"كاكه حمه".. ظاهرة صوتية في كردستان ضد بغداد واساءات متكررة
انفوبلس/..
أحد الداعين والمركزين على قضية انفصال إقليم كردستان عن العراق، تميز بالعنصرية وعلى صوته كثيراً ضد بغداد، أنه "كاكه حمه".. فمن هوَ؟
اسمه الحقيقي محمد حاجي محمود، وهو رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، وأحد القادة الكبار في قوات البيشمركة بإقليم كردستان.
*مهاجمة المحكمة الاتحادية
لم يكن غريباً على شخص دأب لسانه على صب كيل الكلمات المسيئة تجاه العراق، أن يهاجم أعلى سلطة في البلاد، فبعد قرار المحكمة الاتحادية العليا القاضي بإلغاء قرارات تحويل الأموال إلى كردستان، خرج "كاكه حمه" بتصريح خطير وصف فيه مواقف العراق بـ"المعادية" للكرد.
ويوم أمس الأربعاء، قررت المحكمة الاتحادية العليا "الحكم بعدم صحة القرارات الصادرة من قبل مجلس الوزراء في عامي 2021 و2022" بشأن تحويل الأموال لإقليم كردستان، مضيفة أن "الحكم بات وملزماً للسلطات كافة".
وتعليقا على القرار، دعا رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد حاجي محمود، الكرد إلى الانسحاب من بغداد، "أعتقد أن على الكرد الانسحاب من بغداد وقطع العلاقة معها، وألّا يكون هناك تمثيل عراقي في كردستان بين الكرد وبغداد، لأن ما يقوم به العراق معادٍ للكرد".
لم يكتف "كاكه حمه" بذلك بل حث الكرد "على عدم تسليم أمتهم والكيان السياسي للإقليم تحت رحمة المحكمة العربية التي أصدرت عدداً من القرارات الجائرة ضدهم".
وأخذ بالتمادي أكثر عندما دعا المحكمة العليا في كردستان إلى "إصدار قرار حاسم يقضي بأن المحكمة العربية في بغداد ليست محكمة اتحادية وغير دستورية، ولن يتم تنفيذ أي من قراراتها" في الإقليم.
ومضى يقول "العراق يحتاج إلى محكمة دستورية"، لافتاً إلى أن المحكمة الحالية تأسست بموجب قانون إدارة الدولة المؤقت "ولا تتمتع بالشرعية".
*أساس المشكلة
كان أساس المشكلة هو رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، الذي بدأ بتحويل عدة دفعات بمليارات الدنانير لإقليم كردستان خلال عامي 2021 و2022.
وبموجب الدستور العراقي، من حق حكومة كردستان الحصول على جزء من الميزانية الوطنية. لكن هذا النظام انهار في 2014 حين سيطر الأكراد على حقول النفط الرئيسية في شمال العراق بكركوك من "تنظيم داعش"، وبدأوا في بيع الخام من هناك بشكل مستقل.
*دعوات الانفصال
يعد "حاجي محمود" من أكثر وأبرز الشخصيات الكردية المطالبة بالانفصال، إذ كرر ذلك في عدة مناسبات. إذ قال في منتصف عام 2016، إنه "من الأفضل ألا نضيّع المزيد من الوقت مع بغداد، فالأفضل أن نتحدث مع الدول المجاورة مثل إيران، لأننا إذا أردنا إعلان الاستقلال (الانفصال) أو الكونفدرالية سنكون بحاجة إلى مواقف إيجابية من الدول المجاورة"، على حد قوله. وأضاف في تصريحات صحافية "أرى أنه من الأفضل ألا يضيّع رئيس إقليم كردستان (آنذاك) مسعود البرزاني، الوقت في التحدث إلى المسؤولين العراقيين، لأن لإيران تأثيراً قوياً جداً على القرار السياسي للعراق".
وخلال مشاركته في مؤتمر "استقلال كوردستان" الذي عقد في جامعة دهوك، نهاية عام 2016، قال "كاكه حمه"، إن "السنة حكموا العراق مدة 80 عاماً، والنظام في حينه مارس جميع الأساليب على الشعب الكردي، كاستخدامه القصف الكيماوي والأنفال، والأخوة الشيعة يحكمون العراق منذ 11 عاماً، وقطعوا مؤخراً قوت شعب كوردستان". وأردف: "الشعب الكردي له الحق في إعلان دولته المستقلة.. الاستقلال من حق جميع الشعوب في العالم".
*تلويح عسكري
أخذ "كاكه حمه" يلوح بتحركات عسكرية صوب المناطق "المتنازع عليها"، وذلك بعد مطالبة قيادة عمليات ديالى القوات الكردية المتواجدة هناك بالانسحاب إلى خارج قضاء خانقين.
جاء ذلك في رسالة وجهها الحاج محمود إلى وزارة البيشمركة وحكومة إقليم كردستان بشأن الأوضاع في ذلك القضاء، إذ كتب في تشرين الأول 2022: "على الرغم من الوضع السيء، واختفاء شيرازة الدولة ومرور عام على الانتخابات البرلمانية في العراق إلا أنه لم تتشكل الحكومة لغاية الآن"، مردفا بالقول انه "على الرغم من هذا الوضع السيء إلا أن الحكومة العراقية لم تنس الكرد بعدُ ووزير النفط والمحاكم يخلقون تهديدات ومشاكل لإقليم كردستان كل يوم".
وأضاف أنه "في المناطق المستقطعة يتم طرد الكرد من ممتلكات آبائهم وأجدادهم ومع ذلك فإنه ما يزال موتى ومقابر الكرد في تلك المناطق أكثر من باقي المكونات الأخرى، وكما ترون قد تم أسرهم، والآن جاءوا إلى مدينة خانقين ويتبعون فيها سياسة التعريب ضد الكرد ويهددونهم".
وخاطب حكومة الاقليم ووزارة البيشمركة، "إذا كان لدى الحكومة التزام، فلا يمكنها استخدام القوة، نطلب منكم السماح لقوات الحزب الاشتراكي بالوصول إلى خانقين في غضون ساعات، ولن نسمح للأجانب بتثبيت بساطيلهم السوداء في خانقين"، بحسب تعبيره.