معضلة جديدة في المحافظات.. كيف باتت اللجان بوابة للصراع في عدد من المجالس المنتخبة حديثا؟ وعلى ماذا استحوذت تصميم؟
انفوبلس/تقارير
تواجه مجالس المحافظات معضلة جديدة تتمثل في تشكيل اللجان داخلها والتي اصبحت بوابة للصراع في عدد من المجالس المنتخبة حديثا وحتى التي سبقتها كالبصرة مثلا، فالمحاصصة وشراء تلك اللجان والتمثيل العشائري بات هو الفيصل في حسم هذه المعضلة. فما اسباب تأخر حسم العديد من اللجان لغاية الآن؟ ولماذا شهد الحسم في البصرة انتقادات وانسحابات عديدة؟ إليك تفاصيل هذا الملف بالكامل.
*البصرة.. حسم بمشاكل وانسحابات
يوم أمس، صوت مجلس محافظة البصرة على اغلب لجانه الدائمة في جلسته الاعتيادية الثامنة .
وقال رئيس مجلس المحافظة خلف البدران خلال مؤتمر صحفي عُقد بعد جلسة التصويت على رئاسة اللجان " عقد مجلس محافظة البصرة الجلسة الاعتيادية الثامنة وكانت المواضيع المهمة التي تضمنتها الجلسة هي التصويت على رئاسة اللجان والتي تم التصويت على أربعة عشر لجنة رئيسية ، و رحلت سبع لجان أخرى الى الجلسة القادمة .
*١٤ لجنة من اصل ٢٠
وبين ان اللجان التي تم التصويت عليها هي :
اللجنة الأمنية برئاسة عقيل الفريجي
لجنة العمل والشؤون الاجتماعية برئاسة حيدر المرياني
لجنة النزاهة برئاسة بيداء مضر
لجنة التطوير والاعمار برئاسة الست سارة الحسيني
اللجنة الأوقاف والشؤون الدينية برئاسة مهند المازني
لجنة الصناعة والكهرباء برئاسة ثائر الصالحي
لجنة التنمية والاستثمار برئاسة أطياف التميمي
اللجنة المالية برئاسة شكر العامري
لجنة الشباب والرياضة برئاسة جعفر الحجاج
لجنة السكن برئاسة سعود عز الدين العلوان
لحنة التربية برئاسة وجدان المالكي
لجنة النقل والمواصلات برئاسة نائل ساكو
لجنة التخطيط برئاسة ا اياد المالكي
لجنة الخدمات برئاسة عماد المطوري
واشار البدران الى ان اللجان التي لم يصوت عليها المجلس ورحلت الى الجلسة المقبلة هي:
(اللجنة القانونية - لجنة حقوق الانشان - لجنة الزراعة - لجنة الثقافة والاعلام والسياحة - لجنة الصحة - لجنة الشهداء والسجناء - لجنة النفط والغاز).
*المنصوري: تحالف تصميم استحوذ على كل اللجان المهمة
وعقب الحسم، انسحب عضو مجلس محافظة البصرة نوفل المنصوري من الجلسة واوضح أن سبب انسحابه هذا جاء بسبب عدم إنصافهم بتسمية اللجان من الجهة المقابلة، حيث أن أعضاء تحالف تصميم أخذوا كل اللجان المهمة وأقصوا المقابل الذي من المفترض أن يكون شريكا لهم بكل شيء.
وقال المنصوري، إن اعضاء تحالف تصميم لم يكونوا منصفين ولم يقيّموا الشريك المقابل بمشاركتنا بالعملية السياسية ومنحونا لجان بسيطة جدا وهم اهتموا بكل اللجان المهمة، مع احترامنا لكل اللجان وكل شخص يعمل بما يستطيع فعله ولكن لكل اختصاص يعمل به.
وبين المنصوري أنه كان مرشحا لرئاسة لجنة الكهرباء والصناعة وكان الترشيح من قبل تصميم الذين أبلغوه بذلك تحديدا من قبل عضو المجلس د. عقيل الفريجي، لكنه تفاجأ على حد تعبيره بأن يتم اختيار العضو ثائر الصالحي لرئاسة تلك اللجنة بعد التصويت عليه داخل الجلسة.
وكان عضوا المجلس نوفل المنصوري وزهراء السلمي قد انسحبا من جلسة تشكيل لجان مجلس محافظة البصرة يوم أمس الاثنين، فيما صوت المجلس على 14 لجنة.
*نينوى.. صراعات لا تقل شأنا عن البصرة
اما في نينوى، فقد أكد نائب رئيس مجلس المحافظة، محمد الجبوري، عدم حسم توزيع اللجان في المجلس، فيما اشار الى ان تغييرات مدراء الاقسام في المجلس ضمن صلاحيات الرئيس.
وقال الجبوري في بيان: إن "لجان المجلس لم تحسم بين الاعضاء حتى الآن، والمفاوضات بين القوى السياسية لا تزال مستمرة".
وأوضح الجبوري ان "الحوارات لازالت مستمرة بين أعضاء المجلس من أجل تقسيم الكتل وتوزيعها".
واشار الجبوري انه "بحسب النظام الداخلي لمجلس المحافظة فإن رئيس المجلس المسؤول عن إدارة المجلس بما فيها الأقسام والشعب بدون تدخل اي كتلة او اعضاء المجلس بما ينسجم وسياسته العامة للادارة"، مبيناً أن هذا الإجراء "لا يحتاج الى قرار او اي مشورة".
