لقاء فالح الفياض بـ"علي حاتم السليمان" يشعل الرأي العام.. خطأ كبير يتحمله رئيس هيئة الحشد وردود فعل بلهجة "شديدة"
انفوبلس/ تقرير
أثارت زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى محافظة الانبار ولقاؤه "علي حاتم السليمان" المعروف بعدائه للحشد والحكومة، جدلا "واسعا" داخل الأوساط الشعبية والسياسية العراقية، وانتقادات بلهجة "شديدة"، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على اللقاء الجدلي وتداعيته.
زيارة الفياض إلى محافظة الأنبار كانت يوم أمس الجمعة 1 مارس/ آذار 2024، وجاءت للاطلاع على أحوال المقاتلين، تخللها لقاء قائد عمليات الانبار للحشد سعد دواي، وأعقبها زيارة إلى شيوخ العشائر، وهنا بدأت الحكاية، حيث ظهر الفياض وهو يصافح "السليمان" ما تسبب بجدل واسع كون الأخير معروف بعدائه وتهديداته السابقة للحشد والقوات الأمنية.
بعد موجة الضغط الكبير والجدل والانتقادات، انتشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي ليوضح تفاصيل اللقاء ويفنّد وجود أي مخطط للقاء الفياض بالسليمان.
*توضيح من مكتب الفياض
وجاء في بيان قيل إنه صادر من المكتب الإعلامي لرئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ما نصّه، "تداولت بعض الصفحات والقنوات الصفراء في مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مزوراً عن زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الى علي حاتم سليمان بمنزله في الانبار، وفي الحقيقة نريد أن ننوه بأن زيارة الفياض إلى محافظة الأنبار كانت بتوجيه مباشر من قبل دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني ممثلاً عن الحكومة الاتحادية من أجل بحث ومتابعة آخر المستجدات الأمنية في المناطق المحررة حفاظاً على وحدة العراق من المشاريع الداعية الى تمزيق وحدته والتي تُحاك من قبل بعض أعدائه من الداخل خفاءً".
وأضاف البيان أن "بعض الجهات تحاول الإعلان عما يسمى بالإقليم السني هناك، وقد التقى الفياض خلال زيارته بوجهاء وشيوخ عشائر محافظة الأنبار وهذا اللقاء يقع ضمن اللقاءات الطبيعية لتحقيق الانسجام والتعاون لوجهاء هذه المناطق مع الحكومة هناك".
وعن لقائه بالسليمان ذكر مكتب الفياض، أن "الأخير زار منزل الشيخ رعد سليمان وكان موجوداً أثناء الاستقبال المدعو علي حاتم سليمان أحد وجهاء عشيرته ولم يكن مخطط لوجوده أثناء اللقاء، مع العلم كنا وما زلنا مع القضاء العراقي العادل فإذا كان هنالك من يدَّعي أن أحدهم متهم بالإرهاب فليقدم دليل على ذلك".
*نفي لبيان مكتب الفياض
وعقب البيان التوضيحي للمكتب الإعلامي للفياض، أكدت منصات مقربة من إعلام الحشد أنه مزور، وأن مكتب الفياض لم يصدر أي بيان يوضح فيه ملابسات اللقاء لغاية الآن.
واستبعدت تلك المنصات، وجود مخطط للفياض للقاء السليمان، لكن متابعين للمشهد خالفوا رأيها، ورأوا أن الفياض تعمد لقاء السليمان.
يذكر أن الفياض شغل بعض المناصب الحساسة، فقد عيّنه المالكي رئيسا لهيئة الحشد الشعبي (2018-2014)، ومستشارا للأمن الوطني، ووزيرا لوزارة الأمن الوطني.
*ردود فعل نيابية
النائب عن كتلة الصادقون أحمد الموسوي، عبَّر عن غضبه في تغريدة تابعتها شبكة "انفوبلس"، تساءل من خلالها عن كيفية إقناع أبناء الشهداء وأمهاتهم.
