"ميركاتو" ساخن في الأنبار.. أبو ريشة يهاجم "مدّعي المعارضة" ويطالب بطرد الكربولي.. والجغيفي ينتقل لصف الحلبوسي والبقية تنتظر
انفوبلس..
في موقف جديد من الأزمة السياسية في محافظة الأنبار، هاجم الشيخ الأنباري المعارض سطام أبو ريشة قيادات سُنية تسعى لأن تكون بديلة للحلبوسي وهي أكثر منه فسادا، بحسب تعبيره لوصف (تحالف الأنبار الموحد)، وطالب "الأخيار منهم" بتشكيل جبهة معارضة حقيقة وذلك بعد طرد جمال الكربولي من الجبهة الحالية التي تدّعي معارضة رئيس البرلمان.
أبو ريشة كتب في منشور نشره على صفحته في موقع ""X (تويتر سابقا) حيث قال: عندما أشهرنا سيف المعارضة في وجه الحزب الحاكم في الانبار وعارضنا منهجه وسلوكه الذي تُدار به المحافظة، لم تكن لديكم الشجاعة الكافية أن تتكلموا ضدهم بل كنتم كطير النعام واضعين رؤوسكم في الطين، ومن بعدنا نصبّتم أنفسكم معارضة ولم نكن نرغب بأن تكونوا أنتم البدلاء لأنكم أكثر منهم فسادا ومفسدة، خدعتم الأنباريين على أنكم مخلصون وأنتم عبارة عن تشكيلات اقتصادية ليس إلا جاءت لتنمية مشاريعها لا لضرب الفساد كما تزعمون، لذلك نرى انسحابات من تشكيلاتكم لأنكم بدون هدف ولا تسيرون بخطى سياسية واضحة. فلذلك نخاطب الأخيار منهم؛ إذا أردتم أن تسيروا بنهج حقيقي عليكم بطرد جمال الدلي ومن مثله عرّابي الفساد والصفقات المشبوهة وتشكيل جبهة معارضة حقيقية إذا أردتم النجاح، وإلا فلن يكون لكم مقعد واحد في الانبار، وسندافع عن الأنبار منكم ومن غيركم".
موقف الشيخ سطام جاء بعد أشهر من التوترات السياسية في محافظته الأم وذلك بعد اقتراب انتخابات مجالس المحافظات والصراع الكبير بين قيادات المحافظة وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، على مرشحي المحافظة الأوفر حظاً بالفوز بالانتخابات. وبحسب مصادر، فإن ملايين الدولارات يتم إنفاقها خلال الأشهر الأخيرة في محافظة الأنبار لتحديد خريطة المرشحين في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات، ويتربّع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في صدارة قائمة الساسة المنفقين للأموال في تلك المحافظة بهدف سحب المرشحين المهمين من قوائم خصومه وضمّهم لصفّه.
انسحابات تتلاعب بالخريطة الانتخابية
وفي الثامن من شهر آب/ أغسطس الجاري، أعلن المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالفي السيادة والأنبار الموحد والالتحاق بحزب تقدم برئاسة الحلبوسي.
وقال مصدر مطلع، إن "المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي انسحب من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي والتحق بصفوف تقدم".
من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بتقدم.
وقالت محفوظ في منشور عبر الفيسبوك، إنه "لمقتضيات المصلحة العامة ونزولاً لرغبة أهلي وجمهوري في قضاء هيت وناحية كبيسة وقضاء الرطبة، الذين أشاروا إليَّ بالانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والانضمام إلى المشروع الوطني العراقي ضمن صفوف حزب "تقدم" تحت راية وقيادة مهندس البناء والإعمار الرئيس محمد الحلبوسي، لاستكمال مسيرة البناء والإعمار والاستقرار، ومن الله العون والتوفيق".
وبحسب مصادر سياسية، فإن القوى السياسية السُنية في بغداد تنسّق لتوحيد جبهتها سيما النواب المنشقين عن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قبل التوجه الى صناديق الاقتراع وسط فشل واضح للحلبوسي باقتناع أي طرف فاعل بالعاصمة للتحالف معه والتأثير على الجمهور.
محاولات لتحالفات جديدة
وكشفت المصادر أن الحلبوسي قد فشل في إقناع ليث الدليمي الذي أبعده عن عضوية مجلس النواب في الدورة الحالية بإعادة التحالف معه وخوض الانتخابات بقائمة يرأسها الدليمي.
وفي وسط بغداد رفض المنشق الآخر عن حزب تقدم حيدر الملا خوض الانتخابات بقائمة يرأسها الحلبوسي وفضّل دعم تحالف الحسم.
