مدرب أفسدت طائفيته إنجازاته.. عودة عدنان حمد إلى البلاد يفتح الملفات القديمة.. هل يُحاسب على مشاركته بمؤتمرات الخيانة؟
انفوبلس..
لغط كبير أثارته عودة المدرب العراقي الأسبق عدنان حمد إلى البلاد بعد أكثر من عقد على مغادرته والسكن في عمان عاصمة الأردن، حيث يُعد المدرب الأكثر جدلاً بتاريخ العراق بسبب تدخله وتداخله في عالم السياسية وتصريحاته المشهورة بطائفيتها منذ سقوط النظام البعثي وحتى فترة قريبة سابقة.
لا ينكر المدافعون عن حمد ومواقفه ولا هو نفسه، تصريحاته الطائفية الخاصة بالسياسية واعتباره نظام عراق نظاماً طائفياً، ولكنهم يحاولون تجميلها عبر تعميمها على جميع الطبقة السياسية بكل أطيافها، لكن واقع المواقف يثبت عكس هذه الادعاءات، ولعل أبرز تلك المواقف هو ظهور حمد في إحدى المؤتمرات الطائفية التي عُقدت في العاصمة الأردنية ومهّدت لوجود داعش في العراق عام 2014، فهو يدّعي أنه رافض لجميع الطبقة السياسية لكنه يجتمع مع أكثر قيادات السنة طائفيةً وتطرفاً بمؤتمر يهدف بشكل صريح لإسقاط النظام السياسي في العراق.
وتتناقض تصريحات حمد عن آخر تاريخ تواجد فيه في العراق، فخلال زيارته الأخيرة أكد أنه لم يزُر البلاد منذ 13 عاماً (أي في عام 2011)، وفي عام 2015 قال إنه محروم من زيارة البلاد منذ 10 سنوات (أي في عام 2005)، وفي تصريحات أخرى يذكر أنه تم منعه من دخول العراق في عام 2008.
وفي الرابع من أيار الجاري، تواجد حمد في قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين، حيث تتواجد عائلته وعشيرته هناك، وقد التقى مع محافظ صلاح الدين بدر محمود فحل.
ونشر حمد عبر حسابه في فيسبوك، مساء الخميس الماضي صورة له وسط مزرعة في محافظة صلاح الدين، وأرفقها بالقول: "يا محلى ترابك وعطرك يا وطن.. في مزرعتي التي زرعتها بيدي قبل 37 سنة في قريتنا في مدينتي سامراء العزيزة بعد غياب لأكثر من 13 عامًا".
زيف ادعاء المنع والحرمان
في تموز من عام 2019، أعلنت الحكومة العراقية، عن عدم وجود أي سند قانوني صريح، يشير لحرمان المدرب عدنان حمد من مزاولة العمل التدريبي في العراق، وذلك ردا على ضجة تحدثت عن فرض عقوبة عليه من قبل الحكومات السابقة بالحرمان من تدريب الأندية والمنتخبات العراقية في جميع الفئات مدى الحياة.
وبحسب الادعاءات، تم حرمان حمد في السادس والعشرين من يونيو لعام 2008، من التدريب في العراق مدى الحياة، نتيجة تحمله خسارة المنتخب العراقي أمام المنتخب القطري بهدف نظيف في المباراة الأخيرة من التصفيات قبل الأخيرة المؤهلة لمونديال كأس العالم 2010.
وأعلن المستشار الرياضي لرئاسة الوزراء العراقي أياد بنيان عبر بيان رسمي عدم وجود أي حرمان بحق المدرب العراقي عدنان حمد.
وجاء في البيان: "يُثار بين الحين والآخر موضوع المدرب العراقي المحترف عدنان حمد، حيث يتردد غلط مشاع، لا سيما في الأوساط الرياضية والاجتماعية عامة، أنه قد تعرض إلى عقوبة الحرمان من التدريب مدى الحياة، وبأنه غير مسموح له بالدخول إلى الأراضي العراقية".
