أبرز مفارقات قمة جدّة 2023.. السوداني رفض الصف الثاني متقدِّماً للأول وأمير قطر تحاشى الأسد
انفوبلس/ تقرير
شهدت القمة العربية رقم 32 في السعودية، أحداث ومفارقات عدة، أبرزها رفض رئيس وزراء العراق محمد السوداني الوقوف في الخط الثاني ووقف بالخط الأول خلال الصورة التذكارية للمشاركين في القمة، ومغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مدينة جدة السعودية، بعد ساعات من انطلاق أعمال القمة العربية الـ 32 وذلك قبل بدء كلمة رئيس السوري بشار الأسد، وحضور الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واحتضنت مدينة جدة السعودية، يوم أمس الجمعة، 19 مايو/ أيار2023، القمة العربية على مستوى القادة في دورتها العادية رقم 32، ليرتفع عدد القمم تحت مظلة الجامعة العربية إلى 50، منذ إقامتها لأول مرة قبل 77 عاماً. وأحد أبرز متغيرات هذه القمة العربية هو رفع التجميد عن مقعد دمشق والسماح لها بالحضور، وتقديم المملكة دعوة للرئيس السوري بشأن المشاركة.
*السوداني رفض الوقوف في الخط الثاني ووقف في الخط الأول
أثارت صورتان جماعيتان لقادة قمة جدة نشرتهما وزارة الخارجية السعودية، إحداهما تشمل رئيس وزراء العراق محمد السوداني وأخرى من دونه، أثارت جدلا واسعا في الشارع العراقي.
ولم يظهر السوداني في الصورة الجماعية للقادة الأولى التي نشرتها وزارة الخارجية السعودية ووكالة الأنباء السعودية الرسمية عبر "تويتر" بُعيد التقاطها مباشرةً، لكنه ظهر في أخرى نُشِرت بعد الأولى بفارق 10 ساعات بالضبط، وهو ما أثار لغطاً وجدلاً واسعين فسّره البعض بأن موقع الخارجية السعودية ارتكب خطأ واستدركته، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك بالقول بأن السوداني كسر القواعد الدبلوماسية بوقوفه في الصف الأول المخصّص فقط للرؤساء والملوك ما استدعى حذف صورته.
وأعاد مازن الزيدي الكاتب العراقي تغريدة على حسابه في "تويتر" جاء فيها: "رئيس الوزراء العراقي رفض الوقوف في الخط الثاني ووقف في الخط الأول. العراق يعود للصدارة".
هذه الحادثة أثارت جدلا واسعا في العراق، فهناك من دافع عن السوداني وشجعه على وقوفه في الخط الأول، ومن انتقده بسبب "مخالفته بروتوكول الصورة"، حيث كان من المفترض أن يقف في الصف الثاني إلى جانب رؤساء الوزراء.
ودائما ما يشهد العراق جدلا بشأن صور رؤساء الوزراء في القمم ووقوفهم في الخط الثاني، أو بسبب الأعلام التي توضع فقط للنظراء.
*أمير قطر يغادر القمة العربية قبل بدء كلمة بشار الأسد
غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مدينة جدة السعودية، بعد ساعات من انطلاق أعمال القمة العربية الـ 32، وذلك قبل بدء كلمة الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر الديوان الأميري القطري، أن الشيخ تميم بعث برقية شكر للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، على الحفاوة التي قوبل بها في أعمال القمة. كما تمنى أمير قطر أن تُسهم نتائج القمة "في تعزيز العمل العربي المشترك لما فيه خير الشعوب العربية".
فيما قال مسؤول عربي لرويترز، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم يعقد أي اجتماعات ثنائية، أو يلقِ كلمة في قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها مدينة جدة السعودية.
وتتخذ قطر موقفاً متحفظاً على عودة سوريا إلى مقاعد القمة العربية؛ حيث سبق أن قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الأسباب وراء تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية في 2011 لا تزال قائمة، مؤكداً أن الدوحة تتمسك بموقفها من تطبيع العلاقات مع سوريا ما لم يكن هناك حل سياسي للأزمة.
