إدارات محلية تصوت على قرارات تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. والبيت الأبيض يصعّب المهمة على نفسه
انفوبلس/..
ما يقرب من الخمسين مدينة في الولايات المتحدة، أصدرت قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بينها 14 مدينة على الأقل في ولايات حيوية متأرجحة انتخابياً، مثل ميشيغان، مما يزيد الضغط على الرئيس جو بايدن.
وفي إحصائية نشرتها وسائل إعلام عالمية، أُصدِر في الولايات المتحدة حوالي 70 قراراً بشأن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، معظمها يدعو إلى وقف إطلاق النار، وستة تدعو على نطاق أوسع إلى السلام.
وفي تحليل أجرته "رويترز"، فإن العديد من قرارات وقف إطلاق النار قد تم إقرارها في الولايات التي يُديرها الديمقراطيون، لكن المناطق التي يمكن أن تكون حاسمة في الانتخابات الرئاسية هذا العام مدرجة أيضًا في القائمة.
وقالت جابرييلا سانتياجو روميرو، عضو مجلس ديترويت الذي صوت لصالح تمرير قرار وقف إطلاق النار في أكبر مدينة في ميشيغان في تشرين الثاني، إن ذلك يعكس الإحباط.
وأضافت: "نريد قيادة مستعدة للاستماع إلينا". مضيفة، إن الإحباط شديد بشكل خاص بين المسؤولين الشباب والأشخاص الملوّنين.
ورداً على طلب للتعليق على التقرير، قال البيت الأبيض، إنه يضغط على "إسرائيل" لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وإن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى "حماس"، وفق "سكاي نيوز".
مشرّعو سان فرانسيسكو يُدينون حكومة الاحتلال
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق مشرّعون في مدينة سان فرانسيسكو على قرار يُدين حكومة الاحتلال، داعين إدارة بايدن إلى الضغط من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن العمدة لندن بريد طلب من مدينة سان فرانسيسكو رفض استخدام حق النقض ضد القرار، لكنه انتقد مجلس الإدارة بسبب ترك المدينة "أكثر غضباً وأكثر انقساماً وأقل أماناً".
شيكاغو تدعو لوقف غير مشروط لإطلاق النار
وصوّت مجلس مدينة شيكاغو الأمريكية،اليوم الخميس، على قرار يدعو إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار في حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، وسط تزايد دعوات المدن الأمريكية لوقف الحرب المتواصلة منذ أشهر، والتي أوقعت عشرات آلاف الضحايا من المدنيين والأطفال والنساء.
وبعد ساعات من النقاش، حسم عمدة المدينة براندون جونسون التصويت بعد أن وافق 23 عضواً على القرار مقابل رفض 23 آخرين، وبعد تصويت جونسون بالموافقة أصبح عدد الموافقين 24 ليتم تمرير القرار.
ويدعو القرار، الذي رعته عضوة المجلس، دانييل لاسباتا، الكونغرس والرئيس جو بايدن إلى "تسهيل السلام الدائم في غزة بدءاً بوقف دائم لإطلاق النار".
فيما قال الرئيس الوطني لشبكة الجالية الفلسطينية الأمريكية، حاتم أبو دية، في بيان تعليقاً على التصويت: "الآن نمضي قُدماً لاستخدام هذا النصر كمصدر إلهام لمواصلة مطالبة جو بايدن بالتوقف عن دعم الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
القادة الدينيون يضغطون على بايدن
مع دخول الحرب على غزة شهرها الرابع، فإن مجموعة من القادة الدينيّين السود فى الولايات المتحدة يضغطون على إدارة الرئيس جو بايدن من أجل الدفع بوقف إطلاق النار، وهي الحملة التي حفّزها جزئياً "الرعية" الذين يزدادون إحباطا من معاناة الفلسطينيين، فى الوقت الذي تُعد فيه استجابة الرئيس لهذه الضغوط أمراً حاسماً، بعد أن بات دعم السود لبايدن مهدَّداً.
وبحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن أكثر من ألف من رجال الدين السود الذين يمثلون مئات الآلاف من الرعية فى مختلف أنحاء أمريكا قد أصدروا مطالبهم، وفي اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض وعبر خطابات مفتوحة وإعلانات، قدم هؤلاء القادة الأسباب الأخلاقية للرئيس بايدن وإدارته من أجل الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، كما دعوا أيضا إلى إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس وإنهاء احتلال إسرائيل للضفة الغربية.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن تلك المطالب تحمل تحذيرا سياسيا، رصدته فى مقابلات مع عشرات من القادة الدينيين السود وحلفائهم. ويقول هؤلاء القادة إن الكثير من الرعيّة يشعرون بالإحباط من موقف بايدن من حرب غزة، وأن تأييدهم لحملة إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية يمكن أن يكون فى خطر.
وقال القس تيموثى ماكدونالد، قس الكنيسة المعمدانية فى أتلانتا، والتى تضم أكثر من 1500 عضو، إن القادة الدينيين السود يشعرون بإحباط شديد من موقف إدارة بايدن فى هذه القضية. وكان ماكدونالد واحداً من القساوسة فى ولاية جورجيا المتأرجحة، الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار فى خطاب مفتوح. وأضاف، إنهم يشعرون بالخوف، وقد تحدثوا عن الأمر، وسيكون من الصعب للغاية إقناع شعبنا بالعودة إلى صناديق الاقتراع والتصويت لبايدن.
وحذرت نيويورك تايمز من أن أي انقسامات فى دعم السود لبايدن وللديمقراطيين على الصعيد الوطني قد يكون له أهمية كبيرة فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر المقبل.
الحرب في أذهان الناخبين
وخرجت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار من ميشيغان، حيث يمثل العرب الأمريكيون خمسة في المئة من الأصوات، وكان هامش فوز بايدن في انتخابات 2020 على ترامب أقل من ثلاثة بالمئة. وأظهر استطلاع للرأي أُجري في أكتوبر تشرين الأول أن دعم بايدن بين الأمريكيين العرب انخفض إلى 17 بالمئة من 59 بالمئة في عام 2020.
وقال دوغلاس ويلسون الخبير الاستراتيجي الديمقراطي في ولاية نورث كارولينا المتأرجحة "هذه (الحرب) ستكون في أذهان الناخبين".
وقال ويلسون "ستكون مشكلة هنا وفي جميع الولايات المتأرجحة بسبب السكان المسلمين في هذه الولايات والسكان اليهود في هذه الولايات والسكان السود وأصحاب البشرة السمراء في هذه الولايات".
وحذر المحللون من أنه على الرغم من أن الكثير قد يتغير قبل انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، إلا أن الإحباط المحلي من بايدن قد يضر به في صناديق الاقتراع من خلال تراجع الإقبال.
وقالت نادية براون أستاذة العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون، إن العديد من النشطاء الديمقراطيين "لا يرون التصويت أو القيام بأشياء على المستوى الوطني كوسيلة للحصول مطالبهم".
وأضافت براون، "وإذا لم يروا ذلك الآن، فهل سيروا ذلك في نوفمبر؟ لا أعتقد ذلك".
ازدياد الضغط على بايدن
وفي وقت سابق، أظهر تحليل أجرته وكالة رويترز لبيانات المدن، أن نحو 70 مدينة أمريكية أصدرت قرارات بشأن الحرب في غزة معظمها يدعو إلى وقف إطلاق النار هناك؛ مما زاد الضغط على الرئيس جو بايدن قبل الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر ليساعد في إنهاء القتال الدائر.
وأصدرت 47 مدينة على الأقل قرارات رمزية تدعو إلى وقف حرب الاحتلال ضد غزة، في حين أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو على نطاق أوسع إلى السلام.
وصدرت معظم قرارات وقف إطلاق النار عن ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا، على الرغم من أن 14 قراراً على الأقل جاؤوا من ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، التي قد تكون ذات صوت حاسم في محاولة بايدن للبقاء في البيت الأبيض أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
فيما رفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي تدعمه غالبية الشعب الأمريكي، قائلين إن وقف حرب الاحتلال الإسرائيلي من شأنه أن يدعم حماس، على حد قوله. ويقول منتقدو قرارات مجالس المدن إنها ليس لها تأثير ملموس على السياسة الوطنية وتشتت الانتباه عن القضايا الداخلية.