لتحقيق وئام سياسي.. بوادر حلحلة تلوح في الافق تمهيداً لتوافق "السادة والقادة"
انفوبلس/..
انتهى اجتماع القصر الحكومي، الذي عقد أمس الاثنين، بستة مخرجات كان أبرزها الدعوة إلى التهدئة وعدم اللجوء إلى العنف، ورفض مضمون “التسريبات” المتكررة والتأكيد على معالجتها قانونياً، فيما وجه المجتمعون دعوة للتيار الصدري للمشاركة في اللقاءات المرتقبة.
وبحسب البيان الختامي فإن “المجتمعين أكدوا أن تطورات الأوضاع السياسية وما آلت إليه من خلافات تحمّل الجميع المسؤولية الوطنية في حفظ الاستقرار، وحماية البلد من الأزمات، ودعم جهود التهدئة، ومنع التصعيد والعنف، وتبني الحوار الوطني للتوصل إلى حلول، مشددين على ضرورة استمرار جلسات ذلك الحوار”، مبينًا أن “المجتمعين قرروا تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية؛ لتنضيج الرؤى والأفكار المشتركة حول خارطة الطريق للحل الوطني، وتقريب وجهات النظر؛ بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة، وتحقيق متطلباتها بمراجعة قانون الانتخابات، وإعادة النظر في المفوضية”.
وأفاد البيان بأن “المجتمعين أكدوا على تفعيل المؤسسات، والاستحقاقات الدستورية، وجددوا دعوة الإخوة في التيار الصدري للمشاركة في الاجتماعات الفنية والسياسية، ومناقشة كل القضايا الخلافية، والتوصل إلى حلول لها”.
وذكر أيضاً أن “المجتمعين أكدوا على ضرورة تنقية الأجواء بين القوى الوطنية ومن ضمن ذلك منع كل أشكال التصعيد، ورفض الخطابات التي تصدر أو تتسرب وتسبب ضرراً بالعلاقات الأخوية التأريخية، ومعالجتها من خلال السبل القانونية المتاحة، وبما يحفظ كرامة الشعب العراقي، ومشاعره، واستحقاقاته، واحترام الاعتبارات الدينية، والسياسية، والاجتماعية”.
كما شدد المجتمعون، بحسب البيان الختامي، على “ضرورة تحقيق الإصلاح في بنية الدولة العراقية، وتثمين المطالب بمعالجة أي اختلال في أطر العمل السياسي أو الإداري من خلال التشريعات اللازمة، والبرامج الحكومية الفعالة، وبتعاون كل القوى السياسية، وبدعم من شعبنا العزيز، ومن ضمن ذلك مناقشة أسس التعديلات الدستورية، والتمسك بالخيارات الدستورية في كل مراحل الحوار والحل”.
وتأتي جلسة الحوار هذه في خضم أزمة سياسية حادة يشهدها العراق منذ إعلان نتائج الانتخابات المبكّرة قبل 10 أشهر، فيما تطور الخلاف الحاد بين القوى السياسية، ليُعقّد المشهد برمّته.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي صباح العكيلي، إنه “لا بديل عن الحوار في حلحلة الأزمة السياسية الراهنة، لأن الخيار الآخر هو الفوضى التي ستودي بنا إلى المجهول”.
ويضيف العكيلي أن “الوضع السياسي في العراق على المحك وينبغي على الجميع تدارك الأمر، واللجوء إلى حوار واقعي بين الفرقاء لتحقيق وئام سياسي، ونزع فتيل الأزمة”.
جدير بالذكر أن بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن الأوضاع في العراق، تضمن عبارات شديدة اللهجة بسبب الاضطرابات الأخيرة، إلا أنه دعا في الوقت ذاته لضبط النفس وبدء الحوار دون تأخير من أجل تعزيز الإصلاحات في العراق.
وشهد العراق، يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، اشتباكات مسلحة خلفت ضحايا وعددًا كبيرًا من المصابين، عقب اقتحام أنصار التيار الصدري عددا من المقار الحكومية في بغداد، فور إعلان زعيم التيار، مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، وما تلا ذلك من أحداث تسببت باحتدام المشهد الذي تطور إلى محاولة اقتحام مسلحين بوابات المنطقة الخضراء.
وانسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء المحصنة لاحقًا، امتثالًا لتوجيهات زعيم التيار الذي انتقد ما وصفها بـ”الثورة” والعنف الذي تخلل الاحتجاجات.
ونشرت وكالة أنباء “رويترز” تقريرًا لها بعنوان: “كيف أوقف رجل دين يبلغ من العمر 92 عامًا انزلاق العراق مرة أخرى إلى الحرب”.
وجاء في سياق التقرير: “لم يقل آية الله العظمى علي السيستاني شيئًا علنيًا عن الاضطرابات التي اندلعت في شوارع العراق. لكن مسؤولين حكوميين ومطلعين شيعة يقولون إن موقف السيستاني وحده من وراء الكواليس هو الذي أوقف الانهيار”.