ويحتدم الصراع داخل اروقة مجلس محافظة نينوى بين قطبين رئيسيين الاول تحالفات الإطار التنسيقي من جهة، وتحالف نينوى الموحدة من جهة اخرى الذي قاطع جلسة ليلة الخميس الماضي المخصصة لتوزيع اللجان.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى احمد العبد ربه عن نينوى الموحدة الخميس الماضي، ان "تحالفات الاطار التنسيقي تسعى للقفز على حقوقهم"، مشيراً إلى أن "الإطار يسعى للاستحواذ على 14 لجنة من أصل 20 لجنة".
*الديوانية.. محاصصة ومحسوبية
إلى ذلك، يقول الناشط المدني حسام العابدي، إن "مجالس المحافظات عادت وعاد معها المحسوبية والمحاصصة إذا طابت المقدمات صلحت النهايات والمقدمات غير طيبة بسبب المحاصصة المقيتة".
الناشط المدني العابدي، وصف "مجلس محافظة الديوانية بـ"دكاكين إقتصادي" استحوذت على أموال المشاريع الخدمية ومقاولات الخدمة".
يشار إلى أن محافظة الديوانية تعاني من تراجع الواقع الخدمي بجميع قطاعاته وفشل وتلكؤ مشاريع استراتيجية تصل إلى المليارات من الدنانير ومن مختلف الخطط التي تنفذها المحافظة أو الوزارات.
*المياحي: المحاصصة هي العنوان الابرز منذ ٢٠٠٣
من جانبه، يرى المراقب السياسي حسن المياحي، أن "المحاصصة السياسية لا تزال هي العنوان الأبرز منذ سقوط النظام وإلى الآن سواء على مستوى الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية فأن المحاصصة تتدخل حتى في تعيين عامل خدمة في مكتب المدير أو دائرة ما من دوائر الدولة".
ويوضح المياحي، أن "قادة الكتل وما يسمى بالزعماء السياسيين في العراق المتصدين للمشهد السياسي لم يفكروا في بناء البلد وخدمة المواطن بقدر ما يكون تفكريهم بتمويل احزابهم وتقاسم المغانم مع شركائهم في العملية السياسية المبنية على نظام المحاصصة المقيت".
*اسباب تاخير حسم اللجان
بدوره، انتقد عضو في مجلس النواب العراقي، تأخر مجالس المحافظات في تشكيل لجانها، واعتبر ان هذا الأمر لا يعكس ارادة حقيقية لبناء مؤسسات تمثل ابناء المحافظات، فيما أكد قيادي بتجالف الفتح ان تأخير تسمية اللجان يوضح خللا في ادارة مجالس المحافظات.
ولم تنجح غالبية مجالس المحافظات لغاية الآن في تشكيل لجانها، فضلا عن تأخر حسم مناصب المحافظ ورئاسة المجلس في محافظات ديالى وكركوك، وهو أمر ينعكس بالسلب على واقع المدن، لاسيما وان هذه المجالس انقطعت عن العمل لسنوات طوال بعد اندلاع تظاهرات 2019 والتي حملتها مسؤولية تردي الواقع الخدمي.
وقال عضو مجلس النواب عن محافظة النجف، محمد عنوز، ان “حيوية مجالس المحافظات تستمد من حيوية اللجان فيها، واي تأخير سيؤخر عمل المجلس كون هذه اللجان مسؤولة عن تهيئة وتنظيم القرارات”، مبينا ان “مهمة هذه اللجان تقوم على تهيئة المشاريع والقوانين”.
واضاف، ان “التأخير في حسم المحافظين ورؤساء المجالس وكذلك اللجان يعطي انطباعا بان هذه المجالس مازالت تنتج اعضاء واقعين في شرنقة المحاصصة والتقاطعات وعدم وجود وحدة موضوع، من خلال تقديم الخدمة الصحيحة للمواطنين”، لافتا الى ان “من لديه هاجس ورؤية وهدف حقيقي لخدمة المواطنين يفترض به ان لا يتقاطع في استلام هذه اللجنة أو تلك”.
*عنوز: لا كفاءة في اختيار اعضاء اللجان
وتابع عنوز، ان “ما نراه الان هو تجاوز القواعد والأسس الخاصة بتوزيع المناصب حسب الكفائة والاختصاص، وهذا يعني انهم لا يريدون بناء دولة حقيقية ومؤسسات تمثل ابناء المحافظة”.
من جانبه، قال القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي، ان “التاخير في اختيار لجان المحافظات وأخذ دورها يعكس حالة من التلكؤ في ادارة مجالس المحافظات، وهو أمر سينعكس سلبا على الادارات المحلية في المحافظات، لاسيما ان هناك وعود من قبل هؤلاء الاعضاء بانطلاقة جديدة للعمل”.
واشار الى ان “هذه الانطلاقة يجب ان تكون لها اركان وثوابت، ومن اهمها تشكيل اللجان، وبما ان اللجان لم تقر الى الآن ولم تؤخذ دورها في العمل المحلي، بتأكيد هذا ينعكس سلبا على الاداء، وهذا ما لا نطمح اليه”.
وبين الفتلاوي، انه “نطمح بان يكون العمل دؤوب وحقيقي لاسيما وان تردي الخدمات بدأ يتضح بصورة كبيرة”.