عمار فرحان الحمداني في سلسلة "مرشحون فاسدون".. نَخَر مشاريع العاصمة وابتلع 107 مليارات من معرضها.. لماذا زوّر اسمه وانقلب على "الحمامي"؟
انفوبلس/ تقارير
مقاول يشغل منصب مستشار رئيس البرلمان المخلوع محمد الحلبوسي، صاحب العبارة الشهيرة "يجب الوضوء قبل ذكر اسم الحلبوسي لأنه مقدّس". له باع طويل في الفساد يَزكُم الأنوف، حيث يُعد من أبرز عرّابي وزارة النقل، كونه كان يدير شركة تكسي بغداد، انتقل بعد ذلك إلى أحضان الحلبوسي ورشح بالانتخابات المحلية ضمن "تقدُّم". فمَن هو عمار فرحان الحمداني؟ وما أبرز ملفات فساده؟ إليك كل ما تريد معرفته عن "الراشي والمزوّر" في سلسلة المرشحين الفاسدين من انفوبلس.
*مَن هو؟
عمار فرحان الحمداني، هو عرّاب الحلبوسي في الاستثمارات ويسوّق نفسه بأنه رجل أعمال وعضو جمعية الاقتصاديين العراقيين، صاحب شركة تكسي بغداد الذي ظهرت عليه ملفات فساد وتدخلت النزاهة في التحقيق أكثر من مرة، انتقل من هذه الشركة إلى أحضان محمد الحلبوسي ليرشح عن تحالف تقدُّم بانتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
*فساده في تكسي بغداد
يُعد استثمار تكسي بغداد تشويهاً علنياً لصورة الحكومة العراقية ومشروعاً ينصبّ على المواطن بالإكراه، وينتشر فيه الفساد، فيما وصفه البعض بأنه عنوان للمافيات الحزبية التي تحاول أن تسرق ما تبقى من أموال الشعب بطريقة يحميها القانون ويبرر لها الإعلام المرتشي.
يُباع باج المطار بـ 10 ملايين دينار ولا يُسمح للمواطن أن يدخل بسيارته الخاصة أو أي سيارة خاصة اخرى إلى داخل المطار، وبالتالي يُكره على استخدام تكسي المطار، فيما يمثل "النداء" بحد ذاته صيغة للرشوة والفساد الكبير عند باب المطار.
ووفق مصادر مطلعة، فإن مدير الشركة عمار فرحان الحمداني ومعه شريك رئيسي هو ابن وزير سابق ومعهم أشخاص أخرون، احتكروا كل الأرباح الواردة من تكسي بغداد وهي عبارة عن 200 مليون دولار.
*أرباح غير معلنة
يدّعي عمار فرحان مدير الشركة أن المشروع أصبح بائساً وأنه يشيع كونه "يبوس اللّحى" في الوزارة لإنقاذه من استمرار الخسائر المادية لهذا المشروع وأنه عرض على شركة نقل الوفود بأن يترك الجمَل بما حمَل مقابل نسبة 20% وأن الشركة لم تستطِع أن توافق على أكثر من نسبة 10% فقط وأنه يخوض مفاوضات ليُنهي الموضوع على 15 % قبل نهاية العقد بعد خمس سنوات لم يتبقَّ منها سوى ثلاثة.
وكانت وثائق قد نُشرت تبين إحداها حجم الإيرادات التي وفّرها مشروع تكسي بغداد للشركة العامة لنقل المسافرين والوفود خلال سنة واحدة.
حيث تبين إحدى الوثائق، أن "إيرادات الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود خلال عام 2014 أي قبل مشروع تكسي بغداد بلغت 12 مليارا و208 ملايين و131 ألفا و290 دينارا". مشيرة الى أن "إيرادات الشركة عام 2015 بعد المشروع بلغت 23 مليارا و557 مليونا و730 ألف دينار، أي بزيادة 11 مليارا و349 مليونا و598 ألفا و710 دنانير".
*الحمامي والفرحان "دهن ودبس"
وبعد أزمة كبيرة مع بدء تسلُّمه الوزارة أصبحت العلاقة بين الوزير الجديد كاظم الحمامي ومدير شركة تكسي بغداد عمار فرحان "دهن ودبس" حيث لا يمر أسبوع من دون تقديم كتاب شكر وتقدير من "مكتب معالي وزير النقل العراقي الى مستثمر مشروع تكسي بغداد السيد عمار فرحان الحمداني" يثمّن به الجهود المبذولة والحرص العالي على تنفيذ الأعمال المُلقاة على عاتقه وخدمة المصلحة العامة وإظهار صورة حضارية لمطار بغداد الدولي !! .
*فرحان يتهم الحمامي وينقلب عليه بعد صُلح
بعد "الدهن والدبس" انقلب الحمداني على الحمامي واتهمه بالاستحواذ على إيرادات مشروع (تكسي بغداد) البالغة 13 مليار دينار، لكن الحقيقة هي أنه لم يقدم كشفاً حقيقياً بالأرباح التي "لغفَها مع شركائه"، وأن اتهامه للوزير علناً للتمويه حيث تشير مصادر الى أن الفرحان "ناوش" الحمامي المقصود في أطباق ليس فضائية !".
