محافظ الأنبار يقلب الطاولة على الحلبوسي.. والخلاف يفسح الطريق أمام أبو ريشة لزعامة المكوّن السني
انفوبلس/...
مع إعلان انشقاق رئيس تحالف السيادة في محافظة ديالى رعد الدهلكي عن تحالف تقدم، وتشكيله تحالفاً جديداً، اشتعلت النار في كامل البيت السُّني لتصل إلى مركز رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وسط توقعات بسقوطه وانهيار كفّته السياسية، بالتزامن مع استعداد قوى وشخصيات سنيّة أبرزها محافظ نينوى نجم الجبوري، للإعلان عن حزبه والانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة لإعادة إحياء مشروع حزبه تحت مسمى "التعاون الوطني".
الدهلكي يتهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بالتفرّد بالقرار والعمل على تدمير المشروع السياسي السّني وإنهاء استحقاقات المحافظات المحرّرة، معبّراً عن أسفه لعدم تقييم الجهود التي بُذلت من أجل هذه المحافظة، مشيراً إلى أن محافظة ديالى لم تُنصف بل كان من يدّعي الدفاع عن حقوقها من قادة السيادة أكثر قسوة من المنافسين داخل وخارج المحافظة.
وأشار الدهلكي، إلى أن "التفرّد ودكتاتورية القرار السياسي داخل حزب تقدم الذي انعكس سلبا على قرارات تحالف السيادة وأن سلب استحقاقات ديالى والزهد والتبرع باستحقاق السنّة المكتسبة حسب التوازن منذ عشرات السنين من قبل المتفرّد بالقرار".
انسحاب الدهلكي أماط اللثام عن حجم الخلافات العميقة داخل التحالف والتي تصاعدت في الأشهر الأخيرة خاصة مع خسارة التحالف لجميع المناصب التي كانت من حصّته ضمن محافظة ديالى، حيث إن ثلاثة من نواب السيادة عن ديالى يقتربون من إعلان الانسحاب من التحالف في خطوة أخرى تشكل صدمة أخرى وتهدد بانهياره خاصة مع تفاقم المشاكل الداخلية مع بقية نواب المحافظات.
ليث الدليمي.. الضربة الموجعة
وكان النائب عن محافظة بغداد، ليث الدليمي، قد أعلن الانشقاق رسمياً عن الحلبوسي في ضربة وُصِفت بالموجعة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما شرع محافظ الانبار علي فرحان، بمحادثات مع تحالف الانبار وقيادات سياسية من أجل خوض الانتخابات تحت ظل حزبه التعاون الوطني بدلا عن تقدم.
وجاءت خطوة محافظ الانبار بخوض الانتخابات مع حزبه (التعاون الوطني) بدلا عن (تقدم) استباقية من قبله خشية من استحواذ مقرب من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على المحافظة، خلال الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات المقبلة، وتكليفه كمحافظ لها لاستكمال الاستحواذ على مقدّرات المحافظة.
ويسعى الحلبوسي لإنهاء الخلاف بأي ثمن، سيما مع إعلان الطريقة النقشبندية (حركة دينية تُهمين على جزء كبير من المكون السني) الانسحاب من تقدم بسبب ما وُصِف بهيمنة الحلبوسي.
ويرى مراقبون، أن الإطاحة بالحلبوسي ستكون بغاية السهولة في حال التزمت التحركات الجديدة بمصداقيتها وجديتها في خدمة المكون السنّي، حيث ستنقلب المعادلة، ونشهد قيادات غير الحلبوسي لقيادة المكون.
ويعود انسحاب محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، من حزب تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لتدخلات الأخير بشؤون المحافظة وهي من خارج صلاحياته مستغلا منصبه كرئيس للبرلمان، فضلا عن غروره وتفرّده بالقرارات ومحاولته الهيمنة على مقدّرات الانبار.
ويتوقع المراقبون، أن انسحاب الدليمي من حزب الحلبوسي بدايةً لانشقاقات أخرى وتأسيس تحالفات جديدة مناهضة لسياسات الحلبوسي بالتفرد بالقرار السنّي والتدخل بشؤون محافظة الانبار وكأنها ضيعة تابعة له ولعائلته وعشيرته.
