اقتراب نهاية مرحلة "ديناصورات" السياسة.. تصريحات حادّة للشيخ الخزعلي يتناول فيها 6 ملفات محلية وإقليمية ودولية
انفوبلس..
بمساحة على موقع "أكس" للمنتدى السياسي لحركة الصادقون، حيث تمت استضافة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، وقد تطرّق الأخير للحديث عن عدة ملفات خاصة بالشؤون الداخلية والخارجية، كمفاوضات طرد المحتل الأمريكي، والخلافات بين بغداد وأربيل، ومستوى عمل حكومة السوداني، وأوضاع أهالي قضاء سنجار، فضلاً عن القضية الفلسطينية.
التواجد الأمريكي
وحول ملف التواجد الأمريكي في العراق قال الشيخ الخزعلي، إن "خروج المحتل يحتاج إلى موقف شعبي وسياسي رافض"، مؤكداً أن "المواقف الشعبية وفصائل المقاومة ترفض تواجد القوات الاجنبية داخل الأراضي العراقية".
ولفت إلى، أن الموقف العراقي قوي ووطني وقادر على فرض إرادته وإخراج القوات الأجنبية، مشيراً إلى أن موقف الحكومة غير قابل للتنازل ويتمثل بخروج القوات الأجنبية على أساس فني.
وأشار إلى، أن فصائل المقاومة وعملياتها أرسلت رسائل واضحة لإخراج المحتل، متوقعاً ألا يطول موعد خروج القوات الأمريكية خلال أشهر والحكومة بانتظار رأي القادة العسكريين.
وتابع، إن العراق له القدرة على التعافي بسرعة كبيرة عند وضعه على السكة الصحيحة، ولكن واشنطن تعمل على استغلال ورقة الاقتصاد، للضغط على العراق وتمرير سياساتها، مبيناً إن جهد إخراج القوات الأمريكية مهم وضروري، ونحن نقف مع الحكومة العراقية في جهدهم.
وأكد الشيخ الخزعلي، إن القوات الأمنية وصلت لمرحلة من التعافي والجيش العراقي عاد أقوى من قبل، مضيفا: التقيتُ عددا من القادة العراقيين العسكريين، وسألتهم بعيدًا عن الإعلام عن حاجة القوات العراقية للتحالف الدولي، والقادة العسكريون اختصروها بحاجة وحيدة تخص طائرات أف 16 عراقية مملوكة للعراق، تحتاج إلى إمكانية الليزر عند توجيه الصاروخ إصابة الهدف، والقوات الأمريكية ترفض المساعدة، وهذا الموضوع يمكن حله بشراء طائرات من الجيل الخامس، والحكومة العراقية قامت بذلك.
وبيّن، إن التحالف الدولي يتحجج بعمل طائرات أف 16 العراقية، وإمكانيات الليزر لتوجيه الضربات، فقامت الحكومة بالتعاقد على شراء طائرات جديدة، تزيد من قوة القوات المسلحة العراقية.
وأضاف، إن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، ليس مع العراق فحسب، بل مع الجمهورية الإسلامية وروسيا أيضا، بسبب الحرب مع أوكرانيا وبشكل جزئي مع الصين، وإن الكثير من المشاريع التي كانت تقوم بها قوات الاحتلال، كانت عمليات فساد تقوم بها شخصيات أو مؤسسات أمريكية، مؤكدا إن الدستور العراقي يرفض تواجد قوات أجنبية بشكل واضح وصريح.
وأشار إلى أن التهديد الأكبر الذي يواجه الدولة العراقية، هو تهديد الهوية الثقافية، ويقف خلفه أعداء العراق، والشعب العراقي يعتز بهويته الثقافية والدينية.
أداء الحكومة ورؤية الدولة
أما بخصوص أداء الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، والوضع السياسي والاقتصادي والخدمي الذي يمر به العراق خلال هذه الحقبة، قال الشيخ الخزعلي إن خطوات حكومة السوداني إيجابية منذ بداية تشكيلها، وإن عمليات الفساد انخفضت كثيرا في ظل الحكومة الحالية، بوجود الإرادة الحقيقية للسوداني.
وأكد، إن نجاح السوداني شكّل ظاهرة انتقلت للمحافظين في المحافظات كافة، منوها إلى ضرورة مراجعة عمليات الفساد، والحكومة السابقة كانت الأكثر فساداً.
وتابع: نحن الآن في ظل الحكومة الحالية، وصلنا إلى أقل نسبة فساد منذ 2003، لا أقول إن الفساد انتهى، لكن الوضع اختلف كثيرا عن الحكومة السابقة.
