نبيل جاسم يواجه استجوابا نيابيا بسبب ارتكابه مخالفات مالية وإدارية وتجاوز صلاحيات واجباته الوظيفية
انفوبلس..
أعلن عضو اللجنة القانونية النيابية رائد المالكي، صباح اليوم الثلاثاء، الشروع باستجواب رئيس شبكة الإعلام العراقي نبيل جاسم بسبب ارتكابه مخالفات مالية وإدارية.
وبحسب وثائق متداولة في وسائل الإعلام، فإن المالكي كان قد قدم طلباً باستجواب جاسم إلى رئاسة البرلمان بتاريخ 22/8/2023 وتمت الموافقة عليه من قبل لجنة الاستجوابات.
ووفقاً لملخص الاستجواب المرفق مع الطلب، فهنالك موانع قانونية من شغل نبيل جاسم لمنصب رئيس شبكة الإعلام العراقي واستمراره في منصبه، بالإضافة إلى ارتكابه مخالفات مالية وإدارية وتضارب مصالح وتجاوز الصلاحيات وإخلاله بواجباته الوظيفية استنادا لأحكام قانون شبكة الإعلام العراقي رقم 26 لسنة 2015 المعدل وأحكام القوانين الأخرى النافذة.
وكشف المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده في الدائرة الإعلامية بمجلس النواب عن وجود نحو 20 سؤالاً واتهاماً سيوجهون لجاسم أمام المجلس، وذلك بعد جمع تواقيع نواب بالعدد اللازمن لإحالة الاستجواب.
يُعفى ويعود
ويُعد نبيل جاسم الذي تسنّم منصبه خلال حقبة الكاظمي من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، حيث تم إنهاء تكليفه لأكثر من مرة كان آخرها مطلع العام الحالي، حيث قرر مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، إنهاء تكليف نبيل محمد جاسم من مهام رئاسته للشبكة لعدم قناعة المجلس بأدائه وللمخالفات الإدارية.
وقال المجلس في بيان، إنه "عقد جلسته الاعتيادية بحضور رئيس المجلس ونائبه وأعضاء المجلس، لمناقشة عددا من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله".
وأضاف البيان، إن "المجلس استعرض عمل المكاتب الخارجية، كما أوصى المجلس رئيس الشبكة بوضع آلية لتكريم موظفي الشبكة الحاصلين على شهادتي الماجستير والدكتوراه لعام 2022، وتكريم الموظفين المحالين على التقاعد لعامي 2022 و2023".
وبحسب البيان، قرر المجلس إنهاء تكليف رئيس الشبكة نبيل محمد جاسم من مهام رئاسته للشبكة لعدم قناعة المجلس بأدائه وللمخالفات الإدارية والأسباب الواردة في التقرير المرفق،
كما قرر "تكليف عبد الحكيم جاسم شمخي بمهام رئاسة شبكة الإعلام العراقي".
وأوصى المجلس، "رئيس الشبكة الجديد بتقديم تقييما مفصلا بأداء دوائر الشبكة الى مجلس الأمناء في غضون (30) يوما من تأريخ مباشرته، ومعالجة الاسباب الواردة في إقالة رئيس الشبكة السابق في غضون (30) يوما من تأريخ مباشرته".
وبعد صدور قرار الإقالة بساعات قليلة، أصدر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قراراً بنقض الإقالة، حيث وجه باستمرار عمل نبيل جاسم رئيساً لشبكة الإعلام العراقي.
وجاء في وثيقة لمدير مكتب رئيس الوزراء وكالة إحسان ياسين العوادي، "إشارة إلـى قـرار شبكة الإعلام العراقي - مجلـس الأمناء المرقم بالعـدد (م.أ/19/1) المـؤرخ في 2023/1/8 المتضـمن إنهـاء تكليـف الـدكتور نبيـل جـاسـم محمـد مـن مهمـات رئاسة شبكة الإعلام العراقي: -
1. علـى الـرغم مـن أن قــانون شــبكة الإعـلام العراقـي رقـم (26) لسـنة 2015 أجـاز للمجلـس المـذكور إنهـاء خدمـة رئـيس الشـبكة قبـل انتهـاء مـدة ولايتـه، إلا أن ذلـك يكـون فـي حالـة تـوافر أحـد الأسباب المنصوص عليهـا فـي البند (ثانيـاً) من المادة (14) من القانون موضوع البحث.
2. بالنظر لخلـو القـرار مـن أحـد الأسباب المذكورة في الفقرة (1) آنفـاً بحسـب الأوليـات المتوافرة لدينا فيكـون أمـر إنهـاء الخدمـة لا سـنـد لـه مـن القـانون ولا يُعمـل بـه، وجه السيد رئيس مجلس الوزراء استمراركم بمهام عملكم وفق القانون.
