مسرور بارزاني يلجأ إلى البيت الأبيض لحل مشكلاته.. هل يستجدي واشنطن ضد المحكمة الاتحادية؟
ماذا عن محاكمته في الولايات المتحدة؟
مسرور بارزاني يلجأ إلى البيت الأبيض لحل مشكلاته.. هل يستجدي واشنطن ضد المحكمة الاتحادية؟
انفوبلس/..
دفعت القرارات التي صدرت من المحكمة الاتحادية بشأن توطين رواتب موظفي كردستان لدى المصارف التابعة للحكومة المركزية في العراق، كذلك قرارها الخاص بانتخابات برلمان الإقليم، دفعت رئيس وزراء كردستان بالتوجه إلى واشنطن لاستجداء تدخل وتعاون من البيت الأبيض، مع ذلك فإن ملف المحاكمة في الولايات المتحدة ما يزال قائماً.
*بارزاني يلقي "المكبوت"
كشف مصدر سياسي مطلع، أمس الاثنين (26 شباط 2024)، عن أبرز الملفات التي سيبحثها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، فيما أشار إلى أنه على رأسها قرارات المحكمة الاتحادية الأخيرة.
وقال المصدر، إن "الزيارة ستبحث ملفات أمنية وعسكرية وأهمها وجود التحالف الدولي على أرض العراق والإقليم بشكل عام".
وأضاف، إن "الزيارة ستبحث حماية أرض الإقليم والتنسيق بين البيشمركة والتحالف الدولي واستمرار الدعم الأمريكي للقوات الكردية، كما أن الزيارة ستبحث وخاصة في اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي ملف توحيد البيشمركة وخاصة قوات 70، وقوات 80 بمؤسسة واحدة".
وأشار إلى، أن "الجانب الآخر من الزيارة سيركز على الخلافات بين بغداد وأربيل والضغط الذي يمارس ضد كردستان ومحاولة تقليل صلاحيات الإقليم".
وعبّرت حكومة الإقليم عن رفضها لقرارات المحكمة الاتحادية العليا الأخيرة والمتعلقة بالحكم بعدم دستورية وإلغاء بعض فقرات قانون انتخابات برلمان كردستان، وكذلك توطين رواتب الموظفين في الاقليم ودفع رواتبهم من بغداد بشكل مباشر، وهو الامر الذي تعتبره حكومة الإقليم "تقويضًا" لكيان وسلطة الإقليم الدستورية.
*قرارات "مقلقة"
واجتمع بارزاني في العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الاثنين 26 شباط (فبراير) 2024، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وجرى خلال الاجتماع، بحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية، وحل القضايا الخلافية بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.
وفي مستهل الاجتماع، أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالمكانة المهمة لإقليم كوردستان كشريك يحظى باهتمام بلاده، مشيراً إلى أن شراكة الولايات المتحدة مع الإقليم مبنية على أسس من القيم والمصالح والتضحيات المشتركة.
كما جدد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على دعم الولايات المتحدة للحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار في إقليم كردستان ككيان اتحادي في إطار العراق.
وعبّر رئيس حكومة كردستان عن امتنانه للولايات المتحدة على دعمها المتواصل للإقليم، وقال: "بصفتنا شريكاً لأمريكا، واجهنا العديد من المراحل الصعبة معاً، ونأمل أن نواجه التحديات الجديدة جنباً إلى جنب".
كذلك شملت محاور الاجتماع نقاشات بشأن حماية أمن إقليم كردستان، وحلّ مشاكل الموازنة، وضمان الحقوق المالية والدستورية لمواطني الاقليم، واحترام النظام الاتحادي والكيان الدستوري للإقليم، وحماية حقوق مكوناته، واستئناف تصدير نفطه، بالإضافة إلى تنفيذ اتفاق سنجار وإخراج الميليشيات من المنطقة، وفق بيان رسمي.
واتفق الجانبان على أن قرارات المحكمة الاتحادية والخطوات المتخذة ضد إقليم كردستان والفيدرالية في العراق تثير القلق، وأنه يجب احترام الكيان الدستوري للإقليم والنظام الاتحادي والمبادئ الديمقراطية في العراق.
*هدف غير معلن
كشف السياسي الكردي المعارض مكي أميدي، عن هدف زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وقال أميدي، إن “زيارة رئيس الاقليم مسرور بارزاني الى الولايات المتحدة الامريكية واللقاء بوزير خارجية امريكا بلينكن كانت حسب طلبه عندما كان في دافوس إذ طلب من سكرتير بلينكن أن يلتقي به في واشنطن وتمت تلبية هذا الطلب له وستكون الزيارة مع بلينكن خارج أضواء الإعلام وقصيرة جدا”.
وأضاف، إن “الذي رافق رئيس الاقليم هو سرور بيداوي وهو ايضا ضمن اللائحة التي قدمت الى المحكمة الفيدرالية في واشنطن والذين استقبلهم رئيس حكومة الاقليم في المطار تريفة عزيز وهي ممثلة حكومة الاقليم في واشنطن وحكمت بامرني مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في امريكا”.
