اتفاق سُني ثلاثي "ظاهري" على ترشيح العيساوي لرئاسة البرلمان.. والحلبوسي يتحرك لإفشال مسعى إقصائه
الانقسام السُني مستمر
اتفاق سُني ثلاثي "ظاهري" على ترشيح العيساوي لرئاسة البرلمان.. والحلبوسي يتحرك لإفشال مسعى إقصائه
انفوبلس/..
في وقت قررت فيه الكتل السُنية الثلاث تحالف "السيادة"، و"العزم"، و"الحسم الوطني"، ترشيح النائب "سالم مطر العيساوي" لمنصب رئيس مجلس النواب خلفاً للمُبعد محمد الحلبوسي، يسعى الأخير عبر جولات مكوكية طالت 9 شخصيات رفيعة خلال 72 ساعة فقط لاستجداء العطف السياسي وإفشال مسعى غُرمائه لإقصائه من المشهد.
*اتفاق ثلاثي
وبشكل رسمي، قررت الكتل السُنية الثلاث تحالف "السيادة"، و"العزم"، و"الحسم الوطني"، ترشيح النائب "سالم مطر العيساوي" لرئاسة البرلمان.
وبحسب مصدر مطلع، فإن الكتل الثلاث وبعد خوضها اجتماعات مكثفة ليل الجمعة على السبت اتفقت على ترشيح العيساوي لهذا المنصب.
وأكدت مذكرة مرفوعة الى قادة الإطار، ومُذيّلة بتوقيع قاد الكتل الثلاث وهم: خميس الخنجر، ومثنى السامرائي، وثابت العباسي، أكدت المعلومات الواردة بترشيح العيساوي.
ودعا الموقعون على المذكرة إلى الإسراع بتحديد الجلسة القادمة لانتخاب رئيس مجلس النواب.
وخاطب الموقعون قادة الإطار بالقول: إن دعمكم لمرشحنا يستكمل الاستحقاقات الدستورية نحو العملية السياسية بما يخدم العراق ووحدته وسيادته.
*تحرك الحلبوسي
وبمقابل تحركات هذه القوى، يجري رئيس البرلمان المُستبعَد بسبب قضايا مخلّة بالشرف (تزوير)، تحركات مكوكية استهدفت كبار شخصيات القوى السياسية في العراق بينهم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيسَي المحكمة الاتحادية العليا والقضاء الأعلى؛ لاستجداء العطف السياسي.
ومنذ 22 شباط الماضي حتى 8 آذار الجاري، ضمّت قائمة لقاءات الحلبوسي كلّاً من: زعيم تحالف نبني هادي العامري، وأعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بالإضافة إلى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، فضلاً عن الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني، وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.
كما التقى رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد العميري، ورئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي، والأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، بالإضافة إلى الأمين العام لتحالف النهج الوطني عبد السادة الفريجي، فضلاً عن رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم.
والتقى أيضاً الحلبوسي، رئيسَ الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ورئيسَ مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ناهيك عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.
*محاولات يائسة
وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي محمد علي الحكيم، الزيارات التي يقوم بها رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، للقادة السياسيين مؤخرًا، بأنها محاولة للحفاظ على ما تبقى من نفوذه، بعد خسارته على مرحلتَين.
وقال الحكيم، إن "الحلبوسي فقدَ نصف قوّته ونفوذه بعد خسارته منصب رئيس البرلمان بإنهاء عضويته في مجلس النواب". مبينا، إنه "سيخسر ما تبقى من نفوذه وقوته السياسية بعد خسارة حزبه منصب رئيس البرلمان، عقب تشكيل تحالف يضم القوى السياسية السنية (العزم، السيادة، الحسم) من دون حزب تقدم".
