وزير الدفاع يعلن سعي الحكومة لشراء منظومة "اندروترون".. وقيادي بدولة القانون يصف شراء الطائرات الأميركية بـ " صفقات سياسية"
انفوبلس/..
في الوقت الذي أعلنت في وزارة الدفاع الامريكية، أنها "تتطلع الى عقد صفقة عسكرية وشيكة مع العراق بقيمة أكثر من نصف مليار دولار، وما نشرته وكالة رويترز، عن البنتاغون، حول "موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على المُضي قُدماً بصفقة محتملة لبيع طائرات مخصصة للدعم اللوجستي والتدريب، للعراق وذلك بتكلفة تبلغ نحو 140 مليون دولار"، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أن العراق يرغب في التعاقد على منظومة المسيرات (اندروترون)، فيما لم تعرف تفاصيل عن هذه المنظومة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع.
وأكد وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، اليوم السبت، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحث خلال زيارته الى واشنطن التعاقد على شراء طائرات عمودية ومنظومة مسيرات.
وقال العباسي، في حديث صحفي مع الوكالة الرسمية، وتابعته INFOPLUS، إن "رئيس الوزراء بحث مع وزير الدفاع الأميركي دعم طائرات الـ "أف 16" وكذلك التعاقد على طائرات عامودية من نوع (بيل) وايضا هناك رغبة في التعاقد على منظومة (اندروترون) منظومة المسيرات".
واشار الى انه "العراق في بؤرة آمنة وداعمة للاستثمار والصناعات بشكل عام والصناعات الاختصاصية والدفاعية بشكل خاص".
وأضاف أن "54 شركة الاغلبية منها شركات اجنبية طامحة للاستثمار في العراق وطامحة بتسويق معداتها العسكرية للعراق"، مؤكداً أن "وزارة الدفاع لديها طموح في التعاون مع الشركات المشاركة في معرض الصناعات الحربية".
لا توجد معلومات حول الاتفاقية
وأثار تعاقد الحكومة العراقية مع شركة "نورثروب جرومان" الأمريكية للأنظمة الأمنية، قلقاً وتساؤلات عديدة، خاصةً مع شح المعلومات المتاحة حول طبيعة الاتفاقية ونطاقها.
وتتميز الاتفاقية بغياب الشفافية، حيث لم تُعلن تفاصيلها كاملة من قبل الحكومة العراقية أو شركة نورثروب جرومان، مما أدى إلى تكهنات وتساؤلات حول الغرض من الاتفاقية والشروط والالتزامات.
عدم الشفافية في هكذا اتفاقيات تثير التساؤلات لدى المراقبون للشأن السياسي، حيث لم يتم الكشف عن تفاصيل الصفقة بشكل كامل، مما أثار شكوك البعض حول دوافعها وسير مفاوضاتها. وأيضا من جملة السخط تأثير الصفقة على السيادة حيث يخشى البعض أن يؤدي شراء منظومة أمريكية متقدمة إلى تبعية العراق للولايات المتحدة، وفقدانه لبعض سيطرته على قراراته الأمنية.
كذلك عدم جدوى المنظومة حيث يشكك البعض في جدوى شراء منظومة اندروترون في ظل التهديدات الأمنية التي تواجه العراق، ويرى أن هناك بدائل أقل تكلفة وأكثر فعالية. وأخيرا من جملة السخط هو ان السوداني أهمل الاحتياجات الأخرى حيث يرى البعض أن الحكومة العراقية أولت شراء منظومة مسيرات اهتمامًا أكبر من اهتمامها باحتياجات أخرى ملحة، مثل التعليم والصحة والخدمات الأساسية.
دفعة سياسية نحو الولاية الثانية
عضو ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، كشف اليوم السبت، عن وجود صفقات سياسية تقف وراء شراء السوداني 41 طائرة أمريكية، حيث ذكر في حديث صحفي، ان "الولاية الثانية التي يسعى لها السوداني وكسب المزيد من الأصدقاء، دفعته لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة والمتمثلة بـ 41 صائرة رغم توفر البديل الأفضل من دول أخرى".