وأكد مستشار رئيس الوزراء العراقي من خلال البيان: "بعد التمحيص والتدقيق تأكد لدينا عدم وجود أي عقوبة رسمية بحق المدرب عدنان حمد، وبحسب ما ورد من كتب من وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم المركزي، وأن أمر العقوبة المشاع في وسائل الإعلام والذي تتداوله الجماهير لا يوجد له سند قانوني صريح".
وفي هذا الإطار يؤكد مجلس الوزراء العراقي، أن "المدرب عدنان حمد كفاءة تدريبية، ويحق له مزاولة العمل التدريبي في وطنه متى ما شاء، وأن حضن هذا الوطن يتسع لجميع أبنائه، وأن رعاية الدولة لأبنائها أمر لا مفر منه أبداً".
قرار 2008
وفي السادس والعشرين من حزيران من عام 2008، أعلن الناطق باسم الهيئة المؤقتة لإدارة الشؤون الرياضية في البلاد، أن الهيئة قررت منع المدرب عدنان حمد من تدريب المنتخبات الوطنية العراقية بكرة القدم مدى الحياة.
وقال جزائر السهلاني في مؤتمر صحفي عُقد بمقر وزارة الشباب والرياضة العراقية ببغداد، إن "الهيئة المؤقتة قررت منع عدنان حمد المدير الفني للمنتخب الوطني الاول من قيادة المنتخبات الكروية العراقية مدى الحياة، لتحمله خسارة الفريق في لقائه امام قطر والخروج من تصفيات مونديال 2010".
وأضاف السهلاني، إن "الهيئة المؤقتة قررت تشكيل لجنة تحقيقية بالتنسيق مع اتحاد الكرة للوقوف على ملابسات خسارة العراق امام قطر، يوم الاحد الماضي، والكشف عن جميع الحقائق التي رافقت مسيرة الفريق قبل لقاء قطر، والاسباب الادارية والفنية التي تقف وراء الخروج".
وعلى الصعيد نفسه أوضح السهلاني، إن قرار حرمان عدنان حمد "لم يتخذ بسبب خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره القطري فقط، بل جاء على خلفية تصريحاته التي تهجم فيها على العملية السياسية في العراق والحكومة العراقية خلال الأيام الماضية"، وقال أن "عدنان حمد أستغل منصبه كمدرب للمنتخب العراقي أسوأ استغلال وبدء بإطلاق تصريحات تشكك في شرعية الحكومة العراقية المنتخبة من قبل جميع مكونات الشعب العراقي" .
وأضاف السهلاني، إن "تصريحات حمد ابتعدت عن العُرف الرياضي المعمول به في الوسط الرياضي العراقي منذ فترة طويلة ولهذا فإن القرار جاء لإعادة الاحترام للرياضية العراقية، وحفظ هيبة الدولة العراقية الجديدة من أية إهانة".
يذكر أن عدنان حمد قال في تصريحات له عقب خسارة المنتخب العراقي في مباراته الحاسمة أمام نظيره القطري، إن "الوجود الأميركي وتدخل الحكومة العراقية في شؤون الرياضة هو السبب في هبوط مستوى الكرة العراقية".
وأضاف، إن "الحكومة العراقية التي جاءت مع القوات الأميركية جلبت التهجير والقتل للشعب العراقي".
وعلى الرغم من تلك التصريحات لكن يبدو أن الحكومة العراقية آنذاك لم تتخذ أي إجراءات فعلية أو قانونية ضد عدنان حمد، واكتفت بإجراءات تأديبية ضده.
سيرة عدنان حمد الرياضية
وُلد حمد في الأول من شهر شباط عام 1961 في مدينة سامراء، محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، وحاصل على البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة بغداد.
ولعب لفريق ناشئة سامراء ثم انتقل لفريق صلاح الدين موسماً واحداً ثم لعب للزوراء عام 1982، وتم استدعاؤه من قبل المدرب اليوغسلافي أبا لتمثيل منتخب شباب العراق.
تم استدعاؤه للمنتخب الوطني أول مرة للمشاركة في بطولة كأس الخليج 1984السابعة في مسقط ولكن فرصته كانت غير سانحة في ذلك الوقت لوجود عمالقة جيل الثمانينيات فلعب مباريات قليلة لمنتخب العراق، وشارك في بطولة كأس العرب 1985 والدورة الرياضية العربية السادسة في المغرب 1985 وتصفيات دورة لوس انجلوس الأولمبية1984 ألعاب أولمبية صيفية 1984.
