إحراق العلم العراقي في محافظة كركوك يثير الغضب ويستدعي إجراءات فورية

انفوبلس.. 

شهدت محافظة كركوك، اليوم الأربعاء، حادثة إحراق العلم العراقي من قبل مجهولين، ما أثار ردود فعل رسمية ومجتمعية واسعة، وهذا العمل، الذي استهدف رمزية الدولة ووحدة المجتمع، دفع الجهات الأمنية والمحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق ومحاسبة المسؤولين. 

واستنكر مجلس محافظة كركوك، اليوم الأربعاء (26 تشرين الثاني 2025)، حادثة حرق العلم العراقي، مؤكداً أن هذا العمل يمسّ رمز الدولة ووحدة الشعب.

وقال رئيس مجلس المحافظة، محمد إبراهيم الحافظ، في بيان، إن "محاولة الإساءة إلى العلم العراقي لن تنال من مكانته الراسخة في وجدان العراقيين، ولن تؤثر على تماسك مجتمع كركوك الذي يثبت دائماً التزامه بالثوابت الوطنية واحترامه لرمز الدولة".

وأضاف الحافظ أن المجلس وجّه الجهات الأمنية المختصة بمتابعة التحقيق بشكل عاجل، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المتورطين وتقديمهم للقضاء وفق القوانين.

وأكد أن "كركوك ستبقى مدينة للتعايش واحترام الدولة، ولن يُسمح لأي تصرف طائش بأن يعكّر صفو الأمن أو يسيء لهيبة العراق وهوية المحافظة".

تفاصيل الحادث

أفاد مصدر مطلع في كركوك، بأن حادثة حرق العلم العراقي في منطقة الشورجة جاءت بعد أن أقدم الشخص نفسه على حرق صورة رئيس الجبهة التركمانية، محمد سمعان آغا، ما أثار توتراً واسعاً في المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن مجهولين هاجموا منزل الشخص ليلة البارحة في منطقة الجبة، وألقوا عليه قنبلتين خلال محاولة المداهمة، قبل أن يقوم لاحقاً بحرق صورة العلم العراقي.

وأضاف المصدر أن الجهات الأمنية تتخذ جميع الإجراءات لضمان فرض القانون ومنع أي محاولات لزعزعة الأمن أو إثارة الفتنة بين مكونات المجتمع، مؤكداً أن المنطقة ما زالت تشهد أجواء متوترة بعد الحادثة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية متابعة القضية لضبط جميع التفاصيل المتعلقة بها.

رد الجبهة التركمانية

أدانت الجبهة التركمانية العراقية حادثة حرق العلم العراقي، ووصفتها بأنها "عمل يستهدف وحدة البلاد".

وقالت الجبهة في بيان: "الاعتداء على العلم العراقي، اعتداء على هيبة الدولة ورمزيتها، وعلى إرادة جميع أبناء الشعب".

وأشارت إلى أن معالجة هذه الحالات يجب أن تكون حاسمة وفورية عبر مؤسسات الدولة الاتحادية والجهات الأمنية المختصة، مطالبة باتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار هذه الممارسات وإعادة الاستقرار الأمني إلى كركوك، ومتابعة الجهات التي تخطط لإثارة الفتنة بين مكونات المحافظة.

فتح تحقيق فوري

وكشف مصدر أمني، اليوم الأربعاء، عن فتح تحقيق عاجل بعد إقدام مجهولين على إحراق لوحات إعلانية تحمل العلم العراقي في مناطق متفرقة من محافظة كركوك.

وقال المصدر: "الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاً عاجلاً، وفرق الأمن والاستخبارات بدأت بجمع المعلومات وتدقيق تسجيلات المراقبة لتحديد هوية الفاعلين".

وأضاف أن الفعل يُعد جريمة تستهدف السلم والاستقرار، ويأتي ضمن محاولات لإثارة القلق وزعزعة الأمن داخل المدينة، مؤكداً إمكانية التوصل إلى خيوط مهمة خلال الساعات المقبلة تقود للكشف عن المنفذين، مع اعتقالهم وإحالتهم إلى العدالة وفق الإجراءات القانونية.

القوات الأمنية تعيد رفع العلم

عادت القوات الأمنية، اليوم الأربعاء، لرفع العلم العراقي في موقعه ضمن الجدارية التي أقدم مجهولون على إحراقها في منطقة الشورجة.

وكان مجهولون أقدموا على إحراق الجدارية في وقت سابق، ما استدعى فتح تحقيق فوري لضمان فرض القانون ومنع أي انتهاك مماثل.

ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها كركوك حادثة إحراق العلم العراقي. ففي تموز 2023، أعلن جهاز الأمن الوطني عن اعتقال شخصين ظهرا في مقطع مصور وهم يحرقون العلم العراقي، بعد التظاهرات الأخيرة في المحافظة.

وأوضح الجهاز أنه "تم التحري والبحث عن الأشخاص بعد استحصال الموافقات القضائية، وإحالة المعتقلين إلى الجهات القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم"، مؤكداً رفض الأوساط المجتمعية لمثل هذه التصرفات لما فيها من مساس بالسلم المجتمعي.

عقوبة إهانة العلم

تنص المادة 202 من قانون العقوبات العراقي على أن "يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشرة سنوات أو بالحبس كل من أهان – بإحدى طرق العلانية – الأمة العربية أو الشعب العراقي أو فئة من سكان العراق أو العلم الوطني أو شعار الدولة".

ويعتبر القانون هذا الفعل جريمة تستوجب عقوبة صارمة، بهدف حماية الرموز الوطنية وضمان احترامها من قبل جميع المواطنين.