الموسوي قال في تغريدته، "من صفاته الغدر والطائفية والبذاءة والقُبح والتحريض على القوات الامنية وخصوصاً الحشد كان من رؤوس الفتنة وعناوينها البارزة انقلب على مَن دعمه وأحسن إليه سابقاً ونتيجة هذه الفتنة آلاف الشهداء وآلاف الجرحى وجيوش من الأيتام والأرامل وأمهات ثكلى كيف تتجاهل كل ذلك وتذهب إليه وتصافحه وما هي المصلحة في ذلك.. هل تقنع أعذاركم أماً فقدت ابنها الوحيد؟ وهل يقبل ذلك أبناء الشهداء! إذا كنتم تعتقدون بأن السياسة ليس فيها صديق وعدو دائم فلا يحق لكم التحدث باسم الحشد ورجاله وتضحياته فالدماء لا تسقط بالتقادم وغير قابلة للمجاملة والكسب الشخصي".
كما طالب النائب على تركي الجمالي، بطرد زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض/ فيما قال إن دماء الشهداء لها شأن وقدر عند الله وتأبى أن يمثلها من يعتاش عليها ويرحب بمن انتهكها.
الجمالي ذكر في تغريدة، "الجدلية القانونية والإنسانية المسكوت عنها لذلك نقول قانوناً هو موظف تجاوز السن القانوني وهي مخالفة على رئيس الوزراء إنهاؤها وهو موظف سخّر كل إمكانيات هيئة الحشد من خلال التعيينات الأخيرة لكسب أصوات الجمهور وهذه مخالفة يجب أن يُحال عليها للنزاهة وخصوصا آخر القوائم بعدد ألف وأربعمائة اسم ولا تنتهي بهذه والانسانية. أكبر الجرائم ارتكبت بيد وتحريض من تحتضنون ومن ترجعونهم اليوم وتلتقون بهم بعد أن تناسيتم وبتعمد الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء الاجهزة الامنية والحشد الشعبي الذي أصبحت وبالصدفة أنت رئيس هيئتهم المجاهدة وأصبحت موارد هذه الهيئة إرث لك ولمن يتملقك. أخیرا إن دماء الشهداء لها شأن وقدر عند الله وتأبى أن يمثلها من يعتاش عليها ويرحب بمن انتهكها".
كما رصدت شبكة "انفوبلس"، أبرز ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الأسئلة التي طُرحت، حيث تطرق بعض المدونين إلى اللقاء أنه مُعَد له مسبقاً، فيما رأى آخرون أن رئيس هيئة الحشد الشعبي "تورط" كونه لم يكن يعلم بوجود السليمان في المضيف.
وعن تناقضات السليمان، اقتبس المدون سعد العبودي تصريحا سابقا له جاء نصه، "الداعم السابق للإرهاب والطائفية علي الحاتم: الحشد الشعبي جاي ينمردون بمناطقنا ويسحبون جثثهم بالعشرات بالمئات"، ثم علّق العبودي بالقول، "علي الحاتم يستقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مضيفه بمدينة الرمادي!".
كما قال المدون أبو علي الديراني، "بعيدا عن الاتهام والتخوين.. نريد تفسيرا لهذا اللقاء الذي جمع رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض "والشيخ !!” علي حاتم السليمان العدو اللدود للحشد الشعبي والجيش العراقي، وتاريخه الداعشي المعروف".
وتساءل، "كيف تم هذا اللقاء الذي أثار موجة من الانتقادات الحادة داخل الشارع العراقي، وفتح بابا للتخوين والتشفي وما الفائدة منه؟، هل هو تنازل من قبل هيئة الحشد من اجل إزالة التوتر الطائفي والمذهبي في العراق؟ أم أن السليمان تنازل عن فكره التكفيري الداعشي؟".