*نظرة ضابط سعودي لبشار الأسد
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للرئيس السوري بشار الأسد خلال مشاركته بالقمة العربية التي استضافتها مدينة جدة السعودية الجمعة، مُلقين الضوء على عدد من اللقطات.
اللقطة الأولى كانت تداول صورة نظرة ضابط سعودي من المرافقين للرئيس السوري، بشار الأسد يقف خلفه خلال الإدلاء بتصريحات إعلامية على هامش القمة، والتي أثار تفاعلا وتكهنات.
*عدم ارتداء الرئيس السوري شعار القمة
اللقطة الثانية كانت خلال الصورة التذكارية للقادة والزعماء ورؤوس الوفود المشاركة بالقمة حيث ظهر الجميع وعلى صدره شعار القمة العربية الذهبي معلَّقاً على منطقة الصدر، إلا أن الرئيس السوري ظهر من دونه الأمر الذي أثار أيضا تكهنات حول أسباب ذلك.
*حديث جانبي وابتسامات بين السيسي والأسد
كما أثار حديث جانبي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس السوري بشار الأسد قبيل الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة العربية بدورتها الـ32 في مدينة جدة السعودية، تفاعلاً كبيراً، بعد أن تداول نشطاء كُثر هذه اللقطات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
لقطات الفيديو التي تم تداولها على تويتر وفيسبوك والمنصات المختلفة كافة وثّقت نقاشاً جانبياً بين كل من السيسي وبشار الأسد قبيل الصورة الختامية للقمة، وتجاذب السيسي والأسد أطراف الحديث لمدة 20 ثانية تقريباً قبل التقاط الصورة التذكارية التي وقفا فيها جنباً إلى جنب.
*أول لقاء علني بين السيسي وبشار الأسد
كان الرئيس المصري قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع بشار الأسد، للمرة الأولى، في فبراير/ شباط 2023، عرض خلاله تقديم مساعدات إغاثة لسوريا في أعقاب الزلزال الدامي، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية. وتأتي لقطات اللقاء المشترك بينهما كأول لقاء علني بين رئيس مصر والأسد منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
في سياق متصل، فقد سبق أن أكد السيسي أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تُعد بمثابة التفعيل العملي للدور العربي، وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استناداً إلى المرجعيات الدولية للحل، وقرار مجلس الأمن رقم "٢٢٥٤".
*الأسد يحضر والبرهان يغيب
ورغم أن التطبيع العربي مع سوريا يسير بوتيرة بطيئة ومتحفظة، ولكن سيظل حضور الأسد هو المعلم الرئيسي لهذه القمة، بالرغم من أن القمة تحمل بعض الرسائل الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية، مثل عدم حضور رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وغياب البرهان ليس رسالة سياسية في الأغلب، ولكنها رسالة عسكرية وأمنية لافتة تشير إلى وضع الرجل الحرج الذي جعله يفوّت مثل هذه القمة التي تمنحه الفرصة لتأكيد شرعيته الخارجية، خاصة أن الرياض كانت قد وجّهت له دعوة.
ويبدو أن سبب غيابه، خشيته من أن الخروج من السودان قد يهدّد موقعه في السلطة أو على الأقل يخشى من مسار الخروج نفسه، وقد يكون هذا مؤشراً على الوضع المتدهور في السودان العالق في معارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، كما أنه من الواضح أن طريق الحل السياسي ما زال بعيدا والحسم العسكري من قبل أي طرف يبدو غير ممكن في الوقت الحالي.
*السعودية ترد على اعتراض أمريكا على عودة سوريا للجامعة العربية
ردّ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على الانتقادات الأمريكية بشأن إعادة دمشق إلى الجامعة العربية، بالقول إن "الوضع بسوريا غير قابل للاستدامة، وكان يجب الحوار مع حكومة دمشق".
جاء ذلك في رد وزير الخارجية السعودي على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي، عقب اختتام أعمال القمة العربية. وعن موقف المملكة من اعتراضات واشنطن على إعادة سوريا للجامعة العربية، قال ابن فرحان: "نفهم وجهة نظر الولايات المتحدة لكن الوضع القائم بسوريا غير قابل للاستدامة".
