كركوك "تعصي" على السوداني.. بارزاني يُغري العرب والتركمان وطالباني متخوف من اتفاق سرّي
انفوبلس/ تقارير
بعد أكثر من 7 أشهر على الانتخابات المحلية، أخفق مجلس كركوك مجددا، وفشل السوداني بجعله يختار محافظا، انسحب الاتحاد الوطني الكردستاني، وبرزت مخاوف حقيقية لديه من غدر حزب بارزاني له، عبر إغراء العرب والتركمان. لا محافظ لكركوك، ولا توافقات، ولا اتفاقات، هذا ما آلت إليه جلسة الخميس الماضي، فما موقف طالباني؟ ولماذا فشل السوداني في حل العقدة؟ إليك آخر تطورات المشهد السياسي في كركوك وتفاصيل الاتفاق السرّي لبارزاني ومع مَن.
إخفاق الجلسة
أخفق مجلس محافظة كركوك، الخميس الماضي، بعقد أولى جلساته التي دعا إليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بسبب خلافات على صيغة الجلسة بأن تبقى مفتوحة أو مغلقة، وفقاً لما ذكره أعضاء في المجلس.
وشهد محيط مجلس محافظة كركوك، إجراءات أمنية مشددة مع انتشار لعناصر من الشرطة والجيش العراقي بغية تأمين انعقاد أولى جلسات المجلس.
والثلاثاء الماضي، دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأعضاء الفائزين بعضوية مجلس محافظة كركوك إلى عقد الجلسة الأولى للمجلس برئاسة أكبر الأعضاء سناً، يوم الخميس، 11 تموز 2024..
أسباب فشل الانعقاد
وعن أسباب فشل انعقاد الجلسة، قال معاون محافظ كركوك والمخول بإدارة مجلس محافظة كركوك علي حمادي، إن "سبب عدم عقد الجلسة يعود إلى خلاف في صيغة الجلسة هل تكون مغلقة أو تبقى مفتوحة؟".
وأضاف حمادي، "نأمل أن تُعقد الجلسة ويباشر أعضاء مجلس محافظة كركوك بمهام عملهم".
بدوره قال عضو المجموعة العربية رعد صالح، إن "أعضاء المجموعة العربية حضروا ودخلوا الجلسة في الوقت المحدد بالساعة الواحدة حسب ما متفق عليه بعقد جلسة مجلس المحافظة، لكن الاعضاء الكرد من الاتحاد الوطني لم يحضروا الى الجلسة وبقينا جالسين".
وأضاف، إن "عدم وجود اتفاق بين الكتل السياسية تسبب بعدم انعقاد الجلسة التي من المفترض أن تكون أولية ليباشر الأعضاء بعملهم وتتشكل الحكومة المحلية في كركوك".
من جانبه قال عضو المجموعة التركمانية في مجلس محافظة كركوك أحمد رمزي، إن "الأعضاء العرب والتركمان حضروا في الوقت المحدد وفق الدعوة الموجهة من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ولكن هناك اعتراض من أعضاء مجلس المحافظة عن المكون الكردي وتحديداً الاتحاد الوطني الكردستاني، ونعمل على حل الخلاف الموجود لإتمام عقد الجلسة".
بدوره، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس فرعها في كركوك محمد كمال، إن "الأعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني حضروا لعقد الجلسة لغرض مباشرة الاعضاء بعملهم ويكون لهم دور قانوني وتشريعي في إدارة المحافظة".
وأضاف، إن "هناك اعتراضاً من أعضاء مجلس المحافظة عن حزب الاتحاد الوطني على صيغة عقد الجلسة هل ستكون مغلقة أم مفتوحة؟، ونحن نرى بأن انعقاد الجلسة خطوة مهمة لغرض الشروع في إكمال الاتفاق السياسي في تشكيل إدارة المحافظة والخلافات يمكن تجاوزها بعد انعقاد الجلسة".
ماذا جرى؟
رصدت شبكة انفوبلس، ما جرى منذ الساعة الواحدة ظهرا من يوم الخميس الماضي ولغاية المساء، وتبين أن رئيس السن راكان سعيد الجبوري ومعه أعضاء المجموعة العربية والعضوان عن الجبهة التركمانية دخلوا إلى قاعة مجلس المحافظة حيث جلس الجميع في موقعه، فيما خرج بعد ذلك العضوان عن المكون العربي أحمد الحمادي وظاهر العاصي ولم يدخلا بعدها لقاعة الاجتماع.
عقب ذلك، خرج الأعضاء بعد ساعة وعادوا للدخول، ولكن هذا المرة دخل العرب والتركمان وعضو الحزب الديمقراطي في مجلس كركوك شوخان حسيب مع رئيس الفرع الثالث محمد كمال والقيادي في البارتي دلشاد بيروت وانتظروا دخول أعضاء مجلس كركوك عن الاتحاد الوطني، ولكن تلاها خروج جميع الأعضاء في الساعة الثالثة.
وعقد المنسق العام لشؤون المحافظات أحمد عبد الزهرة الفتلاوي اجتماعا مغلقا مع أعضاء مجلس كركوك بحضور العرب والكرد والتركمان لغرض الوصول لاتفاق يرضي جميع الأطراف ويساهم في انعقاد جلسة مجلس المحافظة".
ولغاية الساعة الرابعة من عصر الخميس لم يتواجد أي عضو في قاعة الاجتماعات وغادر أغلب الحاضرين من الشخصيات السياسية والعامة من مكونات كركوك والتي حضرت لمشاهدة إجراءات انعقاد أول جلسة لمجلس محافظة كركوك.
موقف طالباني وحراك حزبه لكبح جماح بارزاني
إلى ذلك، كشف مصدر سياسي مطلع، عن حراك يُجريه الاتحاد الوطني الكردستاني مع الكتل العربية والتركمانية لكبح جماح الديمقراطي الكردستاني في كركوك.
وقال المصدر، إنه “بعد جلسة يوم الخميس فإن الاتحاد الوطني أصبحت لديه خشية من ذهاب الديمقراطي الكردستاني بتحالف مع الكتل العربية والتركمانية وتقاسم المناصب في كركوك”.
وأضاف، إن “زيارة ستجريها كتلة الاتحاد الوطني لممثلي وقادة الكتل العربية والتركمانية، وعلى الأغلب فإن الجميع سيذهب باتجاه تدوير منصب المحافظ، والمناصب الأخرى، لكن الاختلاف الآن بين الديمقراطي والاتحاد، فالأخير يريد حصة الكرد أن يكون محافظا من الاتحاد حصرا، فيما يريد الديمقراطي أن يكون المحافظ كرديا مستقلا”.
وأشار إلى أن “الخلافات ليست داخل البيت الكردي، بل حتى داخل التحالفات العربية، هنالك عدم اتفاق على تسمية المناصب”.
اتفاق سري بين بارزاني والعرب والتركمان
في النهاية، كشف مصدر سياسي، عن اسباب انسحاب الاتحاد الوطني من الجلسة الاولى لمجلس محافظة كركوك.
وقال المصدر، إن الاتحاد انسحب خشية من “غدر” الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال اللجوء لعقد اتفاق سري مع القوى السياسية الاخرى.
وأشار إلى أن “سبب انسحاب الاتحاد الوطني، يعود لخشيته من “غدر” الحزب الديمقراطي الكردستاني واتفاقه مع الأعضاء العرب والتركمان على تقاسم المناصب".
وأضاف المصدر، أن “الاتحاد وخوفاً من هذه الخطوة توجه لتكثيف اجتماعاته مع القوى العربية والتركمانية، للحصول على الضمانات”.