وكانت عدد قيادات المكون السني قد أعلنت في وقت سابق عن تشكيل خمسة تحالفات جديدة في مختلف المحافظات، فضلا عن الانشقاقات التي أعلنها بعض النواب من التحالف السيادة في هذه الفترة وآخرها، النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي.
الحلبوسي يسرق جهود إعمار الأنبار
من جانبه، عبّر مجلس عشائر الانبار المتصدية للإرهاب، عن رفضه لسرقة جهود المحافظ الدكتور علي فرحان الدليمي وتجييرها لمصالح خاصة وخارجية، حيث أكد أنه يرفض رفضاً قاطعاً الإساءة والتجاوز على محافظ الانبار الدكتور علي فرحان الدليمي كونه يمثل أعلى سلطة تنفيذية لأهل الأنبار في المحافل الرسمية كافة، معلناً الوقوف معه ضد كل من يحاول استغلال سلطته لسرقة جهوده بإعمار محافظة الأنبار والمحافظة على النسيج الاجتماعي لها وتجييرها لمصالحه الخاصة وأجنداته الخارجية، معبراً عن أسفه للإجراءات التعسفية وغير الدستورية لمصادرة إرادة بعض نواب المحافظات المحررة من خلال التوقيع على استقالات وأوراق بيضاء من غير تاريخ ليكون إدارة بيد رئيس الحزب التابع له لتنفيذ أجنداته والاستفراد بالسلطة متجاوزاً كل الصلاحيات الممنوحة له حسب الدستور، ومنها الأمر النيابي بإقالة النائب ليث الدليمي.
يُذكر أن النائب السابق مشعان الجبوري، قد كشف في تغريدة له، تفاصيل جلسة خاصة جمعت الحلبوسي وأطراف تحالف تقدم، تخلّلها جدال حول فسح المجال أمام محافظ الانبار علي فرحان بالوصول إلى مركز الحكومة في بغداد، ولقائه بالمسؤولين، مبيناً أنّ الحلبوسي اتهم النائب سالم مطر بتحريض محافظ الأنبار على التمرد والانشقاق عن حزب تقدم، حتى بات له دور في العاصمة بغداد، وتطور المشادة إلى شتائم واشتباك بالأيدي ومحاولات تراشق ببعض الأدوات والأحذية، وقيام رئيس مجلس النواب بالتجاوز على نواب من محافظتي ديالى ونينوى.
سطّام أبو ريشة.. الأصلح لزعامة المكون السنّي
تشير مصادر خاصة الى أن أعضاء فاعلين في القوى السياسية، ترى أن سطّام أبو ريشة، نجل زعيم صحوة الأنبار السابق عبد الستار أبو ريشة، هو الشخصية الأصلح لزعامة القوى السنّية في تحقيق تطلعات الشارع الانباري، بعد افتضاح فساد محمد الحلبوسي وخميس الخنجر في المحافظات السنية، ومشاريعهم الخبيثة ومنها التطبيع والأقلمة، وسقوط الأقنعة الوطنية عنهما وتضييع مصالح المحافظات التي مثّلوها.
ويخوض سطام أبو ريشة، صراعاً مع الحلبوسي بسبب انتقاده لتكميم الأفواه وتسييس القوات الأمنية واستخدامها لصالحه في قمع كل صوت يفضح مخططاته، وفي 28 كانون الأول 2022، نجا سطام عبد الستار أبو ريشة، من محاولة اغتيال فاشلة تعرّض لها على الطريق السريع في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق.
ويخضع الخنجر والحلبوسي بحسب المصادر، لمشروع تركيا في تعزيز حضورها بالمشهد السنّي العراقي، وحصر نشاطهم السياسي بقرارات زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، من خلال إملاءات المسؤول عن الملف العراقي رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، بالإضافة إلى المساعي التركية لضم عدة مناطق في شمالي العراق.