وأردف، إن “الاشخاص المذكورين أعلاه ضمن لائحة الشكوى الذي قدمت الى المحكمة الفيدرالية في واشنطن اي ان الاشخاص الذين كانوا مع مسرور بارزاني هم ثلاثة اسماؤهم موجودة ضمن هذه الشكوى التي قدمت الى المحكمة”.
وتابع أميدي، إن “زيارته هي من أجل حصول الدعم لوقف هذه المحكمة او لعرقلة مجراها ولكن لا يستطيع ذلك لأن القانون والمحاكم في امريكا هي مستقلة وليس لها تأثير سياسي ولديه 10 ايام متبقية ليذهب الى المحكمة ويقدم أوراقه ومن قبل محاميه فزيارته تصب في موضوع الشكوى الذي قُدمت ضده في محاكم امريكا”.
واستدعت المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بتهم متعددة، بما في ذلك إسكات الصحفيين والمعارضين السياسيين في كردستان، حسب تقارير صحفية أمريكية.
وتم منح بارزاني مهلة 21 يومًا للرد على الدعوى وحضور جلسة استماع أمام المحكمة. وقد تم رفع الدعاوى من قبل صندوق ضحايا كردستان، مؤسسة غير ربحية في الولايات المتحدة يمثلها الناشط الكردي ماكي رافاند.
ووصل مسرور بارزاني إلى واشنطن، العاصمة الأمريكية، حيث قيل إنه سيجتمع مع مسؤولين أمريكيين بناءً على دعوة رسمية. الدعوى المقدمة ضده تحمل رقم 1:24-cv-00278 وتشمل متهمين آخرين من عائلته. ويعتبر ماكي رافاند، الناشط الكردي المنفي في ألمانيا، من بين الأشخاص الذين يمثلون صندوق ضحايا كردستان في هذه الدعوى.
تم تقديم الدعوى ضد مسرور بارزاني بتهمة إسكات صحفيين ومعارضين سياسيين في كردستان، وتجاوز القوانين والأعراف الدولية. لكن يجب على بارزاني الحضور أمام المحكمة والرد على التهم الموجهة إليه في زمن محدد.
* الأثر القانوني
استعرض خبير قانوني، الأثرَ المترتب على استدعاء محكمة امريكية رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني بعد اتهامه بـ 25 تهمة أبرزها الفساد والسرقة والقتل والتعاون مع المنظمات الإرهابية.
ويقول الخبير القانوني، جمال الاسدي، إن "التعرض للمحاكم في أي دولة معينة يعرض المتهم الى عقوبات تترتب عليه سواء كانت الولايات المتحدة الامريكية او غيرها بإمكانها اصدار قراراتها في الاحكام المعروضة امامها بعد اثبات الأدلة".
ويضيف الاسدي إن "هناك جرائم ذات طابع دولي لا يستطيع القضاء الامريكي ان يصدر قرارات ضد المتهم الا في حال كان المتهم يحمل جنسيتين عراقية وامريكية او يمتلك اقامة دائمة حينها تستطيع المحاكم الامريكية اصدار قراراتها من العقوبات اثر الدعاوى المرفوعة".
وفي وقت سابق، كتبت صحيفة العربي الجديد، تقريراً جاء في مضمونه، أن "المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا، استدعت في 15 شباط الحالي، رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ومنحته مهلة 21 يوماً للرد على جلسة استماع أمام محكمة مدنية في الولايات المتحدة بعد دعاوى قضائية رفعت ضده ومتهمون اخرون من عائلة بارزاني".
وتابع التقرير أن "قائمة المتهمين تشمل مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، وأقاربه ومساعديه الرئيسيين،" مشيراً الى أن "التهم الموجهة إلى المتهمين، هي (الفظائع، والعنف العشوائي، والحرق العمد، والقتل، ومحاولة القتل، والإبادة الجماعية، والاختطاف، واحتجاز الرهائن، والاختطاف، والتعذيب، والتعاون مع المنظمات الإرهابية، والجرائم المالية)".
ولفت الى أن "التهم تشمل أيضاً (قتل موظف حكومي أمريكي واغتيال الصحفيين الأكراد سردشت عثمان، وودات حسين، وكاوا كرمياني، فضلاً عن إسكات الصحفيين والمعارضين السياسيين وأولئك الذين يمثلون تهديدات محسوسة للمتهمين سياسياً واقتصادياً، والقوة التجارية، ولإخفاء وتسهيل وتوسيع نطاق الأعمال الإجرامية للمدعى عليهم سعياً وراء الثروة غير المشروعة وإيذاء المدعي)".
*ماذا سيحدث لمسرور في حال لم يمثل أمام القضاء الأميركي؟
جاء في الوثيقة القانونية الصادرة عن المحكمة الأميركية بشأن الشكوى، ونشرها على الإنترنت بعض المعارضين الكرد ما نصه: "إذا لم يستجب المتهمون للاستدعاء هذا (مسرور وحاشيته)، ستُصدر المحكمة الاميركية حكمًا على المتهمين بدفع التعويض المطلوب في الشكوى.. يجب كذلك على المتهمين تقديم أي إجابة أو طلب إلى هذه المحكمة".