شبكة الإعلام العراقي
شبكة الإعلام العراقي، هي مؤسسة إعلامية عراقية تابعة للدولة العراقية، مموَّلة من المال العام، وهي هيئة "مُستقلة" مرتبطة بمجلس النواب العراقي، أُسست عام 2003. كانت مدعومة في بداية تأسيسها من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة. تضم الشبكة الآن، فضائيتي "العراقية العامة" و"العراقية الإخبارية"، بالإضافة إلى صحيفة الصباح ومجلة الشبكة، وإذاعة جمهورية العراق، والقناة التركمانية، والقناة الرياضية، والقناة التعليمية ووكالة الأنباء العراقية "واع" قبل أن يمر العراق بأزمة اقتصادية، كانت الشبكة تضم مؤسسات أكثر من المتوفر الآن، لكنها ألغت عددًا منها.
تعاقب على الشبكة منذ العام 2003 وحتى الآن، كل من أحمد الركابي، الذي يُدير إذاعة دجلة العراقية، وجلال الماشطة، الذي توفي في نيسان/ أبريل عام 2016 وهو في منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو، وحبيب الصدر، الذي عُين قبل سنوات سفيرًا للعراق في دولة الفاتيكان، وحسن الموسوي، وعبد الكريم السوداني، ومحمد عبد الجبار الشبوط، وعلي الشلاه، وهو نائب سابق عن ائتلاف دولة القانون ومجاهد أبو الهيل رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب حاليا وفضل فرج الله وصولا الى نبيل جاسم.
تاريخ رؤساء شبكة الإعلام
عين رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، حبيب الصدر مديرا عاما لشبكة الإعلام العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004.
في (تشرين الأول 2011) أعلن مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، أن رئيس الوزراء نوري المالكي آنذاك وافق على تعيين محمد عبد الجبار الشبوط، الذي كان يرأس تحرير جريدة الصباح، بدلاً عن مدير الشبكة السابق للشبكة عبد الكريم السوداني.
في شهر آذار/ مارس 2014، قررت هيئة الأمناء في شبكة الإعلام العراقي إقالة محمد عبد الجبار الشبوط من منصبه دون ذكر الأسباب وتعيين مجاهد أبو الهيل مديرا عاما للشبكة بالوكالة بدلاً عن عبد الجبار وثم عُيّن علي الشلاه بعد ذلك.
تولى مجاهد أبو الهيل إدارة الشبكة منذ 11 أيلول/ سبتمبر 2017، وفق قرار صدر عن مجلس الأمناء، عقب استقالة الرئيس السابق علي شلاه.
صدرت في 24 شباط 2019، وثيقة صادرة من مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي تتضمن إنهاء تكليف مجاهد أبو الهيل رئيسا لشبكة الإعلام واختيار فضل فرج الله رئيسا مؤقتاً للشبكة.
وكان مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، قد صوت في (5 تموز 2020) على تنصيب نبيل جاسم رئيساً للشبكة، بعد إقالة الرئيس السابق فضل فرج الله.
أبرز الصراعات على منصب رئاسة شبكة الإعلام
فترة حبيب الصدر
وكان رئيس شبكة الإعلام العراقي حبيب الصدر قد أمر بناءً على تعليمات من مكتب الجعفري بالاستغناء عن خدمات الشبوط وتكليف نائبه جمعة الحلفي الشاعر والكاتب اليساري الذي كان لاجئا في سوريا برئاسة التحرير.
وقد شكا حبيب الصدر الذي أُقيل بسبب قضايا فساد وعُيّن من قبل حكومة اياد علاوي مديرا عاما لشبكة الإعلام العراقي من التدخلات والإملاءات التي تفرضها بعض الجهات المقربة من الجعفري لإجبار الشبكة على تبنّي خطاب سياسي وإعلامي موالي للسلطات.
ويشتكي الصدر على الخصوص من تدخل جواد طالب المستشار الإعلامي للجعفري في برامج فضائية العراقية خلافا للمادة 66 من قانون هيئة الإعلام التي تمنع تدخل مجلس الوزراء في شؤونها حتى أنه منع قبل أيام مقابلة أجرتها القناة مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي.
في 2014 شهدت شبكة الإعلام العراق صراعات وخلافات بين مسؤوليها انتهت بالإطاحة بعبد الجبار الشبوط، وتعيين مجاهد أبو الهيل مديرا عاما للشبكة بالوكالة بدلاً عنه.
فترة مجاهد أبو الهيل
تصاعدت حدة الأزمة داخل شبكة الإعلام العراقي في بداية 2019، لاسيما عقب إقالة رئيسها السابق "مجاهد أبو الهيل" المقرب من حزب الدعوة بشكل رسمي.
وقرر رئيس مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي "روميل موشي ايشو" آنذاك، إقالة رئيس شبكة الإعلام مجاهد أبو الهيل من منصبه بشكل رسمي، بعد أن أقاله المجلس مؤخرًا، وهو ما أشعل الصراع بين المجلس وأبو الهيل.