كان يلعب في خط الهجوم ولعب مع أعرق الفرق العراقية كالطيران (القوة الجوية) والطلبة، قبل أن يعود للزوراء، وختم حياته الرياضية كلاعب ومدرب مع فريقه الأم" سامراء" في الموسم 1992/ 1993 وسجل في ذلك الموسم (33) هدفا.
دخل أول دورة تدريبية سنة 1993 في بغداد والثانية عام 1995 ثم توالت الدورات التدريبية والمعايشات مع الاندية الأوروبية إذ شارك في دورة في ماليزيا وأخرى في هولندا ومعايشة مع الأندية الإيطالية.
وقاد نادي الزوراء في الموسم 1995 / 1996، وأول مهمة تدريبية وطنية له كانت عام 1997 مع منتخب الناشئين، ثم أعلن في شباط فبراير عام 2000 عن تسميته مدربا للمنتخب الوطني المشارك في بطولة غربي آسيا الأولى في عمان وحصل فيها على المركز الثالث بعد الفوز على الأردن 4-1. ثم قاد منتخب الشباب في كأس آسيا للشباب في إيران عام 2000 وفاز بالبطولة ليشارك في نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 سنة في الأرجنتين. ولعب تصفيات كأس العالم 2002 وفي المرحلة الثانية أُقيل من منصبه بعد ثلاث مباريات بسبب سوء النتائج فكان الإخفاق في التأهل.
عاد إلى تدريب منتخب العراق وشارك ببطولة غربي آسيا الثانية في دمشق وفاز ببطولتها. كما قاد منتخب العراق الأولمبي في بطولة أبها بالسعودية عام 2003 في خمس مباريات وفاز باللقب بعد هزيمة المنتخب السنغالي 1- صفر.
قاد المنتخب العراقي في كأس آسيا 2004 بالصين وخرج من دور ربع النهائي.
وأشرف أيضا على المنتخب الأولمبي في تصفيات ونهائيات أولمبياد أثينا عام 2004 وحصل على المركز الرابع في حينها، وهو إنجاز غير مسبوق للكرة العراقية.
عام 2005 شارك مع المنتخب الوطني في خليجي (17) بالدوحة، قبل أن تتم إقالته من منصبه بسبب خروج المنتخب من الجولة الأولى.
التحق حمد بتدريب المنتخب اللبناني، لكنه لم يستمر سوى خمسة أيام فقط لعدم التزام الجانب اللبناني بتوقيع العقد معه ليعود إلى بغداد.
درب نادي الأنصار اللبناني في الموسم 2005/ 2006 وقاده للعديد من الألقاب، ثم نادي الفيصلي الأردني في الموسم 2006/ 2007 وموسم 2007/2008 وقاده إلى المباراة النهائية في بطولتي كأس الاتحاد الآسيوي ودوري أبطال العرب.
عام 2008 تم التعاقد معه لتدريب المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم في جنوب أفريقيا.
وخلال السنوات العشر التي عمل فيها عدنان حمد مدربا للمنتخبات العراقية يكون حمد قد قاد العراق في 14 مناسبة كروية ويمتلك 81 مباراة أشرف فيها على المنتخبات العراقية وتمكن اللاعبون العراقيون من تسجيل 167 هدفا عراقيا تحت قيادته ودخلت الشباك العراقية 102 هدفا. وفاز العراق بإشراف المدرب عدنان حمد في 43 مباراة وخسر 28 مباراة وتعادل في 10 مباريات وكانت أعلى نتيجة حصل عليها العراق تحت إشراف عدنان حمد هي الفوز على النيبال 9- 1 في تصفيات كأس العالم عام 2002 في ملعب الشعب الدولي ببغداد، أما أقسى خسارة تعرض لها العراق تحت إشراف حمد فكانت أمام منتخب شباب البرازيل 1- 6 في نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 سنة في الأرجنتين عام 2001.