"مايكل روبن" يهاجم مسرور بارزاني بقوة ويكشف أكاذيبه.. هل يعبّر عن سياسة معينة في واشنطن؟
انفوبلس/ تقرير
تستمر هجمات الباحث الأمريكي المختص بالشأن الكردي مايكل روبن، لرئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في الآونة الأخيرة، حيث نشر تقريرين في موقع اي كورد ديلي بظرف أسبوع فقط، واصفاً بارزاني بأنه يحاول السير على خطى ديكتاتوريات صدام وعيدي أمين بالترويج لبطولاته وحكمته "الزائفة".
مايكل روبن باحث مقيم في معهد امريكان انتربرايز (AEI)، ومحاضر كبير في كلية الدراسات العليا البحرية. كان يعمل سابقا بمنصب مسؤول في وزارة الدفاع ، حيث تعامل مع قضايا الشرق الأوسط .
مسرور بارزاني يتبع خطى صدام وعيدي أمين للترويج لبطولاته الزائفة
وفي التقرير الأول والذي نشره روبن بموقع اي كورد ديلي، الأحد الماضي 13 آب/ أغسطس 2023، يقول إن نجل مسعود بارزاني يحاول السير على خطى ديكتاتوريات صدام وعيدي أمين بالترويج لبطولاته وحكمته الزائفة بإنتاج فيلم سينمائي يتحدث عن حياته وحياة العائلة البارزانية الحاكمة.
ويذكر روبن في التقرير الذي ترجمته "انفوبلس"، أن "العديد من الديكتاتوريات التي حكمت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أنتجت أفلاماً واستعرضت نفسها بقوافل من السيارات أكبر من التي تُقِلُّ قادة الولايات المتحدة وأوروبا بكثير لبناء أساطير زائفة ومجْدٍ شخصيّ لا قيمة له لصنع أسطورة تسدّ خوفهم النفسي من السقوط بسبب قصورهم الواضح، ففي عام 1974 كلّف الديكتاتور الأوغندي وآكل لحوم البشر عيدي أمين دادا المخرج السويسري باربيت شرودر بإنتاج فيلم وثائقي بعنوان "الجنرال عيدي أمين دادا: صورة ذاتية"، وهو نسخة أقصر بثّها في جميع أنحاء أوغندا، ونسخة أطول قام شرودر ببثّها. قُدِّمت في مهرجان كان السينمائي".
وكان حُكم عيدي أمين معروفا بانتهاك حقوق الإنسان والقمع السياسي والتمييز العنصري، والإعدامات غير القانونية وطرد الآسيويين من أوغندا. أعداد القتلى وقت حكمه كانت غير معروفة. لكن تقديرات المراقبين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان أكدت أن الأعداد تراوحت ما بين 100.000 إلى 500.000 قتيل.
وفي عام 1980 قام صدام سفاح الشوارع السابق بتكليف المخرج تيرنس يونغ مخرج النسخ الأولى الشهيرة من جيمس بوند بإخراج فيلم يدعى " الأيام الطويلة " لإبراز دوره في محاولة اغتيال الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم عام 1959 حيث ظهر وهو يطلق النار مبكرا قبل بداية العملية مما تسبب في إفسادها، وفقاً للتقرير.
ويتابع التقرير، "اليوم يبدو أن مسرور بارزاني يتابع هذه الخرافة حيث انتشرت اللوحات الإعلانية الملصقة بوجه مسرور والكلمة الكردية خوراجر "مرن" للترويج لفيلم وثائقي جديد يبدو أن مسرور قد أنتجه للدعاية لنفسه".
مسرور لا يستطيع الهرب من حقيقتين أولهما أن والده كان خائناً وعميلاً في تحالف مع صدام
ويوضح، أن "مسرور قد يطعن في منافسيه من عائلة طالباني لكنه لا يستطيع الهرب من حقيقتين أولهما أن والده كان خائنا وعميلا دخل في تحالف مع صدام عام 1996 لهزيمة الطالبانيين، والثانية فإن إقطاعية الأُسرة لم تفُز أبدًا بأي نصر دون دعم خارجي، سواء كان من قبل الشاه الإيراني أو صدام أو مؤخرًا رجب طيب أردوغان في تركيا، وحتى القتال المزعوم ضد داعش فقد انتصر الحشد الشعبي العراقي في المعارك بعد هروب البيشمركة بقيادة بارزاني في البداية وترك الإيزيديين لمصيرهم المؤلم".
ويشير التقرير الى أنه "من الغريب حقا أن تضع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية كل بيضها في سلة بارزاني، فليس من المستبعد أن مسرور سيدعو مجموعة فاغنر الروسية إلى كردستان العراق بسهولة إذا كان ذلك يعني ترسيخ سلطته وتأمين الثروة التي اختلستها العائلة من أموال نفط شعب الإقليم المغلوب على أمره".
