"مودة" حج السياسيين والمسؤولين تستفحل.. انفوبلس تحصي أعداد من ذهبوا وتكشف أسماءهم للمرة الأولى
انفوبلس/ تقارير
مع كل موسم جديد للحج، يتكرر سيناريو ذهاب نحو العشرات من أعضاء مجلس النواب، المسؤولين البارزين، ما يسبب ردة فعل شعبية تدين مزاحمة هؤلاء للمواطنين الذين ينتظرون عدة سنوات حتى تأتيهم فرصة الحج، انفوبلس سلطت الضوء على هذا الموضوع وأحصت عدد الذين ذهبوا إلى الحج هذا الموسم من الشرائح أعلاه وأسماء البارزين منهم التي شهدت تصدر وزيرَين ورجال دين في تيار بارز منسحب من العملية السياسية.
أكثر من 1000 مقعد حج وُزعت على الأحزاب السياسية
تقول مصادر مطلعة: إن مكتب السوداني وزع أكثر من ١٠٠٠ مقعد حجّ على أحزاب الإطار التنسيقي كمكرمة حكومية، وقد شملت هذه المكرمة عددا كبيرا من المحللين السياسيين والصحفيين وغيرهم.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى العديد من العراقيين، استياءهم من حصول السياسيين في الحكومة والبرلمان على أعداد ليست قليلة من فرص الحج سنويا، معتبرين ذلك تقسيما آخر في إطار المحاصصة الحزبية والفئوية.
وفي وقت سابق، نفت هيئة الحج والعمرة تخصيصها مقاعد للمسؤولين في الدولة، مؤكدة منحها خصيصا عبر ما يُعرف بحج المجاملة.
وغرد الكثير من العراقيين على تويتر، منتقدين ذهاب هؤلاء السياسيين والنواب لاسيما الفاسدين منهم لأداء مناسك الحج، وقالوا إن الأولوية تتمثل في خفض أجور النقل بالنسبة للحج، وتوفير فرص أكثر للمسنين، والعمل على خدمة المواطن.
من 80 إلى 100 نائب في الحج
من جانبه يؤكد المحلل السياسي مجاشع التميمي، أن "ذهاب النواب والمسؤولين إلى الحج بشكل متكرر ليس بجديد، بل هو أشبه بالعُرف سياسي، وفي كل عام تكون هناك حصة للنواب والمسؤولين وقيادات الأحزاب وعوائلهم وحتى بعض المقربين أو العاملين معهم".
ويبين التميمي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "عدد النواب الذين ذهبوا للحج في العام الحالي يقدر من (80) إلى أكثر من (100) نائب، وأغلب هؤلاء يحصلون على فيزا هدية من السفارة السعودية والتي تعطي الفيز أو فرص الحج لفنانين وصحفيين وغيرهم، ولكن في ذات الوقت فإن هيئة الحج والعمرة تستقطع من حصة العراقيين هذا العدد وتمنحه لبعض النواب والمسؤولين والإعلاميين وغيرهم مع عوائلهم، ويجب أن تكون هناك مساءلة بهذا الخصوص".
ويقول المحلل السياسي: "كنا نتمنى بأن يكون على أقل تقدير تحديد لهذا العدد الكبير من مقاعد الحج التي تُخصص للطبقة السياسية، ورغم أن هيئة الحج والعمرة تتغير رئاستها بشكل متكرر ولكن سياقات عملها لم تتغير بهذا الصدد منذ سنوات طويلة، والأمور ماضية على ذات الوضع، ومجلس النواب يشهد نوعاً من المحاباة ولم يقُم بواجبه الرقابي بخصوص متابعة عمل الهيئة".
آل الصدر يُهيمنون
في عام 2019، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام أحد أعضاء كتلة سائرون التابعة للتيار الصدري، بتقديم طلب للسفير السعودي لدى العراق، من أجل الحصول على 200 مقعد إضافي لأبناء عشيرته.