وخلال المدة الماضية تم الإعلان عن تحالف الحسم والذي يضم أغلب القيادات السياسية السُنية والفاعلة فضلا عن انخراط التحالف السُني المعارض الأبرز وهو تحالف الانبار ضمن الحسم ما يزيد من قوة المنافسة السُنية.
ويؤكد أمين عام تيار السياسي الشبابي سيف الدهلكي، أن" صندوق الإعمار استُغل من قبل حزب الحلبوسي في انتخابات 2021 كذراع مالي للتأثير وحصد الأصوات من خلال بوابة السيطرة على مشاريع الإعمار بأشكال متعددة".
وأضاف الدهلكي، أن "الأمر اختلف بعد التغييرات الأخيرة لحكومة السوداني في هرم صندوق الإعمار ما أفقد حزب الحلبوسي أهم أذرعه المالية في المحافظات المحررة ومنها ديالى".
ولفت إلى أن "انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول المقبل ستكون مهمة جدا في إظهار متغيرات جوهرية في البيت السُني من خلال صعود قوى وخسارة قوى أخرى، لافتا الى أن تحالف الحلبوسي ستشكل نتائج الانتخابات بداية النهاية له".
وأضاف، أن "3 أسباب منطقية تدفعنا للتأكيد بأن تقدم سيكون أكبر الخاسرين؛ أبرزها الإخفاق في خلق تحالفات قوية في المحافظات المحررة، بالإضافة الى انحسار التأييد الشعبي بنسبة 80% ، ناهيك عن عدم تحقيق أي وعود أُطلقت في المناطق المحررة والتي شكلت أبرز داعميه في انتخابات 2021".
وأشار الى أن "متغيرات البيت السُني ستكون بنسبة تصل الى 80% في انتخابات كانون الأول متوقعا بروز قوى جديدة على المشهد السياسي بشكل كبير ومنها العزم". ويعاني حزب تقدم الذي يرأسه رئيس مجلس النواب من خلافات عميقة بين أقطابه دفعت الى انسحابات في الأشهر الماضية".
مراقبون أكدوا أن قوة منافسي الحلبوسي ممكن أن تُخرجه خالي الوفاض من الانتخابات المقبلة، وهنا يأتي دور المال السياسي، فبعد عمليات شراء الأصوات المعتادة بدأت عملية شراء المرشحين الأكثر أهمية في محافظة الأنبار، وأصبح الحلبوسي يسحبهم من أحزاب خصومه إلى حزبه ليضمن تمثيلاً كبيراً في مجلس المحافظة بعد الانتخابات المقبلة.
بالمقابل، أقدم القيادي السُني التابع لـ"تحالف الأنبار الموحد" عبد الله الجغيفي بالانسحاب من التحالف والانضمام لتحالف "الأنبار هويتنا" التابع لحزب تقدم برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
الجغيفي نشر على صفحته في "فيسبوك" منشوراً مفاده: أُقسم بربّ العرش أن مشروعنا (تحالف الأنبار) والذي أنا أحد أعمدته الأولى، والذي لا زلت أومن بفكرته بعيداً عن الشخوص، تم بيعه برخيص الثمن وما قادته إلى تجار.
ثم أتبعه بمنشور آخر، ذكر فيه: بعد تآمر الحزب الماسوني ضد حقي الشرعي والقانوني بنزولي كمرشح لتمثيل جمهوري وخدمتهم والذين عملت معهم طيلة 9 سنوات مضت محاولا ذلك الحزب إلغاء ترشيحي من قوائم التحالف الثلاث، أصبحت ملزماً بالانسحاب رسميا من مشرع "تحالف الانبار الموحد"، وكقيادي مؤسس ولا زلت أؤمن بفكرة المشروع بعيدا عن شخوصه والذي احترم عددا منهم عدا ذلك الحزب المعروف بغدره للأسف.
وأضاف: تم ترشيحي رسميا مع "الانبار هويتنا" ومن الله العون والسداد.
يوم الجمعة الماضي، كشفت مصادر مطلعة، عن انسحاب أول مرشح من قائمة محمد الحلبوسي في ديالى.
وقالت المصادر، إن "المرشح في تقدم سعد علي زيدان ال ويس انسحب دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية وراء قراره".
وأضافت، إن "الانسحاب يدلل على وجود خلافات بين أقطاب قائمة الحلبوسي مع دفع بعض القيادات أقرباءهم الى الحراك الانتخابي ودعمهم بشكل قوي". مؤكدة، إن "وضع القائمة صعب في ظل تنافس غير مسبوق في البيت السُني".
وأشارت إلى، أن "حزب الحلبوسي يواجه تنافسا من 4 قوى سُنية صعبة خاصة وأن نفوذه تقلص بنسبة 75% في بعقوبة بسبب الخلافات وعدم الإيفاء بالوعود التي قطعها لجمهوره".