ويكشف أنه قد يعتقد مسرور أن فيلمًا يسلّط الضوء على حكمته وحنكته السياسية سيحسّن صورته، لكن من المحتمل أنه يعرف أنه لا يحظى بشعبية، حيث رواتب الأكراد لا تزال غير مدفوعة، ويعاني الأكراد من حرارة "قياسية" بدون كهرباء ثابتة، أما الأنوار لا تنطفئ في قصر بارزاني ولا يوجد أي نقص في المياه بحمامات السباحة الخاصة به.
مايكل روبن يُشبِّه "مسرور بارزاني" بـ"رجال عصابات"
وفي تقرير ثانٍ، نشره مايكل روبن بموقع اي كورد ديلي أيضاً، أمس السبت، 19 آب/ أغسطس 2023، يقول إن كردستان ليست آمنة ولا مستقرة كما يعتقد رئيس الوزراء الإقليمي والوريث الواضح لعائلة بارزاني القوية، ويساهم سوء الإدارة والفساد في حدوث ركود اقتصادي.
ويضيف روبن في التقرير الذي ترجمته "انفوبلس"، "يجب أن يقلق مسرور بارزاني، فكردستان العراق ليست آمنة ولا مستقرة كما يعتقد رئيس الوزراء الإقليمي والوريث الواضح لعائلة بارزاني القوية. يساهم سوء الإدارة والفساد في حدوث ركود اقتصادي، وستتعثر استراتيجيته القديمة في شراء الأصدقاء مع نفاد الأموال".
ويردف، "في الأسابيع الأخيرة، حاول مسرور تعزيز أوراق اعتماده وسُمعته بين الأكراد العاديين من خلال فيلم يذكِّرنا بالجهود الدعائية لرجال مثل صدام حسين وعيدي أمين، وعند سؤال من عدد من الدبلوماسيين وقادة المجتمع المدني الكردي والطلاب وبعض المسؤولين من حزب بارزاني تقييم حكمه. النتائج لم تكن جميلة
ويكمل التقرير، أنه "بينما اعترف المسؤولون الأجانب بأن مسرور يتمتع بمزيد من السلطة، إلا أنهم يفضلون التعامل مع ابن عمه نيجيرفان بارزاني، ذلك أن التفاوض مع نيجيرفان يشبه العمل مع ويليام "بوس" رجل السياسة في القرن التاسع عشر، أما التعامل مع مسرور يشبه العمل مع رجل العصابات في نيويورك قد يكون كلاهما فاسداً، لكنهما يختلفان في الاحتراف والتنفيذ".
مسرور يقول عبر حسابه على تويتر، إنه "يبني كردستان أقوى" ومع ذلك، فإن الإجماع الساحق هو أن مسرور قد فشل، فقد تسببت مساعيه لإجراء استفتاء على الاستقلال في خسارة الحكومة الكردية للأراضي لصالح الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك بعض أكثر الحقول المُربحة في شمالي العراق ورفض عرض البيت الأبيض لدعم الاستفتاء مقابل تأجيله لمدة عامين لكنه لم يفعل، لو لم يتصرف بتهور، لكانت كردستان العراق مستقلة اليوم. بحسب ما زعم التقرير.
إذا كان مسرور يصدق دعايته الخاصة، فلن يحتاج إلى الخوف من الصحفيين الإقليميين، إنه مرعوب من الحقيقة، ولذلك يسجنهم
ويقول التقرير، إن "الحزب الديمقراطي الكردستاني في أضعف موقع له في بغداد منذ عام 1975". موضحا، إن "الفساد طالما كان سيئا في كردستان العراق، وربما أسوأ منه في بقية العراق، لكنه وصل إلى مستويات جديدة وبدلاً من بناء دبي جديدة، يقوم مسرور الآن ببناء إريتريا جديدة، فالشباب الأكراد، وكثير منهم من المتعلمين تعليماً عالياً ولكنهم غير قادرين على إيجاد مكان في نظام فاسد، يخاطرون بحياتهم أمام المتاجرين بالبشر من أجل الفرار إلى أوروبا، ومات كثير منهم في طريقهم. إذا كان مسرور يصدق دعايته الخاصة، فلن يحتاج إلى الخوف من الصحفيين الإقليميين، إنه مرعوب من الحقيقة، ولذلك يسجنهم".
ووفقاً للتقرير، فإن "البيشمركة في أضعف حالاتها وبينما يتفاخر مسرور الآن بهزيمة "داعش"، قامت الفصائل الشيعية بالفعل بتحرير المدن".