ماذا فعل الحلبوسي في الأردن؟ انفوبلس تتقصى أسباب الزيارة "السرية" وأبرز مخرجاتها
انفوبلس/ تقارير
بعد ساعات من فشل اجتماع للقوى السنية لبلورة موقف موحد بشأن اختيار مرشح لرئاسة البرلمان متفق عليه من قبل جميع القوى السياسية، طار رئيس البرلمان المعزول محمد الحلبوسي إلى الأردن حيث عمّان مسقط رأس اجتماعاته مناصفةً مع تركيا، لكن اللافت أنه لم يعلن عن تلك الزيارة بشكل رسمي وحاول التكتم عليها قبل أن تكشفها مصادر مطلعة وتُبين فحواها. فماذا كانت مخرجات الزيارة؟ ومَن شارك في الاجتماعات السرية بعمّان؟ انفوبلس أعدَّت تقريرا مفصلا عن كل ذلك وكشفت أبرز ما يخطط له الحلبوسي للظفر بمنصب رئاسة البرلمان.
*زيارة غير معلنة
أمس الأول الخميس، كشف مصدر مسؤول في محافظة الأنبار، بأن الرئيس المعزول محمد الحلبوسي أجرى زيارة غير معلنة إلى الأردن.
وقال المصدر لشبكة انفوبلس، إن "الرئيس المقال محمد الحلبوسي سافر جواً إلى الأردن عبر مطار أربيل للترتيب لعقد اجتماع للقيادات السنية لاختيار مرشح وحيد لرئاسة البرلمان وبرعاية دول إقليمية".
*سبب الزيارة
إما عن سبب الزيارة، فقد أكد المصدر أنها "جاءت بعد ساعات من فشل اجتماع للقوى السنية لبلورة موقف موحد بشأن اختيار مرشح متفق عليه من قبل جميع القوى لرئاسة البرلمان"، مبينًا أن "الزيارة جاءت أيضًا إثر تصاعد حدة الخلافات بين الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر الذي يمتلك علاقات طيبة مع دولتي الأردن وتركيا".
وأشار إلى، أن "الحلبوسي نظَّم العديد من المؤتمرات السياسية والعشائرية المؤيدة لحزبه بموافقة الحكومة الأردنية".
*تحضيرات سرية لاجتماع سُني في الأردن
وفي ذات السياق، كشف مصدر مسؤول في محافظة الانبار، عن وجود تحضيرات غير معلنة وتتسم بالسرية لعقد اجتماع للقوى السياسية السنية في الاردن لانتخاب شخصية وحيدة لرئاسة البرلمان.
وقال المصدر، إن "حراكا سياسيا سنيا يجري على قدم وساق لعقد اجتماع طارئ لقيادات المكون السني في الاردن للاتفاق على شخصية وحيدة لرئاسة البرلمان وسط ضغوطات خارجية للتدخل لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين".
*تدخل أردني - خليجي
وبيّن المصدر، إن "اتخاذ هذه الخطوة جاءت على خلفية تبنّي شخصيات أردنية وأخرى خليجية مبادرة لترطيب الاجواء بين الخصوم فيما اعتبرت شخصيات سياسية عشائرية عقد هذا الاجتماع خارج البلد بأنه محاولة للتدخل بالشأن الداخلي من قبل الدولة المضيِّفة ".
وأضاف المصدر، أن "الأنظار تتجه صوب مخرجات الاجتماع والذي من المرجح عقده في غضون الايام القليلة المقبلة بالتزامن مع استمرار التحضيرات لعقد الاجتماع بحضور شخصيات عشائرية وممثلين من دول الجوار".
*خيانة للوطن
ولفت المصدر إلى، أن "الحلبوسي يمر بظروف صعبه أفقدته النفوذ في معظم المحافظات وجعلت قياداته تتصرف بتخبط وتهور زاد من عزلة الحزب وتدني شعبيته، حيث اتجه نحو اللاعب الخارجي للحصول على مكاسب سياسية"، مؤكدا أن "عددا من الشخصيات الوطنية رفضت المشاركة في الاجتماع ووصفته بأنه يحمل في طياته خيانة للوطن".
وتشير تحركات الحلبوسي أخيرا إلى وجود ترتيبات أخرى بخصوص اختيار رئيس قادم للبرلمان، لاسيما بعد أن كشف مصدر مسؤول في محافظة الأنبار، أنه أجرى زيارة غير معلنة إلى الأردن عبر مطار أربيل للترتيب لعقد اجتماع للقيادات السنية لاختيار مرشح وحيد لرئاسة البرلمان وبرعاية دول إقليمية".
*آخر تطورات أزمة البرلمان
مع خلافات تجاوزت النصف عام، ما زال البرلمان، بلا رئيس في ظل التشتت السني المستمر، وفي خطوة لحل الانسداد السياسي، كشف القيادي في ائتلاف النصر عقيل الرديني، عن حراك تقوده 3 من نخب الإطار التنسيقي لحسم عقدة رئاسة مجلس النواب تتمثل باتفاق الكتل السنية على اسم واحد، فيما أشار إلى أنه في حال لم يحصل ذلك سيكون الخيار بيد النواب دون تدخل القيادات.
ويملك الإطار التنسيقي، التحالف الأكبر داخل مجلس النواب، نحو 140 مقعدا من أصل 329، ما يمنحه ترجيح كفة مرشح على آخر لمنصب رئيس مجلس النواب الشاغر منذ نحو 6 أشهر، ويشغله بالإنابة محسن المندلاوي أحد نواب الإطار التنسيقي.
إذ يقول الرديني، إن "الإطار بإمكانه حسم رئاسة مجلس النواب لكنه لا يريد أن يخل بالتوازنات السياسية فالمنصب تابع للمكون السني"، مبينا، "لكن بالمقابل هناك خلاف سني- سني والواقعية السياسية تفرض محددات تجعله ينتظر أن تتوافق القوى السنية إلى خيارَين لا ثالث لهما وهو إما أن تنسحب شخصية من سباق التنافس أو يتم التوافق على مرشح وحيد ليتم طرحه".