غايته "الولاية الثانية".. الكاظمي الى واشنطن في رحلة ليست مخصصة له!
انفوبلس/..
يحزم رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، أمتعته استعدادًا لرحلة لم تكن مخصصة له من الأساس، إلى مدينة نيويورك الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة نهاية الشهر الحالي.
وكان من المفترض أن يُمثّل العراق في هذه الاجتماعات، رئيس الجمهورية برهم صالح، إلا أن محاولات الكاظمي لفرض نفسه “وسيطًا”، جعلته يُعجّل في طلب الذهاب إلى نيويورك بدلًا من صالح.
وتأتي مساعي الكاظمي هذه، في الوقت الذي يطمح فيه لحصد تأييد إقليمي ودولي، لمنحه ولاية ثانية في المنصب التنفيذي الأعلى، الذي يعد وفق التقسيمات المكوناتية التي حددها الدستور، استحقاقًا شيعيًا يُمنح للكتلة السياسية التي تُمثّل المكون الاجتماعي الأكبر في العراق.
ووفقًا لمصادر سياسية، فإن الكاظمي يسعى لزج الأزمة السياسية العراقية داخل المحفل الدولي المهم، وذلك بغية عرض نفسه وسيطًا بزعم إنهاء التصدع السياسي، وتقديم تعهدات بعدم تكرار أحداث الخضراء، مقابل إعادة تكليفه برئاسة الحكومة.
وترفض أطراف سياسية عدّة في مقدمتها الإطار التنسيقي، الإبقاء على الكاظمي في رئاسة الوزراء، معللة ذلك بـ”التدهور الكبير” الذي شهده العراق، جراء “الإخفاقات المتكررة” لحكومة تصريف الأعمال.
وإلى جانب “الطمع بالولاية الثانية”، فإن الكاظمي ينوي إجراء مباحثات مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، تخص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فضلًا عن عمل بعثة حلف شمال الأطلسي العسكرية الذي بدأ العام الماضي.
وفي الخامس من كانون الثاني 2020، صوت مجلس النواب خلال جلسة استثنائية، على قرار يُلزم الحكومة بالعمل على جدولة إخراج القوات الأجنبية من العراق، ومنعها من استخدام أرض البلاد وسمائها ومياهها، لتنفيذ أية أعمال عدائية تجاه دول الجوار الجغرافي.
وجاء القرار في أعقاب تظاهرات مليونية غاضبة، طالبت بـ”طرد الاحتلال” لاسيما بعد عملية الاغتيال الغادرة التي طالت قادة النصر قرب مطار بغداد. وقد تجددت الاحتجاجات العارمة، بعد مرور عام على الفقد الكبير الذي أحدثته الجريمة، إذ نظّم العراقيون بمختلف مذاهبهم وقومياتهم، تظاهرة مليونية غصّت بها ساحة التحرير ومحيطها في الثالث من كانون الثاني 2021، لتعلن بشكل رسمي أن الشهيدين سليماني والمهندس هما رمزان قد خُلِّدا في ضمائر العراقيين رغم أنف الراقصين على دمائهما.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي مؤيد العلي، إن “هناك شبه إجماع سياسي على عدم التجديد للكاظمي في رئاسة الوزراء”، لافتًا إلى أن “الإطار الشيعي لن يسمح ببقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال لفترة أخرى”.
ويضيف العلي أن “العراقيين عانوا خلال فترة حكم الكاظمي أزمات متتالية على مختلف الصعد”، مشيرًا إلى أن “سياسات حكومته تسببت بإفقار وتجويع الآلاف، فضلًا عن تسببه بشرخ سياسي كبير، خلّف تداعيات اجتماعية كادت أن تتحول إلى اقتتال، لولا حكمة العقلاء”.
ومن المقرر أن تحتضن منطقة الحنّانة في محافظة النجف الأشرف، لقاءً خماسيًا يجمع بين زعيم التيار الصدري ووفد يمثله زعيم تحالف الفتح هادي، ورئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الذي يرافقه رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.
وتنعقد الآمال على هذا اللقاء المرتقب الذي قد يُثمر عن نتائج حاسمة، تُفضي إلى إنهاء ملف تشكيل الحكومة والمضي بالاستحقاقات الدستورية، التي ماتزال معطّلة منذ 10 أشهر.
ويُعبّد هذا الحوار، الطريق أمام جلسة البرلمان المرتقبة، التي لو عقدت، سوف تكون مقدمة لإنهاء الانسداد الذي يكاد أن يكون “انفلاتًا سياسيًا”، جراء المناكفات وتصاعد حدتها وانعكاسها على الشارع، حيث من المقرر أن تشهد الجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.