لنهاية "الحزب الواحد".. تحالفات جديدة في الأنبار تصعق "عراب الصفقات" وسط تفاعل شعبي
انفوبلس/..
تحركات سياسية “مكوكية” مستمرة تشهدها محافظة الأنبار لتشكيل تكتلات جديدة هدفها التنافس في سباق الترشح للانتخابات المقبلة، ولتحقيق الهدف الأكبر وهو إعادة رئيس البرلمان وحزب تقدم محمد الحلبوسي الى وضعه الطبيعي ووضع حد لما أسماهُ أهالي الانبار بالنفاق السياسي ومحاولات ركوب “موجة الإعمار” في المحافظة وإعادة أمنها الذي لم يتحقق لولا تضحيات الأبطال من القوات الأمنية والحشد الشعبي.
هذه التحركات، على الرغم من كونها حديثة العهد، إلا أنها تحظى بتأييد جماهيري واسع داخل المحافظات الغربية وفي مقدمتها الانبار التي كان الحلبوسي ولازال يزايد مواطنيها على الأوضاع المستقرة التي تعيشها، حيث انخرط وجهاء من أبناء العشائر الغربية ومختلف الشرائح الاجتماعية الأخرى في المحافظة معلنين ترحيبهم بأي تكتل جديد يسقط هيمنة الوجوه القديمة التي لم تقدم شيئا الى مدينتهم.
وأعرب الأنباريون في وقت سابق، عن ترحيبهم بأي تكتل سياسي يولد من رحم معاناتهم يكون كفيلا بالوقوف بوجه الجهات التي تحاول الاستحواذ على المدينة أو منافستهم في الاقتراع القادم.
واعتبر الناشط الأنباري قطري السمرمد، أمس الاثنين، أن الإعلان المبدئي لانطلاقة تحالف سياسي بمحافظة الانبار تحولٌ جديدٌ للخلاص من هيمنة وتسلط جهة سياسية معينة على مقدرات المحافظة، مشيرا الى أن التحالف ولد من رحم معاناة الأنباريين وبعيدا عن ارتباطه بأي أجندة خارجية أو داخلية.
وقال السمرمد، إن هذا الإعلان يعد نقطة تحول جديدة في مسار المحافظة ومنع حصر قرارها بجهة سياسية محددة، مشيرا الى أن التحالف سيكون الند الكبير لحزب تقدم في أي انتخابات مقبلة وسوف لن يرضخ الى أي مساومات كما اعتاد عليها حزب تقدم.
وهناك ثمة اتهامات يُدانُ فيها الحلبوسي، لعل في مقدمتها تحويل البرلمان الى مؤسسة للصفقات السياسية مُجرِّدًا إياها من دورها النيابي، وكذلك بالنسبة لتقصيره بحق أبناء محافظته حيث كانت له اليد الطولي في التحكم بإدارة ملف الخدمات في المدينة إضافة الى ضياع حقوق الشهداء من أبناء المحافظة بعد أن وعد الأهالي بوقت سابق بحل مشاكلهم.
بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الخفاجي، الى “وجود جهود حثيثة في الانبار خصوصا في المناطق التي حاول الحلبوسي بسط نفوذه فيها”، والى أن “جميع التكتلات السياسية التي هدفها منافسة الحلبوسي أو الإطاحة به سياسيا ستحقق نجاحا باهرا، كون المدينة الغربية تعيش حالة امتعاض شديد من تصرفاته وخداعه طوال فترة ترؤسه للبرلمان وحتى في إدارته للمحافظة”.
وقال الخفاجي، في تصريح صحفي إن “مصير الحلبوسي في الانتخابات لم يبشر بخير بالنسبة له وستكون هناك صدمة للأوساط السياسية والشعبية في حال حصول انتخابات مبكرة”.
وأضاف، أن “الحلبوسي لم يقدم شيئا لمحافظاته، خلال دورته الأولى في البرلمان وكانت حجته هي ـن تلك الدورة تزامنت مع موجة احتجاجات شعبية وتفشي فيروس كورونا وهذان العاملان تسببا بإيقاف عمل البرلمان، وكذلك أن حجته في الفترة الأخيرة هي تعطل البرلمان بسبب التظاهرات القائمة”.
وأشار، الى أنه “إضافة الى ذلك فأن التقاربات السياسية للحلبوسي في الآونة الأخيرة أثارت حفيظة أهل الانبار، وهذا ما أدى الى حالة من النفور والتوجه الى الأحزاب الفتية التي تريد منافسته”.