وبين، إن "زيارات الحلبوسي الى القادة السياسيين تدل على خسارته السياسية، فهو يريد من تلك الزيارة الحفاظ على ما تبقى من نفوذه وقوته السياسية، بحصول حزبه (تقدم) على منصب رئيس البرلمان، رغم أن هذا الأمر أصبح صعباَ في ظل وجود أغلبية برلمانية ترفض مرشح حزبه".
من جانبه، يقول الباحث في الشأن السياسي، علاء مصطفى في منشور على منصة "X"، "أُجزم بأن زيارة الحلبوسي لرئيس مجلس القضاء تهدف لمعالجة عدم وجود أمر ولائي يجمّد إجراءات انتخاب رئيس للبرلمان قبل النطق بقرار إبطال الجلسة في 1 نيسان، وهو فراغ قد يستغله الفريق الداعم لسالم العيساوي للمضيّ بانتخابه وإخلال توازن لا يتحقق دون نسْفِ الجلسة وتقديم الحلبوسي لمرشح توافقي".
*جلسة قريبة
ومن المتوقع أن يتم عقد جلسة الجولة الثانية لانتخاب رئيس البرلمان والتي ستكون بتنافس بين مرشح تقدم شعلان الكريّم والمرشح المنافس سالم العيساوي، وسط ترجيحات بفوز العيساوي، وخسارة الكريّم بالتصويت.
وتأتي الترجيحات قرب عقد جلسة الجولة الثانية، بعد اللقاء الذي جمع نائب رئيس البرلمان بالنيابة محسن المندلاوي مع رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم العميري، قبل أيام قليلة وما شهده اللقاء من تأكيد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس البرلمان، وهو ما يعني ضوء أخضر من المحكمة الاتحادية لإمكانية عقد جلسة الجولة الثانية، بالرغم من أن المحكمة لم تحسم بعد الطعن بالجولة الأولى والذي أجلت جلسة النظر به الى الأول من نيسان المقبل.
*خلفيات الأحداث
وكانت رئاسة مجلس النواب قد قررت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي بشكل رسمي.
وقررت المحكمة الاتحادية العليا ـ أعلى سلطة قضائية في العراق" ـ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضده النائب ليث الدليمي اتهمه فيها بتزوير استقالة له (الدليمي) من عضوية مجلس النواب، وعلى إثره قضت المحكمة الاتحادية بإنهاء عضويتهما (الحلبوسي والدليمي).
وعقد مجلس النواب مساء يوم السبت 13 كانون الثاني/ يناير الماضي، جلسة استثنائية لاختيار رئيس مجلس النواب الجديد، وانتهت الجولة الأولى من التصويت، بفوز حزب "تقدم" شعلان الكريم بـ152 صوتاً من أصل 314 صوتاً، وجاء خلفه النائب سالم العيساوي بـ97 صوتاً، والنائب محمود المشهداني بـ48 صوتاً، والنائب عامر عبد الجبار بـ6 أصوات، والنائب طلال الزوبعي بصوت واحد، إلا أن مشادات كلامية حصلت داخل قاعة المجلس ما اضطر رئاسة المجلس إلى رفع الجلسة حتى إشعار آخر.
لكن النائبَين يوسف الكلابي، وفالح الخزعلي، رفعا في اليوم التالي 14 كانون الثاني/ يناير الماضي، دعوى إلى المحكمة الاتحادية تضمنت طلباً بإصدار أمر ولائي بإيقاف جلسة الانتخاب لحين حسم الدعوى، بسبب وجود شبهات دفع رشاوى لبعض النواب من أجل التصويت لصالح مرشحين لرئاسة المجلس.
وأعلن مصدر قضائي، أن المحكمة الاتحادية العليا قررت تأجيل البت بدعوى إلغاء جلسة انتخاب رئيس البرلمان العراقي الى مطلع شهر نيسان المقبل.
وباشرت هيئة النزاهة الاتحادية يوم 17 من شهر كانون الثاني الماضي بالتحرّي والتقصّي عن مزاعم عروض رشى للنواب للتصويت لصالح مرشح معين لرئاسة مجلس النواب العراقي.