*اسمان وهويتان وسرقتان وتزوير
الاسم الأول "عمار فرحان حمادي الحمداني" والاسم الثاني "عمر فرحان حمادي الزبيدي" ليسا شقيقين بل إنهما اسمان لشخص واحد، فاسم الوالدة هو نفسه (آسيا إسماعيل) والتولد نفسه 1977، لكن الفساد في العراق يمكِّن لمفسد وفاسد أن يحصل على جوازيَن رسميين أحدهما باسم ولقب (سُني) وآخر باسم ولقب (شيعي) وبطريقة رسمية في الوقت الذي يُحرم العديد من الوطنيين والشرفاء الحصول على جواز سفر عراقي واحد.
واستطاع (عمار أو عمر) أن يصل إلى أصحاب النفوذ ويدخل معهم في شبكة علاقات تجارية غير مشروعة، واتفاقات من الباطن عادت عليه بملايين الدولارات من مشاريع أغلبها متلكئة وتفوح منها روائح الفساد.
فعمار فرحان حمادي الزبيدي أو عمر فرحان حمادي الحمداني هذا، يمتلك عدة شركات تجارية أغلبها مجرد أسماء وهمية على شبكة الانترنت وطبع 100 كارت رجال الأعمال وصاحب شركات ليس لها وجود على أرض الواقع مثل "بيرق الأمير"، "مروج الروابي"، قصواء المحبة"، "مرافئ العز"، "طرق المحبة".
*الاستحواذ على مشاريع ماء بغداد
استحوذت هذه الشركات على مشاريع مديرية ماء بغداد وفي مختلف الاختصاصات بين التنفيذ والتجهيز، في مخالفة واضحة للقوانين التجارية العراقية، فضلا على ما يحمله الموضوع من اتفاقات جانبية تؤشر خللا كبيرا في التجاوز على القوانين المرعية، قبل أن يستحوذ على مشروع تكسي بغداد بمشاركة نجل شخصية نافذة.
وكما لعمار فرحان حمادي أو عمر فرحان حمادي شركات بأسماء متعددة، كان له جواز سفر باسميَنِ مختلفين أصدرهما بصورة رسمية من دائرة الجوازات العامة وبوساطة من شخصيات سياسية كبيرة، استطاع أن يستحوذ على مشروع "تكسي بغداد".
وفازت شركة بيرق الأمير، برخصة استثمارية لتشغيل مشروع "تكسي بغداد".
*سرقة 107 مليارات دينار بصفقة واحدة
ورغم كل هذا الفساد والاستهتار بأموال الدولة إلا أن عمار فرحان لم يتوقف عند ذلك، بل لجأ الى صفقات فساد أخرى بينها سرقة 107 مليارات دينار من معرض بغداد الدولي بمساعدة صلاح عبد الرزاق عندما تسلم منصب محافظ بغداد وابن شقيق عبد الرزاق المدعو حسين الربيعي الملقب بـ(أبو سجاد)، بعدما قدم لهما الكومنشات الخاصة بذلك.
حيث كشفت مصادر مطلعة، أن "الفاسد عمار فرحان قام بتأهيل معرض بغداد الدولي خلال فترة تولي صلاح عبد الرزاق منصب محافظ بغداد بمساعدة ابن شقيقه أبو سجاد"، مبينا أن "رسوم عقد التأهيل لفرحان جاءت بعد دفع عمولات للسيد المحافظ ومنح ابن شقيقه حصته من ذلك".
وأضاف، أن "كُلف التأهيل بلغت 130 مليار دينار، بينما أكد مختصون في هذا الجانب أن تأهيل المعرض لا يكلف أكثر من 23 مليار دينار"، موضحا أن "فرحان وضع بجيبه خلال هذه الصفقة 107 مليارات دينار".
*فساد تأهيل معرض بغداد
من جانبه، كشف المدون على مواقع التواصل الاجتماعي سليم الحسني، عمّا أسماه "صفقات سرقة"، تتعلق بمحافظ بغداد الأسبق صلاح عبد الرزاق وعمار فرحان الحمداني وابن شقيق المحافظ حسين الربيعي (أبو سجاد).
وقال الحسني عبر صفحته في فيسبوك، إن "هذا ما حصل بالفعل في معرض بغداد الدولي، وصفقات السرقة التي تمت فيه بتقاسم الأموال بين مدير المعرض (صادق حسين سلطان/ أبو مريم) ومحافظ بغداد الأسبق (صلاح عبد الرزاق) إضافة الى عمار فرحان وأبو سجاد".
وأوضح، "اتفق هؤلاء على إضافة مساحات وهمية على قاعات معرض بغداد الدولي التي يُراد تأهيلها، وذلك لتحقيق المزيد من السرقات ضمن صفقات وعقود فاسدة من الأساس".
*مساومته لطلاب الجامعة بـ25 ألف دينار !
وبحسب معلومات مؤكدة فإن عمار الحمداني كان يشغل منصب رئيس اتحاد الطلبة في كلية المنصور الجامعة، وكان يساوم الطلبة بشأن تغيبهم عن المحاضرات مقابل 25 ألف دينار. حيث كان طلبة الكلية ينادونه باسم "راشي" في كناية واضحة إلى كونه مُرتشياً حقيقياً.