لكن النائب عن التحالف سلام الشمري، نفى تقديمه طلبا إلى السفير السعودي في العراق (آنذاك) عبد العزيز الشمري، من أجل الحصول على (200) مقعد حج إضافي لأبناء عشيرته.
أسماء لسياسيين ومسؤولين بارزين ذهبوا للحج
شهد موسم الحج الحالي، تضخما في عدد السياسيين والمسؤولين البارزين، إذ ذهب العشرات من هؤلاء لأداء الفريضة غالبيتهم للمرة الثانية والثالثة بل وحتى الرابعة.
وحاولت انفوبلس التواصل مع الجهات المعنية للحصول على قوائم بأسماء تلك الشخصيات لكنها لم تلقَ تعاونا بشأن ذلك، ورغم هذا علمت من مصادرها مجموعة من الأسماء لعل في مقدمتها وزير الصناعة خالد بتال وكذلك وزير الداخلية عبد الأمير الشمري.
كما علمت انفوبلس، أن القيادي البارز في التيار الصدري عون آل نبي ذهب هو الآخر للحج على غرار المسؤولين السياسيين وكذلك الشاعر وليد الخشماني المعروف بأنفاسه الطائفية.
وأيضا، شهد موسم الحج هذا ذهاب صادق مصطفى الصدر، وكذلك مجموعة من رجال الدين في التيار الصدري، وهذا ما يثبت الهيمنة الصدرية آنفة الذكر.
كما ضمت القائمة مجموعة واسعة من المحللين السياسيين والمستشارين أبرزهم حيدر البرزنجي وعماد المسافر، فضلا عن عباس العرداوي.
لم تنتهِ القائمة هنا، فمصادر انفوبلس أكدت أن المرشح البارز لرئاسة مجلس النواب محمود المشهداني ذهب هو الآخر للحج، وكذلك رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
كذلك، ضمت القائمة النائب السابق عبد الأمير التعيبان، وأيضا النائب غريب أحمد والنائب طعمة اللهيبي.
واصلت المصادر كشف اسم تلو آخر لشبكة انفوبلس، وأكدت أن النائب عن تقدم سميعة غلاب هي الأخرى ذهبت للحج، وأيضا النائب علي الموسوي.
وأضافت المصادر، أن النائب عن ائتلاف دولة القانون موحان الساعدي هو الآخر ذهب للحج بذات الطريقة التي ذهب بها هؤلاء، وأيضا شهد هذا الموسم ذهاب كل من النائب حيدر المطيري والنائب أسعد البزوني.
زيارات متكررة
يقول القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر اللامي، إن "النائب يجب أن يأخذ دوره وتحديداً في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ العراق مع وجود الكثير من الأمور المعطلة داخل قبة مجلس النواب منذ أكثر من 6 أشهر، والنائب عليه أن يشعر بالمسؤولية، وهنا نخص بالذكر النواب الذي ذهبوا للحج سابقاً أو يذهبون بشكل دوري إلى الحج".
ويلفت اللامي إلى أن "بعض أعضاء مجلس النواب هم مكلفون واقعاً بالذهاب إلى الحج بشكل سنوي دوري، وهم أعضاء لجنة الأوقاف النيابية وهم يذهبون للاطلاع ومتابعة سير عملية تفويج الحجاج العراقيين ومستوى الخدمات والتسهيلات المقدمة إليهم في موسم الحج ويعد ذلك ضمن مهام اللجنة".
ويشدد القيادي في ائتلاف دولة القانون على أن "ذهاب النائب لمرات متكررة إلى الحج كأن يكون لمرتين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، لا نقول إن فيه إشكالا شرعيا، ولكن من الأولى البقاء من أجل تداول وبحث قوانين وملفات مهمة تنفع العراق بهذه المرحلة الحرجة، خصوصاً أن مجلس النواب يُعد المرتكز الرئيسي للبلاد".