إلى العمرة إلى مكة المكرمة وقامت بنشر صورها وهي في مكة، وانقطعت أخبارها، وبعد ثلاث أشهر تمكن ابن رانيا العسال من معرفة اختفاء والدته عن طريق الخارجية المصرية وتبين أن رانيا العسال اعتُقلت وهي في مكة وأُودعت السجن".
"تغريدة كانت قد نشرتها في وقت سابق، انتقدت السيدة رانيا العسال، سلوكيات النظام السعودي، حيث كتبت التغريدة التالية، (لماذا يسمّوا أبواب الكعبة بأسماء ملوكهم، هل أحد من أُسرة بني سعود بنى الكعبة ولا حتى شارك في هدم الأصنام حولها ولا حتى تحريرها، أكيد، جدّهم الأكبر هو من بلّغ أبرهة عن مكان الكعبة)".