لقاء الخنجر والجولاني.. تحالفات الظل تفتح أبواب الخطر على العراق والمنطقة
انفوبلس تكشف الكواليس
لقاء الخنجر والجولاني.. تحالفات الظل تفتح أبواب الخطر على العراق والمنطقة
انفوبلس/..
أثار لقاء رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر وزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط السياسية العراقية، وسط تسريبات تشير إلى انعقاد الاجتماع بعيداً عن علم الحكومة العراقية. ويأتي هذا التطور في ظل تعقيدات المشهد السوري والإقليمي، ليطرح تساؤلات حول الأجندات السياسية لبعض الأطراف العراقية، ودور تركيا في تسهيل مثل هذه اللقاءات.
بحسب تسريبات صحفية، جرى اللقاء بين الخنجر والجولاني بعيداً عن التنسيق مع الحكومة العراقية، التي سبق أن أعلنت عدم تواصلها مع النظام السوري الجديد بشكل مباشر أو غير مباشر. وتزامن الكشف عن هذا الاجتماع مع تصريحات أطلقها الخنجر عبر منصاته الرسمية، عبّر فيها عن دعمه لـ”نهاية حقبة الحكم الديكتاتوري المجرم” في سوريا، واصفاً المرحلة الجديدة بأنها فرصة “للخير والتقدم للشعب السوري الشقيق”.
لكن هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، حيث اعتبرها مراقبون بمثابة تمهيد لتبرير أي علاقة قد تُبنى بين شخصيات عراقية وتنظيمات مصنفة دولياً على أنها إرهابية، مثل هيئة تحرير الشام.
المراقب السياسي هيثم الخزعلي أوضح في حديث صحفي، أن تسريبات لقاء الخنجر والجولاني ليست مستبعدة، مشيراً إلى وجود علاقات “معروفة” بين الطرفين وتركيا.
وقال الخزعلي: “الخنجر ومنذ بداية تقدم هيئة تحرير الشام نحو المحافظات السورية دعا إلى الاعتراف بالأمر الواقع، وهذايعكس ارتباطه الواضح مع أجندات إقليمية”.
وتابع أن الحكومة العراقية ليست على علم بمثل هذه اللقاءات، وهو ما يشكل خرقاً واضحاً للسيادة الوطنية ويهدد الأمن الإقليمي.
في السياق ذاته، شدد النائب المستقل علاء الحيدري على خطورة هذا التطور، مؤكداً أن الجولاني يبقى “عدواً إرهابياً للعراق” تلطخت يداه بدماء الأبرياء العراقيين.
وقال الحيدري: “بعض الفواعل السنية تسعى لتمرير أجندات مشبوهة عبر التواصل مع الجولاني، في محاولة لإعادة صياغةعلاقات غير مسؤولة تهدد الأمن الوطني”. وذهب إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى “قطع العلاقات مع سوريا” إذا بقي الجولاني نشطاً في مناطقها.
وأضاف الحيدري: “دماء العراقيين الذين قتلهم الجولاني ليست رخيصة، ولا يمكن التساهل مع أي شخصية تحاول إعادةتأهيل هذا الإرهابي”.
تركيا في قلب المشهد
يرى محللون أن لقاء الخنجر مع الجولاني، لا يمكن فصله عن الأجندات الإقليمية، خاصةً مع دور تركيا الواضح في دعم هيئة تحرير الشام واحتضان زعيمها أحمد الشرع. ويؤكد المراقبون أن تركيا باتت لاعباً أساسياً في المشهد السوري، وتسعى إلى تعزيز نفوذها عبر دعم شخصيات محسوبة على المعارضة المسلحة، في ظل تراجع نفوذ بعض القوى الأخرى.
هذا الدور التركي يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على الساحة العراقية، خصوصاً أن شخصيات سياسية مثل الخنجر أصبحت محط انتقادات متزايدة لارتباطها الواضح بأنقرة، ما قد يفتح الباب أمام تحالفات غير معلنة تهدد استقرار العراق.
اللقاء الاخير أثار مخاوف من محاولات إعادة “تدوير” شخصيات إرهابية وتصويرها كـ”قادة جدد” يفكرون بعقلية الدولة. إذ يرى البعض أن ظهور تصريحات إيجابية من أطراف سياسية ومدنية عراقية حول الجولاني يأتي ضمن حملة إعلامية وسياسية لشرعنة وجوده إقليمياً.
في هذا الإطار، قال الخزعلي: “التأييد الإعلامي والسياسي لتصريحات الجولاني ليس صدفة، بل يبدو أن هناك خطة لإعادةتأهيله دولياً، ودمجه كطرف فاعل في مستقبل سوريا، على غرار ما حصل مع بعض التنظيمات المسلحة في دول أخرى”.