إحسان "أبو كوثر" بين الانفراج والمجهول.. العفو العام يشمله بجريمة ويبقيه مداناً بالأخرى

الإفراج مؤجل لحين التنازل
انفوبلس..
في تطور جديد يتعلق بملف الناشط البارز في احتجاجات تشرين، إحسان الهلالي المعروف بـ"أبو كوثر"، كشفت محكمة استئناف ذي قار عن شموله بقرار العفو العام في إحدى القضايا المرفوعة ضده، بعد تنازل الجهة المشتكية.
ومع ذلك، لا يزال "أبو كوثر" قيد الإدانة في قضية قتل وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي، حُكم فيها بالسجن 15 عاماً.
ويأتي هذا التطور وسط تفاعل شعبي وقانوني واسع، في ظل استمرار الجدل حول ملابسات التهم الموجهة إليه، وما إذا كانت ستشهد تحولات جديدة في حال تنازل الطرف المشتكي في القضية المتبقية.
يواجه حكماً أكثر تعقيداً
وكشف مصدر قضائي في محكمة استئناف ذي قار، الأربعاء 14 أيار/مايو 2025، عن صدور قرار بالعفو العام بحق الناشط إحسان عودة، المعروف بـ"أبو كوثر"، في واحدة من القضيتين المرفوعتين ضده. القضية التي أُسقطت تتعلق باتهامه بإضرام النار في مبنى يعود لأحد مديري بلدية الناصرية السابقين، وذلك بعد أن قدم الطرف المشتكي تنازله الرسمي، ما أدى إلى إسقاط الحكم عنه بموجب المادة 342 من قانون العقوبات.
هذا القرار أتاح لأبو كوثر تنفس أولى لحظات الانفراج القضائي، لكنه لا يزال يواجه حكماً آخر أكثر تعقيداً وخطورة.
قضية القتل... مفتوحة على احتمالات قانونية
رغم إسقاط الحكم الأول، لا يزال أبو كوثر قيد الإدانة في قضية أخرى تتعلق بجريمة قتل، يُزعم أنها وقعت خلال أحداث احتجاجية، ووفقاً للمصدر، فإن الحكم الصادر ضده بموجب المادة 406 من قانون العقوبات، يبلغ 15 عاماً من السجن.
القضية رفعت من قبل أطراف مقربة من التيار الصدري، ولم تُسقط حتى الآن، بسبب عدم تنازل ذوي المجني عليه. وفي تصريح قانوني، أكد محامي الدفاع أن موكله قد يكون مؤهلاً للاستفادة من العفو العام في حال تحقق التنازل، معززاً موقفه بوجود شهادات متضاربة، حيث أكد أحد الشهود أن إحسان لم يكن يحمل سلاحاً لحظة الحادث، في حين أشار آخر إلى أن نوع السلاح المستخدم لا يتطابق مع السلاح المنسوب له.
الصدر يتدخل وذوو الضحية يرفضون
مقتدى الصدر عن تدخله من أجل الصلح والمراضاة في قضية إحسان أبو كوثر: بلغني رفض والدته لمقترحي ومن باب الموقف الإنساني سأمهلهم شهراً
وسط التوترات القانونية والسياسية المحيطة بالقضية، ورد سؤال إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن تدخله للصلح، فصرح بأنه عرض دفع الدية الشرعية لعائلة المجني عليه، إلا أن والدة الضحية رفضت المقترح، مؤكداً منحهم مهلة شهر واحد من باب "الموقف الإنساني".
هذا الموقف قد يفتح الباب أمام حل عشائري يُفضي إلى التنازل، وبالتالي إسقاط الحكم الأخير، ومنح أبو كوثر فرصة جديدة لمراجعة مساره، وسط جدل مستمر بين مؤيديه وخصومه في الشارع العراقي.