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أضاف: "كان يجب الحوار مع حكومة دمشق، وسنتحاور مع شركائنا الغربيين بشأن ذلك".
*زيلينسكي خطيبا في القمة العربية بجدة
سُلِّطت الأضواء الإقليمية والدولية على القمة الـ 32 لزعماء دول الجامعة العربية التي عُقِدت يوم أمس، بسبب مشاركة لم تكن مُعلنة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومع حلول صباح القمة، خطف الرئيس الأوكراني الأضواء في جدة، مع تداول وسائل إعلام سعودية ودولية أنباء عن قدومه إلى المدينة الساحلية في غرب المملكة، لحضور القمة العربية.
وتُعد هذه الزيارة الأولى التي يُجريها زيلينسكي إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير/ شباط 2022.
وعبر تويتر، أعلن زيلينسكي أن هدفه من المشاركة بقمة الجامعة العربية هو تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه "سيقدّم صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط وسيسعى لإشراك أكبر عدد ممكن من البلدان، فضلا عن بحث حماية الجالية المسلمة في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا".
وكان لافتا أن رئيس القمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منح زيلينسكي فرصة إلقاء كلمة في بداية القمة.
*القمة العربية تختتم أعمالها بإصدار "إعلان جدة"
أعلنت السعودية، مساء أمس الجمعة 19 مايو/ أيار 2023، اختتام أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ 32 بمدينة جدة، والتي شهدت مشاركة رفيعة وغير مسبوقة من القادة العرب، وبحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد، لأول مرة بعد غياب عن القمم السابقة منذ 2011.
وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن قرارات القمة العربية وإعلان جدة تم اعتمادها من القادة الحضور، مشيرا إلى أن البحرين ستستضيف القمة العربية المقبلة في النسخة الـ 33.
وانطلقت أعمال القمة العربية بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول زيارة له لبلد عربي والمملكة منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022.
وفي 7 مايو/ أيار، أعلنت جامعة الدول العربية إنهاء تجميد مقعد دمشق لنحو 12 عاما على خلفية قمع عسكري لاحتجاجات شعبية اندلعت في 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
"إعلان جدة"
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر تحت اسم "بيان جدة" أكثر من 32 بندًا لمختلف القضايا الملحّة في العالم العربي بدءاً من القضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع اللبناني، مروراً بالملف الإيراني وصولاً إلى قضايا البيئة والأمن السيبراني، والملفات الاقتصادية والاجتماعية.
حيث أكدت الجامعة العربية في بيان القمة، "مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وحق دولة فلسطين في السيادة المطلقة على أرضها المحتلة عام 1967 كافة، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل مبادرة السلام العربية".
وفي الملف اللبناني، حثّ البيان "السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة".
أما في الشأن السوري، فقد شدد الإعلان على تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري.
وفيما يرتبط بالسودان، تم تأكيد التضامن الكامل في الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية باعتبار الأزمة شأناً داخلياً، والحفاظ على المؤسسات.
ضمن تطورات الوضع في ليبيا، أكد الإعلان الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض أنواع التدخل الخارجي كافة، والامتناع عن التصعيد.
وعن اليمن، تحدث البيان عن الالتزام بوحدة وسيادة البلاد، وتأكيد استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وتعزيز دوره ودعمه.
ودعماً للصومال، دعا البيان إلى دعم جهود الحكومة الصومالية في حربها الشاملة ضد الإرهاب، لا سيما حركة "الشباب"؛ بهدف القضاء عليها، والإشادة بالجيش الوطني الصومالي.
كما شدد إعلان جدة على التأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاثة (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى).
وفيما يخص الملف الإيراني، رحّب البيان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية وإيران في بكين، الذي يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح بعثاتهما، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
وفيما يخص مكافحة الإرهاب، دانَ الإعلان كل أشكال العمليات الإجرامية التي شنّتها المنظمات الإرهابية في الدول العربية والعالم، ودعا الدول العربية التي لم تصادق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، إلى التصديق عليها.