"لا تقدم ولا تؤخر".. الكاظمي يواصل المشاركة في الفعاليات السياسية الخارجية الخالية من المحتوى
انفوبلس/..
بعد مضي قرابة الشهرين على قمة “جدة” التي لم يلتمس العراقيون ثمارها لغاية الآن، بقدر ما دفعوا ثمنها بتقديم تنازلات اقتصادية، وأخرى على حساب السيادة، مازال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مُصرّاً على المشاركة في الفعاليات السياسية الخارجية الخالية من المحتوى، والتي “لا تقدم ولا تؤخر” حسب ما يرى مراقبون للمشهد السياسي العراقي، وآخرها “قمة العلمين” في مصر.
وبالتزامن مع مشاركة الكاظمي في هذه القمة، تعود عاصفة التحذيرات من نتائج تلك القمة على العراق، خصوصاً في ظل مشاركة دول عرفت بمواقفها السلبية إزاء أمن العراق وعلاقاته الخارجية.
وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فأن القمة ستناقش مجموعة من الموضوعات التي تهم المنطقة منها الأمن الاقليمي، والتعاون المشترك، والتشاور في موضوعات عديدة والتكامل الصناعي. وستبحث القمة أيضاً ملفات الطاقة، الاستثمار، والتغيرات المناخية.
كما وتناقش سبل توحيد الجهود والمواقف تُجاه عدد من القضايا الدولية لاسيما القضية الفلسطينية وتحديات الأمن الاقليمي الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية والقضايا التي تواجه الدول العربية حاليا، وفي مقدمتها التوترات في الساحات الفلسطينية والليبية، ودعم السلام في اليمن، وأزمة وتداعيات الملء الثالث لسد النهضة.
وبالحديث، عن ملف الطاقة، أعرب مختصون بالمشهد السياسي عن يأسهم من نتائج هذه القمة في هذا المجال، متسائلين: “ماذا قدمت لنا قمة جدة التي جرى فيها الحديث عن “الطاقة” كي يتم تكرار هذا الملف في قمة القاهرة”؟.
بدوره، ذكر النائب عن تحالف الفتح رفيق الصالحي، بقوله: “اننا لا نعرف ما الفائدة من مشاركة العراق في بعض القمم العربية مع بعض الدول، خصوصاً ان العراق شارك في الكثير من هذه القمم خلال حكومة مصطفى الكاظمي، وعقد الكثير من الاتفاقيات، لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع من تلك الاتفاقيات؟”.
وبيّن الصالحي: “نحن في مجلس النواب وبعد عودة الجلسات في القريب العاجل، سيكون لنا موقف من مشاركة العراق بهكذا قمم، خصوصاً من قبل حكومة تصريف الأعمال، فهي حكومة بلا صلاحيات كاملة ولا يحق لها توقيع أية اتفاقيات دولية”.
وأكد الأستاذ في كلية الاعلام – جامعة بغداد الدكتور علاء مصطفى، في تغريدة له على “تويتر” أن مشاركة الكاظمي في ”قمة العلمين” لا تقدم مكتسبات مادية، ولكنها لا تكلف الحكومة أكثر من أجرة الطائرة، وهي غير مخولة بإبرام الصفقات. أما في الملف الأمني، فقد بيّن مصطفى، أن الحال أكثر تعقيداً كون الدول الـ”4″ تجمعها استراتيجية أمنية إقليمية.
وبدوره، عدَّ المحلل السياسي مؤيد العلي، أن القمة الخماسية التي عُقدت في مصر، تضم أربع دول مُطبِعة مع الكيان الغاصب (البحرين، الامارات، مصر والأردن والدولة الخامسة هي العراق”.
وقال العلي، في تصريح إن هذه القمة لا فائدة منها للعراق بل من ضمن أهدافها جر العراق الى مستنقع التطبيع، واستمرار نهب خيراته وثرواته من خلال إعطاء نفط بأسعار شبه مجانية للأردن، ومشاريع واستثمارات لا جدوى منها لدولة مصر.
وأوضح العلي: “هذه القمة محاولة فاشلة من الكاظمي للحصول على دعم هذه الدول، للبقاء في رئاسة الحكومة، فضلا عن تخوّف هذه الدول من نتائج المباحثات النووية التي قد تأتي في صالح الجمهورية الإسلامية”.