ممثلة بارزاني تطالب بحماية القواعد الأميركية.. اعتراف خطير على الملأ ينذر بنوايا مبيتة ضد المركز
انفوبلس/ تقارير
لا يكف الإقليم عن افتعال الأزمات، ولا يكلّ مِن ذلك، فبعد أزمات الرواتب والانتخابات وتصدير النفط، عاد بأزمة جديدة لكنها أشد ضراوة من كلّ ذلك، بعد أن طالبت ممثلة بارزاني بحماية القواعد الأميركية في كردستان وحشّدت بقوة لشراء منظومة صواريخ من واشنطن بمعزل عن بغداد، خطوة فجّرت غضب الأخيرة بعد تأكيد نواب بأن ذلك خارج صلاحيات الإقليم ويهدف إلى حماية تلك القواعد ومقرات الموساد معها. فما تفاصيل القصة؟ وما تداعيات التسليح إن حدث؟
بداية القصة
يوم أمس، اعترفت ممثلة مسعود بارزاني في أمريكا تريفة عزيز بأن "الإقليم بصدد شراء منظومة دفاع جوي لضمان السلام في الشرق الأوسط وحماية المصالح الامريكية في العراق"، بحسب قولها.
وعزيز، كانت قد عُينت في يوليو من العام الماضي من قبل رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، كممثلة جديدة لحكومة الاقليم لدى واشنطن.
وعملت تريفة مؤخرا كمستشارة عليا لبارزاني إضافة الى عملها في القطاعين العام والخاص في أمريكا.
كما كانت تريفة عزيز في تسعينيات القرن الماضي، ممثلة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني في واشنطن.
تحالف النصر: شراء المنظومة خارج صلاحيات الإقليم
وبهذا الصدد، أكد عضو تحالف النصر عقيل الرديني، إنه "لا يحق لإقليم كردستان شراء منظومة دفاع جوي بمعزل عن المركز كونه تحت رعاية الحكومة الاتحادية".
وقال الرديني في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "جميع الأمور الخارجية هي من اختصاص الحكومة العراقية وشراء هذه المنظومة خارج عن صلاحية الإقليم".
وأضاف، إن "هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام لدى الحكومة العراقية ويجب تحذير حكومة الاقليم بعدم تجاوز صلاحياتها". مشيرا الى، أن "الإقليم ما زال يتمرد على الحكومة الاتحادية".
حماية المصالح الأميركية
أما عن تداعيات الخطوة، فقال عضو تحالف النصر، إن "شراء هذه المنظومة من قبل الاقليم سيحمي المصالح الامريكية والصهيونية هناك وستغض البصر عن الاستهدافات التركية المتواصلة".
وأكد، إن "الإقليم و بعد هذه المطالبات انخرط رسميا وأصبح يُحسب على محور أمريكا والكيان الصهيوني؛ لما يقدمه من تسهيلات وحماية لجنودهم ولقواعدهم العسكرية مهددا بذلك الامن القومي العراقي".
انتهاك كبير لسيادة العراق
إلى ذلك، أكد المحلل السياسي هاشم الكندي، أن عملية تسليح اقليم كردستان بمنظومة دفاع جوي هي انتهاك كبير لسيادة العراق.
وقال الكندي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "حكومة إقليم كردستان والديمقراطي الكردستاني مازالوا يقدمون يد العون الى الاحتلال الامريكي عن طريق تعزيز سياستهم الاستعمارية في أرض العراق".
الكندي: هدف المنظومة حماية مقرات الموساد والقواعد الأميركية
إما عن هدف المنظومة، فقال الكندي إنه "يأتي لحماية جميع مقرات الموساد والقواعد العسكرية الامريكية المتواجدة في الاقليم". مجددا التأكيد بأن "هذه المنظومة تشكل خطرا على الامن القومي العراقي".
ويبين، إن "حكومة الاقليم أصبحت متفردة بقراراتها وما زالت تقدم خدمة الى الكيان الصهيوني والاحتلال الامريكي الذين يقتلون أبناء الشعب الفلسطيني كل يوم عن طريق حماية كل جنودهم وموظفيهم".
مدونون: بارزاني شريك في العمليات الإجرامية بغزة
إلى ذلك، قال مدونون، إن "رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني ومن خلال حمايته للمصالح الصهيوـأمريكية، يُعد شريكاً في العمليات الإجرامية التي تستهدف غزة والشعب الفلسطيني وعلى الحكومة التدخل وأن لا يمر هذا الموضوع مرور الكرام كونه ينتهك سيادة العراق".
وأكد هؤلاء المدونون عبر تغريدات على منصة "إكس"، إن "حكومة الإقليم عصبت عينيها عن الخروقات التركية المتكررة، وركزت على استهداف القواعد الأميركية في أربيل حتى وصلت إلى مرحلة تطالب فيها بشراء منظومة دفاع جوي لحماية تلك القواعد".
واستنكروا، الإصرار المتكرر من قبل حكومة كردستان بالتفرد في القرارات وتوقيع اتفاقات بمعزل عن المركز، مطالبين الحكومة الاتحادية بوضع حد لهذه التجاوزات.
تداعيات التسليح إن حدث
أما فيما يخص تداعيات تسليح الإقليم من قبل واشنطن بمنظومة دفاع جوي، فقد حذر البعض من أن خطوة كهذه قد يكون من شأنها تحويل الإقليم إلى ساحة صراع مسلح بالوكالة بين واشنطن وأعدائها.
ونقلت وسائل إعلام عن مايلز كاغينز، المتحدث السابق باسم ما يسمى "قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش" تصريحاً صحافياً، قال فيه إن الولايات المتحدة تسعى لوقف الهجمات الصاروخية على إقليم كردستان، خصوصاً الهجمات الإيرانية، وإنها ستحاول في المرحلة الأولى تخصيص أموال كافية، وفي المرحلة الثانية ستوفر النظام الدفاعي.
بالمقابل، هاجم النائب جاسم الموسوي في تصريحات صحفية تابعتها شبكة انفوبلس، هاجم واشنطن، حيث عدّ ما سمّاه قرار تسليح إقليم كردستان تدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد، قائلاً: "سنعمل على طرح الملف أمام الجهات السياسية العليا، من أجل الخروج بموقف لرفض الاتفاق بين واشنطن والإقليم".
خطوة أُثيرت من قبل ولم تحدث
أما جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة سابقاً، ومستشار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد قلل في تصريح له من قيمة التصريحات الأميركية، قائلاً: "منذ أكثر من 4 سنوات، كان هناك مبلغ كمنحة من أميركا إلى البيشمركة وكانت لدى واشنطن خطط بتزويد كردستان بطائرات استطلاع مُسيَّرة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، وعلى الرغم من موافقة بغداد، لم يتم تسلم هذا السلاح البسيط".
وأضاف: "الحكومة الأميركية لا تتمكن من منح إطلاقة واحدة إلى الإقليم دون موافقة بغداد موافقة مباشرة، من القائد العام للقوات المسلحة، وضمن خطة عامة للتسليح العراقي إلى الآن، نظام الدفاع الجوي العراقي قاصر عن مواجهة التحديات، وغير قادر على رصد دقيق للطائرات والصواريخ الباليستية والمُسيَّرات".