وأشار إلى، أن هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، يعملان بشكل جاد في التصدي للفساد، والهيئة مشكورة، قامت بعمل مهم من خلال استرداد مبالغ موجودة في دول الجوار.
وأكد: سنشهد خطوات أفضل وأكثر في تحقيق الهدف، رغم الضغوطات والسياسات الغربية التي تريد أن تبقى متحكمة في العراق وفي اقتصاده وأمواله، مشيرا إلى أن المرحلة السياسية القادمة ستشهد نهاية الديناصورات السياسية التي أصبحت تفتقد المرونة، ولا تستطيع التكيف مع المرحلة السياسية الجديدة.
وبيّن، إن البلد مازالت تحكمه قوانين هي أقرب إلى الاشتراكية، وهناك تعارض كبير بين الواقع والطموحات، في فتح الاستثمار أمام القطاع الخاص.
وأضاف: رؤيتنا في بناء الدولة في الجانب السياسي والأمني والثقافي بشكل مختصر، صادقون تؤمن بالدولة ومفردات الدولة بما فيها خيار المقاومة، ونؤمن بضرورة تدعيم مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وقال، إن العراق يؤمن بحرية رأس المال، في ظل بلد مازالت تحكمه قوانين اقرب للاشتراكية، وإن موضوع السيادة النقدية مهم ومكمل لخروج القوات الاجنبية من البلاد والعراق لم يصل للمستوى المطلوب في تحقيق هذه السيادة.
وأشار إلى، أن الدولار عملة صعبة، يمتلكها العراق بأموال نفطه، وهذا يدل على النهج الاستعماري التحكمي، وإن موضوع الإثراء غير المشروع، وموضوع الفساد، رافقا العملية السياسية منذ عام 2003.
وحول شكل النظام الحاكم، أكد الشيخ الخزعلي، إن تطبيق النظام البرلماني بشكل صحيح كفيل بإنجاحه، وإن تطبيق المعارضة نعيشه حاليا، بمشاركة الإطار الشيعي بالحكومة ومعارضة التيار الصدري، لافتاً إلى أن تجربة حكومة التكنوقراط لم تنجح، ورؤيتنا كانت العمل بشكل صحيح ومشاركة الجميع وقدَّمنا شخصيات متصدية للنجاح في الحكومة، ونتحمل مسؤولية أخطاءنا إن حدثت.
وتابع: دخلنا في مرحلة حسم ملف رئاسة البرلمان، والأسبوع المقبل ستكون جلسة انتخاب الرئيس.
وأكد، إن إنهاء بعثة الامم المتحدة، إشارة سياسية واضحة على أن العراق أصبح قويا، وقادرا على حل مشاكله دون الحاجة إلى دور البعثة.
المجتمع بعد داعش
وفي ما يخص الطبيعة المجتمعية العراقية وما أنتجه وجود داعش والحرب عليه من مشاكل وعن الحجم الحقيقي لعصابات داعش، يرى الشيخ الخزعلي إنه لم يجرِ في العراق أي مشروع مصالحة وطنية حقيقية منذ 2003 حتى الآن، وإن مشروع المصالحة الوطنية فشل في 2003 لأنه كان يهدف إلى إعادة البعثيين.
وبيّن، إن آثار مشاكل داعش الاجتماعية، لاتزال موجودة حتى الآن ومنها ملف النازحين، وهناك مشاكل اجتماعية متأصلة داخل المناطق التي لم يعُد إليها نازحوها.
وتابع: نفتخر بتجربة قضاء يثرب، والنجاح بتعزيز العلاقات وعودة العوائل النازحة.
وأكد، إن البعض يحاول أن يصور أن الحشد الشعبي، يحاول منع العشائر السنية من العودة إلى مناطقهم، على الرغم من كونه سنداً لقواتنا المسلحة القادرة على معالجة أي تهديد عسكري، لافتاً إلى أنه ستكون هناك قراءة لقانون الحشد، ليأخذ أبناء الحشد استحقاقهم أسوةً بباقي القوات الأمنية.
وأضاف، إن القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها قوية ومنضبطة، وعادت أقوى مما كانت عليه، وإن "داعش" لم يعد يشكل تهديدا عسكريا، والماكنة الإعلامية الاميركية تحاول تضخيمه، مؤكدا إن تنظيم داعش انتهى في العراق، ولا يمكن أن يعود مرة أخرى، بتكاتف الجميع ورفض الحاضنة له.
