من هو عدنان خير الله؟ قيادي بحزب الحلبوسي ينتحل صفة أمنية ويحضر اجتماعات حساسة في مستشارية الأمن القومي

انفوبلس..
يوم أمس، كشف مصدر أمني في محافظة الانبار عن تنفيذ أمر قبض بحق قيادي بارز في حزب الحلبوسي لانتحاله صفة مستشار محافظ الانبار في مستشارية الأمن القومي، الأمر الذي يعني اطلاعه على معلومات أمنية حساسة ما يولّد شكوكا وتكهنات بأن الجهة التي تقف وراءه هي جماعات تكفيرية.
وقال المصدر، إن "قوة أمنية نفذت أمر قبض صادر من إحدى المحاكم القضائية بحق القيادي في حزب تقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي المدعو عدنان خير الله العيثاوي الموظف في دائرة بلديات الانبار والمنسّب إلى ديوان المحافظة مكتب معاون المحافظ لشؤون البلديات لانتحاله صفة مستشار محافظ الانبار في مستشارية الأمن القومي".
وأضاف، إن "العيثاوي حضر عدة اجتماعات أمنية في بغداد بصفة مستشار محافظ الانبار للأمن القومي". مبينا، إن "العيثاوي اطلع على معلومات أمنية غاية في الخطورة أثناء حضوره الاجتماعات الأمنية وعلى أعلى المستويات، موضحا أن" القوة أحالت العيثاوي إلى جهة الطلب".
وفي النهاية أكد المصدر، إن "مكتب الأمن الوطني في الرمادي تعرض لضغوطات سياسية لمنع تنفيذ أمر إلقاء القبض لحين تسوية قضية العيثاوي وغلقها".
وبحسب الصحفي أزهر شلال الجميلي، فقد "نفذت مديرية إجرام الانبار أمر القبض الصادر بحق المتهم عدنان خيرالله العيثاوي لانتحاله صفة مستشار محافظ الانبار في مستشارية الأمن القومي على إثرها قام محافظ الانبار السابق بتشكيل لجنة تحقيقه ضده وتحريك الدعوى الجزائية ضده لانتحاله صفة مستشار محافظ الانبار ولاسيما هذا يؤثر على سمعة المحافظة من جانب ومن جانب آخر له تبعات سلبية لا سيما فيما يخص الدخول الى اجتماع أمني مهم دون صفة وظيفية أي انتحال صفة وهذا يعاقب عليه القانون العراقي من جانب وقد تصل عقوبتها الى السجن لمدة 5 سنوات إذا كان هذا الانتحال للانتفاع الشخصي وتحقيق مصالح شخصية".
وأضاف، إن "العيثاوي هو أحد سماسرة هادي ارزيج كسار وابنه مصطفى هادي المتهم أيضا بابتزاز المئات من أبناء الرمادي، علما أن مكتب الأمن الوطني في الرمادي كان على اطلاع بهذا الأمر لكن توصيات ارزيج كانت لها (أهمية كبيرة) عند المدير وبلده الرمادي".
ورغم التكتّم الشديد من قبل حزب تقدم ومنصاته الإعلامية، إلا أن مصادر من الأنبار كشفت عن بعض التفاصيل الخاصة بالعيثاوي، فكتب أحد المواطنين، أن عدنان خير الله ينحدر من عائلة فاسدة، حيث إن والده مسؤول في مديرية ماء الأنبار ومتهم بالعديد من ملفات سرقة المال العام.
وكتب آخر، إن العيثاوي شغل منصب "مستشار لجنة الأمن والدفاع في ديوان محافظة الأنبار، الأمر الذي يعني اطلاعه على معلومات أمنية بالغة الحساسية، ولا نستبعد إنه مدفوع من قبل جماعات تكفيرية يدعمها حزب الحلبوسي".
وبسبب هيمنة حزب تقدم على محافظة الأنبار، تتصدر المحافظة قائمة محافظات البلاد بنسب الفساد، حيث قال الناشط السياسي في محافظة الأنبار سيف آل حفتر، في وقت سابق، إن المحافظة تتصدر المحافظات في العراق بالفساد وهدر المال العام لاسيما في زمن "هيمنة حزب تقدم" على الأنبار.
وأوضح آل حفتر، إنه "لا يخفى على الجميع حجم الفساد داخل محافظة الانبار من عام 2018 الى الآن بحسب أرقام وتقارير هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية".
وأشار إلى، أن" الأنبار تصدرت محافظات العراق في الفساد وهدر المال العام في زمن حكم حزب تقدم الذي وبكل أسف استمر بتعيين مديرين أقل كفاءة ومهنية واعتمد على درجة ولائهم للحزب".
وأضاف، أن "الفساد لم يقتصر على المسؤولين الحكوميين فحسب بل عملوا على إشراك المواطنين من خلال تسهيل إجراءات الحصول على تقارير طبية مزورة من خلال تواطؤ مدير تقاعد الأنبار السابق أنس العلواني الذي تسبب بهدر ترليونات الدنانير لأعضاء هذا الحزب تُصرف لهم من خلال هويات تقاعديه لمؤسسة الشهداء والجرحى".
ولفت آل حفتر الى" وجود ملفات فساد أخرى مثل أراضي ناحية الوفاء وتوأمة المشاريع ونسبة 15 بالمئة من المقاولات وغيرها التي يصعب حصرها للأسف الشديد".
وأكمل، إنه "في الوقت الذي تحتاج المحافظة للمزيد من الإعمار والإسكان لأن الآلاف من العوائل بلا مأوى جراء تضرر منازلهم بسبب العمليات العسكرية أثناء التحرير، يتمتع المسؤولون في الحزب الحاكم بڤلل على شواطئ الفرات في الفلوجة والرمادي".
وجدد الناشط السياسي دعوته إلى "هيئة النزاهة للاستمرار بالتحقيق في فساد المسؤولين هناك وأيضاً التحقيق في مصادر تضخم أموال نواب ومسؤولين في الانبار وأولادهم حيث أصبح البعض منهم يمتلكون طائرات خاصة".
وبعد إقالة الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب بجريمة التزوير، أكد السياسي المستقل مهند الراوي، تراجع عمليات الفساد بشكل كبير في محافظة الانبار، وقال إن "الحلبوسي في سنة 2018 عندما كان محافظاً لمدة ستة أشهر، وكان يدير المحافظة عن بُعد وكان نائب المحافظ حينها علي فرحان وهو من يدير الأمور وكان ينفذ ما يطلبه منه الحلبوسي بالحرف الواحد، وهذا ما أكده فرحان بأكثر من لقاء".
وأضاف، إن "هناك تضخماً للفساد بشكل كبير في الانبار منذ 2018، كما أن أغلب مديري الدوائر الرئيسية في المحافظة متهمون بالفساد ومودعون في السجن"، مشيرا الى أن "عمليات ضرب الفساد والفاسدين في الانبار تتم بشكل يومي".
وبينما قال الراوي، إن "هناك حماية بغطاء سياسي بشكل كبير لحماية الفساد والفاسدين"، إلا أنه أضاف: "بعد خروج الحلبوسي من رئاسة البرلمان، وقدوم محمد شياع السوداني على رأس السلطة التنفيذية، وفصل التداخل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بدأ بضرب أوكار الفساد في الانبار".
وختم السياسي المستقل قوله: "قد لا يكون الحلبوسي هو الراعي الأول للفساد في الانبار، لكن ربما يكون هو من يوفر الغطاء السياسي للفاسدين".