وفي سؤال معروض على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن تدخله من أجل الصلح والمراضاة في قضية إحسان أبو كوثر، بتكفله بدفع الدية الشرعية لعائلة المجني عليه دون تجاوب منهم بخصوص التدخل، وأجاب الصدر على السؤال الموجه له قائلاً "بلغني رفض والدته لمقترحي ومن باب الموقف الإنساني سأمهلهم شهراً"، مؤكداً ثباته على موقفه من دفع الدية وحل المشكلة بالصورة الشرعية.
القبض على أبو كوثر
يذكر ان الناشط إحسان الهلالي المعروف باسم "إحسان أبو كوثر" تمت الإطاحة به صباح اليوم السبت 8 آذار/ مارس 2025 في محافظة ذي قار، بعد أشهر من الملاحقة الأمنية، خلال مداهمة هي الخامسة من نوعها على منزله، بواسطة قوة أمنية تابعة لقيادة شرطة المحافظة.
وقال مصدر مطلع، تم تحويله لاحقا إلى مديرية الاستخبارات العامة كونه مطلوبا لها"، لافتا الى أن "أمر الاعتقال تم بناءً على شكوى تقدم بها أحد المواطنين ضده، فيما تم فتح ملف أوامر القبض الصادرة بحقه سابقا والتي يتجاوز عددها 5 أوامر قبض".
ولم تكشف المصادر الرسمية سواء قيادة شرطة محافظة ذي قار أو وزارة الداخلية عن المزيد من التفاصيل حول ملابسات الاعتقال، لكن نهاية العام الماضي 2024، أكدت وزارة الداخلية على لسان المتحدث باسمها مقداد ميري، أن الناشط "إحسان أبو كوثر" مطلوب للقضاء العراقي ولكن لم يتم اعتقاله.
مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، تقدموا بالشكر للقوات الأمنية والقضاء العراقي بعد إلقاء القبض على المبتز والمخرب في محافظة ذي قار الناشط إحسان الهلالي المعروف باسم "إحسان أبو كوثر". مضيفين، أن الأخير كان يقود مجاميع "مخربة" ضد القوات الأمنية.
وبحسب مصادر بارزة في محافظة ذي قار، فإن الناشط إحسان الهلالي المعروف باسم "إحسان أبو كوثر" كان قد لجأ الى بعض العشائر بالمحافظة هرباً من القوات الأمنية والقضاء العراقي، بسبب فتح ملف أوامر القبض الصادرة بحقه سابقا والتي يتجاوز عددها 5 أوامر قبض.
لكن العشرات من شيوخ عشائر محافظة ذي قار أعلنوا "مساندتهم ووقوفهم مع القوات الامنية في عمليات فرض القانون ويؤكدون رفضهم للمخالفات القانونية والعنف بكل أشكاله وتأييدهم للحد من ظاهرة السلاح المنفلت وظاهر المخدرات".
سلسلة اتهامات
في أيلول/سبتمبر 2022، أثار الناشط إحسان الهلالي، المعروف بـ"أبو كوثر"، جدلاً واسعاً بعد ظهوره في مقطع فيديو أطلق فيه النار على قدميه احتجاجاً على اتهامات وجهت إليه بالابتزاز والفساد.
الفيديو جاء كرد فعل على منشور نشره النائب عن حركة امتداد، فلاح الهلالي، اتهم فيه أبو كوثر بالتلاعب بملف جرحى احتجاجات تشرين، والتورط في استلام تبرعات مشبوهة، ما دفع الأخير للقيام بخطوته الاستعراضية نافياً وجود أي دليل يدينه.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها أبو كوثر عناوين الأحداث، فقد سبق أن أحرق مكتب علاء الركابي، زعيم حركة امتداد، احتجاجاً على حضور بعض قيادات الحركة اجتماعاً مع مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء، محمد شياع السوداني.
منذ تسلم اللواء نجاح ياسر العابدي قيادة شرطة ذي قار في تشرين الأول/أكتوبر 2024، شهدت المحافظة حملة أمنية واسعة لإعادة فرض القانون، حيث تم تفعيل مذكرات قبض مؤجلة منذ سنوات، وأُلقي القبض على أكثر من 500 متهم، معظمهم في قضايا تتعلق بأعمال الشغب وجرائم جنائية.