ثم تساءل مدون آخر، "هل اللقاء من أجل توحيد الصف حول الموقف العراقي لإزالة الاحتلال العسكري الامريكي عن العراق؟ ام تثبيت هذا الاحتلال؟"، ثم أعقب تساؤله بتساؤل آخر، “هل اللقاء تم بمباركة الادارة الامريكية ام خلافا لتوجهاتها واهدافها؟".
وطرح مراقبون أسئلة كثيرة حيال هذا اللقاء الذين وصفوه بـ"الصادم" للكثير من المراقبين وأنه بحاجة الى توضيح كامل للرأي العام".
*نُقاد: لا يمكن لمن يمثل هيئة عسكرية لقاء هكذا شخصيات
من جانب آخر، رأى بعض النقّاد، أن لقاء الفياض بالسليمان لم يكن موفقا، وأنه كان على رئيس الهيئة الخروج من المضيف لحظة رؤيته السليمان أو على الأقل عدم مصافحته، وفق بعض الآراء.
وقال الناقد لارسون، "انت تمثل هيئة عسكرية تابعة لرئاسة الوزراء قدم افرادها شهداء وجرحى وسطّر ابطالها أروع الانتصارات على الارهاب السني المتطرف في العراق وركزوا دعائم الدولة العراقية.. مصافحتك للإرهابي الذي قتل وذبح وفجر اتباعه ضحايانا وشهداءنا الشيعة المغدورين هو إهانة لهم وخنجر مغروز في خاصرتهم". وتابع، "من تصافح صافح وانت تمثل رئيس كتلة سياسية او نائب او وزير.. فالسياسة حقيرة وبإمكانك ان تفعل ما تشاء".
من جانبه، رأى المدون حسين فلسطين، أن زيارة الفياض للأنبار ولقاءه السليمان، تأتي لسبب رئيس وهو الحصول على مقاعد انتخابية في منطقة تعتبر رخوة أمنيا، وفق قوله.
وبرز اسم أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان في احتجاجات المحافظات السنية في العراق والتي استمرت منذ عام 2013 حتى اجتياح تنظيم "داعش" لتلك المحافظات عام 2014، كما كان سليمان يهدد سكان العاصمة بغداد بقوة السلاح وبتحالف مع تنظيم "داعش" الإرهابي، أيام صعوده المنصة المشؤومة بمحافظة الأنبار والتي أنتجت خسارة عشرات الآلاف من الضحايا ومئات الكوارث المادية والاقتصادية والأمنية.
وبينما كان السليمان، يرسل تهديداته ويحشد ضد الدولة وسكان المناطق الآمنة في المحافظات الاخرى، كانت رايات "داعش" ترفرف أمامه دون أن يكون له أي موقف.
*السليمان إرهابي
وفي وثيقة حصلت عليها شبكة "انفوبلس"، تظهر صدور أمر قبض من رئاسة محكمة استئناف الأنبار الاتحادية بحق "المتهم علي حاتم سليمان العسافي"، وعدد آخر من المتهمين وفق المادة 4/ إرهاب.
وبحسب الوثيقة، فقد صدر أمر القبض بحقه في العام 2017، نتيجة التحقيقات المستمرة التي أجرتها الأجهزة الامنية، مع القيادات الارهابية حول الشبكات الاجرامية وقياداتها التي ساهمت بدخول التنظيم الارهابي إلى الموصل في السادس من حزيران عام 2014 وارتكابهم المجازر تلو المجازر من سنجار حتى تخوم العاصمة بغداد.
ومنذ أن دخل التنظيم الارهابي وسيطر على ثلثي مساحة العراق، لم يظهر للسليمان أي موقف أو تحشيد لصد خطر الارهاب، بل إنه وقف موقف الداعم لسقوط بغداد، ليتحقق بذلك ما كان يصرخ به يومياً في "منصات الأنبار"، التي غذّت التطرف والارهاب عند آلاف الشباب ممن راحوا ضحية مشروع علي السليمان.