وأضاف المطلبي، ان "العراق يدفع الى اليوم ثمن اسقاط أمريكا للنظام الصدامي، وان العراق ملتزم ببقائه مع المحور الغربي، وكان المفترض التوجه للتنمية الاقتصادية بعيداً عن العسكرية"، مشيراً الى ان "السوداني اجبر على شراء هذه الطائرات من اجل الحصول على دفعة سياسية".
يذكر ان العراق وقع عقداً مع واشنطن من اجل شراء 41 طائرة أمريكية الصنع f16، ولم يعلن عن أسعار تلك الصفقة التي ستسدد بالأجل مما يضطر العراق لتحمل الديون لمدة سنوات، فضلاً عن كلف الرحلة الواحدة لتلك الطائرة تبلغ بحوالي 22الف دولار.
الصفقة غير ضرورية
ويشير مراقبون للشأن العسكري، أن "امتلاك الجيش العراقي 361 طائرة حربية من طرازات متنوعة، جعلت قواته الجوية في المرتبة الـ 29 عالميا، بات من غير الضروري امتلاك طائرات أخرى، في ظل الحديث عن وجود طائرات لم يتم استعمالها بعد".
ويضيف المراقبون، أنه "في الوقت الذي ترتقب فيه الأوساط السياسية والمحلية، مخرجات لقاء رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأمريكي جو بايدين، وهل ستصبُّ تلك الزيارة في مصلحة العراق أم أمريكا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، موافقتها بيع طائرات مخصصة للدعم اللوجستي والتدريب للعراق".
ويحتل الجيش العراقي المرتبة رقم 45 عالميا في 2023، ويُقدَّر إنفاقه الدفاعي بنحو 5.7 مليار دولار، ويمتلك الجيش العراقي قوة بشرية تضم:200 ألف جندي عامل، 130 ألف فرد يمثلون قوات شبه عسكرية، ولا يمتلك قوات احتياطية.
140 مليون دولار
ونقلت وكالة رويترز، عن البنتاغون، أن "وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على المُضي قُدماً بصفقة محتملة لبيع طائرات مخصصة للدعم اللوجستي والتدريب، للعراق وذلك بتكلفة تبلغ نحو 140 مليون دولار".
وزارة الدفاع الامريكية، أعلنت أنها "تتطلع الى عقد صفقة عسكرية وشيكة مع العراق بقيمة أكثر من نصف مليار دولار".
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، فإن الصفقة تتضمن بيع طائرات دعم لوجيستي وتدريب بكلفة تقديرية تبلغ 140 مليون دولار.
وأضافت، أن “طائرات التدريب والدعم التي ستُباع للعراق، هي من طراز “سي-172” و “ايه سي-آر سي 208”، وأن المقاول الرئيسي في الصفقة ستكون شركة "نورثروب جرومان".
ويُجري رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارة الى واشنطن على رأس وفد مكون من 130 شخصًا متخصصاً بقطاعات مختلفة، في زيارة بدأت يوم 13 نيسان الجاري واستمرت حتى 19 من الشهر.
"نورثروب جرومان" ودعم الكيان الإسرائيلي
وتقوم شركة نورثروب جرومان بتزويد السفن الحربية ومروحيات أباتشي وأنظمة الليزر التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي، في قتل المواطنين الفلسطينيين في غزة.
وفي نهاية عام 2023، انخفضت رسملة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي بنسبة 7%. وانخفضت أسهم المقاولين العسكريين الرئيسيين للبنتاغون" نورثروب جرومان وجنرال ديناميكس" بنسبة 13% و10% على التوالي.
وتعمل "نورثروب جرومان" على تصميم وتصنيع العديد من أنظمة الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والمقذوفات الموجهة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة الطيران العسكري، والذخيرة، وأنظمة الأمن السيبراني، وتقنيات المراقبة.