أوضاع الشعب الكردي
وبشأن الخلافات بين بغداد وأربيل، والحال الذي يعيشه الشعب الكردي تحت حكة سلطة الإقليم الديكتاتورية، قال الشيخ الخزعلي، إن المكون الكردي جزء من الشعب العراقي، وهناك من يصور له أحلاما غير واقعية، وإن انتماءهم للدولة العراقية هو ضمان لحقوقهم واستقرارهم وتوفير رواتبهم، مؤكدا إن شعبنا في كردستان في وضع مأساوي، بسبب المصالح الحزبية والعشائرية.
وأضاف: نُحيّي دور وقرارات المحكمة الاتحادية، والتي كانت محل رضا المكون الكردي، حيث رحب ما لا يقل عن 80% من المكون الكردي بقرارات المحكمة الاتحادية، مشيرا إلى، أن رأي شعبنا في كردستان مناصر لقرارات المحكمة الاتحادية ونقطة ضغط مهمة ونأمل أن يبقى موقفهم مؤثرا وضاغطا مع القوى السياسية الوطنية.
وتابع، إن الادوات الضاغطة لتحقيق قرارات المحكمة الاتحادية بشأن الرواتب في كردستان، هي المجلس النيابي والاوامر الولائية للمحكمة الاتحادية.
وبيّن، إن تأخير الانتخابات في كردستان هو قرار سياسي، ولا يستطيع فريق سياسي واحد أن يتحكم او يفرض رأيه على القوى الأخرى.
أزمة سنجار
وبخصوص ملف أهالي قضاء سنجار ومعاناتهم، أكد الشيخ الخزعلي إن قضاء سنجار جزء أصيل ومهم من الدولة العراقية ومحافظة نينوى، والغالبية العظمى من أهالي سنجار يعتزون بانتمائهم للدولة العراقية.
وأشار إلى، إن المكون الايزيدي في القضاء تعرض لنكبة، بسبب خيانة من كان يعتمد عليهم في أمنه، وإن الاحزاب الكردية ظلمت المكون الايزيدي، لاسباب انتخابية مع وجود اسباب أخرى، مؤكدا إن هناك طرفا سياسيا يريد المحافظة على وجوده بسنجار، على حساب المكون الايزيدي.
وتابع، إن القوى الكردية تحاول التواجد في سنجار، للتاثير على مسار طريق التنمية الذي سيمر بمحافظة نينوى، وسيتفرع باتجاه تركيا، وإن من حق ابناء سنجار ان يعودوا إلى مناطقهم.
ورأى الشيخ الخزعلي إن اتفاق سنجار لا قيمة له، كونه مرفوضا من الايزيديـين بشكل خاص، وأهالي سنجار بشكل عام، ويجب الإعلان عن وفاته، وللأسف الشديد، المكون الايزيدي الذي ظُلم مازال مظلوما حتى الان.
وأكد إن اتفاق سنجار مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة، وبعثة الامم في العراق، وإن الطريق الصحيح لإنهاء معاناة أهالي سنجار، يتحقق من خلال اختيار قائممقام من الأهالي.
القضية الفلسطينية
وحول العدوان الصهيوني المستمر على غزة منذ أكثر من 7 أشهر، قال الشيخ الخزعلي إن موقف فصائل المقاومة يعتمد على ما يجري من تطورات، في الصراع الحاصل في فلسطين الحبيبة وغزة الأبيّة، وأثبت المقاومون أنهم كالجسد الواحد، مشيراً إلى أن وحدة الجبهات قرار مسبق تم اتخاذه من محور المقاومة.
وأضاف إن سيد المقاومة السيد حسن نصر الله الذي نعتبره الامين على هذا المحور.
وأشار إلى، أنه لا توجد حاجة للحكومة العراقية، أن تتخذ موقفا عسكريا من القضية الفلسطينية، والمقاومة تقوم بدورها عن الشعب، مؤكدا إن الحكومة العراقية مساندة للقضية الفلسطينية جملةً وتفصيلا.
وتابع: حكومات عربية تشهد التخاذل، بل التخادم مع هذا الكيان الغاصب، ولا يمكن لأي إنسان حر، أيا كان دينه او قوميته او مكانه الجغرافي، أن يبقى صامتا عما يجري في غزة.
وأضاف، إن ما قام به طلبة الجامعات، دليل على عمق الجرح الإنساني، وإن حقوق الانسان التي ادعتها الولايات المتحدة الامريكية، فضحتها القضية الفلسطينية.