ودخل التيار الصدري على خط المنافسة لتعيين مقرب منه على رأسها أو على الأقل إبعاد حزب الدعوة آنذاك عن شبكة الإعلام العراقي.
بدوره قال مجاهد أبو الهيل في وقت سابق أن ما يحصل داخل الشبكة هو صراع على المناصب، مشيرًا إلى أنه "لمّا ترأس الشبكة كانت هناك ديون بحوالي 40 مليار دينار، نتيجة أخطاء سابقة لإدارات سابقة، قاموا بشراء مطبعة عملاقة هي الأكبر في الشرق الأوسط لكن مجلة الشبكة كانت تُطبع في شارع السعدون وسط بغداد، في مفارقة عجيبة".
فترة نبيل جاسم
أصدرت محكمة القضاء الإداري، في شهر أيار من عام 2021، قرارا بإنهاء تكليف جاسم وإعادة رئيس شبكة الإعلام العراقي السابق فضل فرج الله الى منصبه.
وفي تاريخ 22/8/2021، نقضت محكمة القضاء الإداري في بغداد، قرارها السابق بإلغاء تعيين نبيل جاسم رئيسا لشبكة الإعلام العراقي.
وردَ القضاء العراقي، في يوم 24 من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2021، قرارَ مجلس أمناء الشبكة بإقالةِ رئيسها نبيل جاسم، وتعيين الإعلامي كريم حمادي بدلاً عنهُ لمدةِ ثلاثةِ أشهر، بعد يومٍ واحدٍ من صدور قرار مجلس الأمناء بأنهاء تكليف نبيل جاسم، الأمر الذي أثارَ تساؤلاتٍ كثيرة حيالَ سرعةِ الرد القضائي، الذي عدهُ خبراء قانونيونَ "مسألةً طبيعية"، كما أنّ هناك الكثير من القضايا الشبيهةِ بها.
وفي تاريخ 2022/11/5، قررت المحكمة الإدارية العليا نقض الأمر الولائي الصادر من محكمة القضاء الإداري، الذي سمح ببقاء "نبيل جاسم " رئيساً لشبكة الإعلام العراقي وبذلك سيعود "فضل فرج الله" رئيساً لها".
رئيس مرصد حماية الصحفيين هادي جلو مرعي كشف عن تعرضه للتهديد من قبل زوجة مسؤول في حكومة تصريف الأعمال (حكومة الكاظمي) بعد مطالبته للسوداني بإقالة رئيس شبكة الإعلام العراقي.
وشهدت شبكة الإعلام العراقي في وقت سابق، صراعات على رئاستها وعضوية مجلس الأمناء بين الأحزاب المشاركة في السلطة.
في الشبكة، بحسب موظفين فيها، يوجد ما يقارب الـ 4500 موظف. يتوزعون على مؤسسات الشبكة في بغداد ومكاتبها في المحافظات العراقية الـ 18، بالإضافة إلى المكاتب الإقليمية والدولية. أيضًا، هناك مجلس في الشبكة يُسمى مجلس "الأمناء"، هؤلاء يصوت عليهم مجلس النواب بعد أن يُرشَّحوا للمنصب، وأغلبهم ـ إن لم يكن جميعهم ـ ينتمون لكتل سياسية عراقية. ويخضع المجلس للمحاصصة السياسية، مثل أية مؤسسة عراقية أخرى.
يعبر العراقيون عادة عن عدم رضاهم عما تقدمه شبكة الإعلام العراقي إذ بقيت لسنوات أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة.
العراقيون يعتبرون شبكة الإعلام العراقي، مؤسسة يمكن من خلالها معرفة أخبار الحكومة العراقية، والقرارات التي تصدر عنها، لكنهم وبحسب ما يُكتب في المنصات الاجتماعية، يعبرون عن عدم رضاهم عن هذه المؤسسة. يُقال إن الشبكة تعاني من ترهل على مستوى الموارد البشرية، وهو ما يؤثر على صناعة محتوى إعلامي يخاطب المتلقي العراقي بطريقة تتناغم مع ما يعيشه من أوضاع خربة. لكن هذه المؤسسة بقيت طوال السنوات الماضية، أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة، وهو ما أسهم في خلق فجوة كبيرة بينها وبين المتلقي العراقي.
ويقترح عدد من الصحفيين، أن تعمل شبكة الإعلام العراقي على تجاوز الحدود العراقية، بما أنها تمثل رأي الدولة العراقية. لكن هناك سؤال يبقى في خضم التغيرات التي تشهدها شبكة الإعلام العراقي، هل سيتمكن أصحاب الكفاءة من كسب الصراع مع الكتل السياسية العراقية التي أخضعت المؤسسة للمحاصصة، وهل ستكون قادرة على تغيير محتوى الصحيفة الذي لم يتقبله جزء واسع من العراقيين.