70 ضابطاً سويدياً في التاجي.. هل ينفذ السوداني مطلب بدر ويطردهم من العراق؟
رداً على جريمة الاعتداء على القرآن
70 ضابطاً سويدياً في التاجي.. هل ينفذ السوداني مطلب بدر ويطردهم من العراق؟
انفوبلس/..
بشكل واضح وصريح، طالب زعيم تحالف الفتح هادي العامري، بطرد "أي بعثة أو قوات سويدية من العراق فوراً"، وذلك على خلفية سماح السويد لشخص يدعى "سلوان موميكا" بحرق نسخة من المصحف الشريف، في ستوكهولم.
ومزّق المتطرف سلوان موميكا (37 عاماً) ذو الأصول العراقية نسخة من المصحف، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
وجاء ذلك بعد أسبوعين، على رفض محكمة استئناف سويدية حظر الاحتجاجات التي تُنظَّم لإحراق المصاحف.
تزامن إحراق المصحف، يوم الأربعاء المنصرم، مع بدء عيد الأضحى وأثار الغضب في مختلف البلدان المسلمة.
*احتجاجات واسعة
فجَّرَ ذلك الحدث احتجاجات واسعة وغاضبة عمّت أرجاء المحافظات العراقية خاصة الجنوبية والوسطى منها، تخللها رفع القرآن الكريم وإحراق أعلام المثليين وإسرائيل، وسط هتافات تعالت تندد بالحادثة وتطالب بإغلاق السفارة السويدية في بغداد وطرد ممثلي السويد لدى العراق، بالإضافة إلى دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية.
وخلال الاحتجاجات، تمكن عشرات المتظاهرين العراقيين من اقتحام مقرّ السفارة السويدية في بغداد احتجاجا على إحراق نسخة من المصحف.
وانتشرت لقطات تظهر لحظة هروب موظفي السفارة السويدية في العراق من مبنى السفارة بعد اقتحامها من قبل المتظاهرين المحتجين على حادثة حرق القرآن الكريم.
*استدعاء السفيرة
ويوم الخميس الماضي، استدعت وزارة الخارجية العراقية، السفيرة السويدية في بغداد، وإبلاغها احتجاج العراق الشديد على حرق لاجئ عراقي في بلادها للمصحف الشريف.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان، أن "وزارة الخارجية العراقية استدعت السفيرة السويدية لدى العراق، وتبلغها احتجاج العراق الشديد على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم يوم الأربعاء".
وأضاف، "كما طالبت الوزارة الحكومة السويديَّة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الإساءة المتكررة للقرآن الكريم، على أن المسوغات القانونية وحرية التعبير لا تبرر السماح بالإساءة للمقدسات الدينيَّة".
*طلب عراقي
في غضون ذلك، طالب العراق رسمياً، يوم الخميس 29 حزيران/ يونيو 2023، السلطات السويدية بتسليم العراقي الذي وجَّهَ إهانة للقرآن الكريم لمحاكمته وفق القانون العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان، إن "الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم عراقيّ الجنسية، لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".
يشار إلى أن حارق القرآن سيواجه في حال تسليمه الى السلطات العراقية السجن ثلاث سنوات وفقا لقانون العقوبات العراقي الذي يشير الى أن الجريمة حتى لو ارتُكِبت خارج العراق وكان لها مساس بالداخل العراقي فمن الممكن محاكمة الشخص الذي قام بذلك وفي حال تسليمه فستكون محاكمته وفق المادة 372 من القانون رقم 111 لسنة 1969 والتي هي عقوبة ازدراء الأديان التي تصل إلى الحبس لمدة 3 سنوات.
ودعت الوزارة أيضاً، "المجتمع الدوليّ إلى تحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ أشكال الكراهية والتطرُّف كافة ومحاسبة مرتكبيها".
*إجراءات قضائية
بدوره، وجّه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، باتخاذ الإجراءات القانونية لاسترداد اللاجئ ذو الأصول العراقية الذي أقدم على حرق القران من دولة السويد.
ووفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس القضاء الأعلى، فإن القاضي زيدان أعطى "الأذن باتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشخص الذي أقدم على حرق المصحف الشريف عملاً بأحكام المادة 14 من قانون العقوبات العراقي النافذ".
وتنص المادة 14 من قانون العقوبات العراقي، على:
1 – لا تجري التعقيبات القانونية على من ارتكب جريمة خارج الجمهورية إلا بإذن من وزير العدل ولا تجوز محاكمته إذا كان قد صدر حكم نهائي من محكمة أجنبية ببراءته او بإدانته واستوفي عقوبته كاملة او كانت الدعوى او العقوبة المحكوم بها قد سقطت عنه قانونا ويرجع في تقرير نهائية الحكم وسقوط الدعوى او العقوبة إلى قانون البلد الذي صدر فيه الحكم.
2 – وإذا كانت العقوبة المحكوم بها لم تُنفذ كاملة او كان الحكم بالبراءة صادراً في جريمة مما ذُكِر في المادتين 9 و12 وكان مبنياً على أن قانون ذلك البلد لا يُعاقِب عليها جاز إجراء التعقيبات القانونية ضد المتهم أمام محاكم العراق.
وأضاف البيان، أن رئيس مجلس القضاء "أوعز الى رئاسة الادعاء العام وبالتنسيق مع محكمة تحقيق الكرخ الاولى إكمال الإجراءات القانونية لطلب استرداد هذا الشخص ومحاكمته وفق القانون".
*طرد البعثة السويدية
من جهته، طالب رئيس تحالف الفتح هادي العامري بطرد أي بعثة او قوات سويدية من العراق.
وقال بكلمته في تجمع عشائري بمحافظة ذي قار الجنوبية، "لا مكانَ للسويديين في العراق وعلى الحكومة العراقية لاسيما مستشار الأمن القومي طرد أي بعثة أو قوات سويدية من العراق فوراً".
ويتواجد في قاعدة التاجي العسكرية في العاصمة العراقية بغداد نحو 70 ضابطاً سويدياً ضمن ما تسمى بـ"قوات التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد فتح طرح العامري، باب التساؤل حول إمكانية رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بتلبية مطلب زعيم منظمة بدر وتحالف الفتح بطرد القوات السويدية الموجودة في العراق.